العلامة الشيخ صادق المقيلي

منصور الجشي
من معلم مدرسة الخطابة لأستاذ الخطابة في وقته، في عرصة القديح وخطيب العلماء المرحوم الملا حسن المقيلي، كانت الانطلاقة للحصول على نمير العلم وفن الخطابة.
حيث وجد العلامة الشيخ صادق في أبيه نمير العلم، والمعرفة، والزهد، والورع، والالتزام بمبادئ أهل البيت، عليهم السلام كمًّا وكيفًا، ووجده والده ممن له الأهلية، والاستعداد للحصول على شئ من العلوم الحوزوية، فبعثه للنجف الأشرف مع ثلة من الأفاضل من القديح.
حيث كان الدور الأول لاستقطابه في عام ١٣٩٨ للهجرة، علمان من أعلام المنطقة هما العلامة السيد سعيد الخباز، والعلامة الشيخ محمد كاظم الجشي، الذي تولى تدريسه المسائل المنتخبة للإمام الخوئي قدس سره، والأجرومية ونزر من قطر الندى حتى غادر النجف، إلى قم المقدسة ليكون مورد اهتمام شيخ البلاد آنذاك آية الله الشيخ حسين العمران، بتوجيهه لحضور الدرس عند أساتذة أكفاء، من أمثال العلامة الحجة الشيخ عبدالرسول البيابي، الذي كان له الدور الرائد في الاهتمام بالطلبة القطيفيين من جميع الجوانب التي يحتاج إليها الطالب المغترب في قم.
وقد هيأ له السكن في مدرسة الإمام الصادق عليه السلام، التي كانت تحت تولية آية الله السيد مهدي الروحاني -رحمه الله- أستاذ آية الله الشيخ حسين العