جريمة الظهران.. القاتل.. والقتيل الدكتور عبدالملك قاضي ضحية جشع مندوب توصيل

القطيف: صُبرة
أستاذ جامعي سابق، ومندوب توصيل شاب. وبينهما سكين أنهت حياة الأول، وألحقت إصابات بالغة بزوجته التي ما زالت في حالة حرجة. والدافع؛ هو المال. والسيناريو فيها من البشاعة والاستغلال والانتهازية ما يكفي لأن يقدم شابٌّ من بلدٍ آخر على إنسانٍ مقعد على كرسي متحرك، لا يمكنه مقاومة جشع السكين.. وصاحبها.
هكذا أفاق السعوديون اليوم على النبأ، وعلى تفاصيله، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، بخبر مقتل الدكتور عبدالملك بن بكر بن عبدالله قاضي، في جريمة هدفها السرقة، ارتكبها مندوب توصيل يحمل الجنسية المصرية.
ومنذ وقت مبكر من فجر اليوم واسم الدكتور قاضي يتردد في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن حسم الأمن العام الخبر ونشر أجزاء مهمة من القصة التي حرّكت الرأي السعودي في يوم مهم من أيام موسم الحج، وصارت جريمة الظهران حديث الساعة، استناداً إلى مكانة القتيل العلمية والدينية، وإلى وضعه المسن، وإلى حالته الصحية المقعدة.
الدكتور عبدالملك قاضي عالم ومحدث سعودي بارز، أمضى أكثر من 40 عامًا في خدمة السنة النبوية، حيث تخصص في مجال الحديث الشريف وعلومه، وكان يشغل سابقاً منصب أستاذ مشارك في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
وصدر للراحل موسوعة “المؤلفون في السنة والسيرة النبوية”، وهي عمل بيبليوغرافي ضخم يوثق جهود المؤلفين في مجال السنة والسيرة منذ بدايات التأليف حتى يومنا هذا، كما أسهم في إعداد موسوعة الحديث النبوي، مما جعله مرجعًا مهمًا في هذا المجال.
وتتميز مؤلفات الدكتور قاضي بالتركيز على جمع وتصنيف الأحاديث النبوية في موضوعات محددة، مما يسهل على الباحثين والمهتمين الاطلاع على الأحاديث المتعلقة بكل موضوع.
ووفقاً لما ذكر اليوم عن تفاصيل الحادث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد وقعت الحادثة عندما اقتحم مندوب توصيل منزل الدكتور وسدد له ولزوجته عدة طعنات أدت إلى وفاة الدكتور وإصابة الزوجة.
وأثارت الحادثة حزن المواطنين من مستخدمي منصة إكس، الذين دعوا الله عز وجل أن يتغمد الراحل بالرحمة وأن يجعله من الشهداء، لافتين إلى أنه ليس لديه أولاد ويسكن بمفرده رفقة زوجته.
وقبل أن ينتهي نهار اليوم؛ انكشفت حقيقة أوسع على لسان المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقـة الشرقية، الذي أوضح أن الجهات الأمنية قبضت على المقيم المصري المتهم بجريمة قتل الدكتور قاضي، والاعتداء على زوجته بعدة طعنات، مضيفاً أن الزوجة المغدورة ما زالت في حالة حرجة.
ووفقاً للبيان الأمني فقد تبيّن من إجراءات الاستدلال وجود تعامل مسبق مع المجني عليه، وأن دوافع الجريمة السرقة لوجود مطالبات مالية على الجاني في بلده.
وتم إيقاف المتهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، وإحالته إلى النيابة العامة.
اقرأ أيضاً