وثيقة] فاتحة عالم في القطيف قبل 110 سنوات كلفت 628 ربية جردة المصروفات تضم 15 بنداً.. وصادق عليها الشيخ علي الخنيزي

قيمة العجل 15 ربية.. و14.5 ربية لشراء تنكة گاز

القطيف: خاص ـ صُبرة

قبل 110 سنوات؛ توفي الشيخ بدر بن سنبل، وهو عالم دين وشاعر من الأسرة المعروفة في بلدة الجش، بمحافظة القطيف، “آل سنبل”. وبطبيعة شخصيته العامة ومكانته الاجتماعية والدينية والتجارية؛ فقد أقام ورثته مجلس عزاء له استمرّ أياماً، وكلّف ما مجموعه 628 رُبّية عداً ونقداً.

هذا المبلغ ضخم جداً بمقاييس العام 1336هـ الموافق لـ 1918م؛ ويمكن أن يُعادل 231 ألف ريال بسعر اليوم. ويُشير إلى مكانة اجتماعية واسعة.

وقد أعدّ الورثة جردة مالية لتفاصيل التكلفة، وما زالت وثيقة هذه الجردة باقية حتى يومنا هذا لدى بعض أبناء عائلته.

الجردة صادق عليها قاضي القطيف ـ وقتها ـ الشيخ علي ـ أبو عبدالكريم ـ الخنيزي، وتقدم الجردة الكثير من الإشارات التجارية والاجتماعية في المرحلة التاريخية التي توفي فيها الشيخ بدر بن سنبل الذي لم يعش إلا 45 سنة فقط.

مرضى القطيف في البحرين

وقد رحل الشيخ عن الدنيا في شهر جمادى الأول من العام 1336هـ، وهو في رحلة علاج من مرض “الاستسقاء” في مستشفى الإرسالية في البحرين. وفي ذلك العام؛ كانت قد مضت خمسة أعوام على انضمام القطيف إلى الحكم السعودي. ولم تكن الخدمات الصحية قد توفّرت بعد.

وقتها؛ كان مرضى القطيف المقتدرون يسافرون إلى الجارة “البحرين” للاستشفاء في المستشفى المسيحي هناك. ولأن الشيخ بدر بن سنبل ميسور الحال؛ قصد العلاج هناك، لكنّ أجله وافاه هناك، في 1 مارس 1918م. وقد دُفن في مقبرة قريبة من مستشفى الإرسالية، بحسب ما يذكر حفيده الباحث لؤي سنبل في مخطوط أعده للنشر عن حياة الشيخ بدر بن سنبل والشيخ فيصل آل سنبل، وشعرهما.

231 ألف ريال..!

بحسابات العام 1336هـ ـ 1918م؛ فإن 628 رُبّية مبلغ ضخم جداً. وبحسب الجردة نفسها؛ فإن ثمن العجل ـ وقتها ـ يساوي 15 ربّية، و17 ربية، ما يعني أن “الفاتحة” كلّفت ما يعادل ثمن 42 عجلاً. وبمقارنة هذا السعر بسعر اليوم؛ فإن كلّ عجل كلّف ما متوسطه 5500 ريال، وعلى هذا يكون المجموع 231000 ريال.

الجردة تتكون من 15 بنداً رئيساً في المصروفات، 13 بنداً منها يرصد مصروفات نفقات الإطعام والضيافة طيلة أيام الفاتحة، وهناك بندان فقط لمصروفات “قراءة الفاتحة” للرجال والنساء، حيث كلّفت 50 ربية، أي ما يعادل 7.9% من إجمالي مصروفات الفاتحة.

وكلّ بند فيه قيد أساس، وقد تكون فيه قيود فرعية لصنف محدد أو صنف مختلف.

العيش واللحم

71.1% من مصروفات الفاتحة خُصصت للعيش (الأرز) ولحوم البقر والغنم فحسب. ولا يدخل في ذلك الدهن (الزبدة) والتوابل وخلافها وهذا كلف مبلغاً ليس قليلاً. ومجموع ذلك 446 ربية. ثم يأتي بعد ذلك المكملات من الزبدة والتبغ (التتن).

ملا حسن الجامد

أجرة الملالي

تسرد الجردة مبلغين من المال صُرفا للقائمين على قراءة الفاتحة. المبلغ الأول هو 20 ربية صُرفت من جهة فاتحة النساء. والمبلغ الثاني هو 30 ربية صُرف للملا حسن الجامد، وقد ورد في الجردة النص التالي “وصلت من يدي إلى يد حسين المعلم إلى يده”.

وقود الگاز

في الجردة هناك 14.5 ربية صرفت من أجل “بيب قاز”. وهو سائل وقود “الكيروسين” الذي كان مستخدماً في البلاد الخليجية. بالطبع؛ فإن تاريخ الوفاة سبق تاريخ اكتشاف البترول في المملكة، فمن أي جاء “بِيْب الگاز” إلى القطيف..؟ ومن الذي يشتريه؟ وفيمَ يُستعمل..؟

قبل الاكتشافات النفطية الكبرى في منطقة الخليج العربي في أوائل القرن العشرين، لم تكن هذه المنطقة خالية تماماً من موارد الطاقة. فبينما لم تكن هناك صناعات نفطية متطورة، وُجد الكيروسين (أو كما كان يُعرف محلياً أحياناً بـ”النفط الأبيض”) كمصدر مهم للإضاءة، وكان يتم استيراده إلى المنطقة من الخارج، وتحديداً من بلاد فارس (إيران حالياً)، وروسيا، وأحياناً من الهند عبر البواخر البريطانية.

الكيروسين لم يكن يُستخرج من الأرض في منطقة الخليج، بل كان يُجلب جاهزاً في صفائح معدنية (جالونات) تُعرف محلياً باسم “تنكات”، وكان يُباع في الأسواق الشعبية ويستخدم أساساً في المصابيح (الأتاريك)، وخصوصاً في البيوت والمساجد قبل دخول الكهرباء.

وقد شكّل الكيروسين مادة حيوية في الحياة اليومية للناس، وخصوصاً في المدن الساحلية مثل الكويت، البحرين، القطيف، ومسقط، حيث كانت التجارة نشطة والعلاقات مع الهند وشرق أفريقيا مزدهرة. وكان الكيروسين يُخزن في الدكاكين الخاصة، ويُباع بالمكيال أو يعبأ في قوارير صغيرة حسب الحاجة.

مع بداية القرن العشرين، بدأت بعض الشركات الأجنبية، خاصة البريطانية والأمريكية، بالاهتمام بالمنطقة كمصدر محتمل للنفط الخام، مما غيّر تدريجياً دور الخليج من مجرد مستهلك للكيروسين المستورد إلى منتج للطاقة على مستوى عالمي. ومع اكتشاف النفط في البحرين عام 1932، ثم في المملكة العربية السعودية عام 1938، بدأ الكيروسين ينتج محلياً كمشتق من النفط الخام، وأصبح جزءاً من الاقتصاد النفطي الواسع الذي نعرفه اليوم.

من هو الشيخ بدر بن سنبل..؟

الشيخ بدر بن أحمد بن كاظم بن علي بن محمد بن عبد الله بن عيسى آل سنبل.

مولده ووفاته

ولد سنة 1291هـ، في بلدة (الجش) من (القطيف)، وتوفي يوم السبت 18/5/1336هـ في البحرين وقد دُفن في المقبرة المعروفة بمقبرة المنامة.

والداه

والده الحاج أحمد كان أحد وجهاء البلدة الأثرياء الموصوفين بالكرم والجود، وموقوفاته الكثيرة تدل على حسٍ ديني واجتماعي يتمتع به، وصفه ابنه الشيخ بدر بجودة الحدس في الأمور البيع والشراء، فقال عنه:

أقولُ أبي كانَ في حدسهِ

يُصيبُ الرشادَ وذا اليومَ لي

وشتانَ حظي وحظّ السعيدِ

وليس المولِّي كالمقبِلِ

تزوج والده الحاجة حصة بنت عبد الله المغاسلة وكانت ذات ثروة كبيرة، وذات خبرة في التجارة وإدارة الأملاك، فاجتمعت أمواله وأموالها، وصارا يشتريان بعوائد نخيلهما السنوية أملاكاً جديدة كل حسب نسبته، ويتصرفان على أنهما ملك واحد، فملكا كثيراً من النخيل والبيوت، وقد أحسنا التصرف فيما ملكاه، فكانت صدقاتهما وعوائدهما المالية تصل إلى كثير من الأماكن. ولهما موقوفات ما زالت موجودة حتى الآن، ومن تلك الأوقاف:

  1. مسجد العمارة.
  2. كثير من النخيل، متعددة الوقفية.. حسيني، عبادات، ذري.

وتوفي والده عام 1325هـ، أما والدته فالذي يبدو من الوثائق المتاحة أنها توفيت سنة 1324هـ، أي قبل وفاة زوجها بسنة واحدة.

محمدية ربية بيان الذي أخذناه من الحوايج للفاتحة  التي للمرحوم الأخ الشيخ بدر
22 85 جونيتين عيش بلم ، جونية التي حابوها رجوعهم من البحرين عن ربية 86 ربية
15 78 ولحق جونيتين بلم ، ولحق 3 من عيش جميعا عن 78 ربية
15 108 عجل 15 ربية (عبدالله بن سلمان) ، ولحق عجل 17 ربية … ابن إسماعيل ،  4 طلي نجد عن 64 ربية طلي عربي  12 ربية
22 272
15 61 تيس من عندنا 12 ربية ، وتيس آخر من صلبوخ 8 ربية ، 5 طلي عربي 41.5 ربية
0 112 4 طلي عرب عن 50 ربية ، لحق 4 طلي نجد عن 62 ربية
7 446
15 23 ربع وألفين دهن غنم 18 ربية ، ولحق ألفين دهن غنم عن 5.5 ربية
15 23 دهن بقر 10 ربية ، قهوة 3 ربع قهوة 13.5 ربية
7 493
0 7 تتن صفهاني 3 ربية ، ربع حسيني 4 ربية
27 8 ألفين عماني عن 4 ربية وقران ، اقياس تتن 1.5 ، لحق ألف ونصف تتن
24 14 لحق اقياس تتن عماني 1 ربية و9 محمدية ، من ونصف شكر 13 ربية
1 524
12 11 ألفين خاكه 3 ربية ، من طحين عيش ونصف من طحين حب 8 ربية وقران
15 18 بيب قاز 14.5 ربية ، فلفل ولحق 90 … الجميع 4 ربية
0 16 2 قلة خلاص و 2 قلة غرا وقلة 1خ  عن 10 ربية ، و 4 قلة بكيرة  6 ربية
28 569
2 28 أيضاً قراءة الحريم عن 20 ربية ، خبز من 8 ربية
0 30 أيضاً قارئ الجامد 30 ربية ، وصلت من يدي ليد حسين لمعلم إلى يده
0 628 صح مجموع مصرف الفاتحة 628 ربية قيدناها في مخاريج الثلث كما فصل لاحقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×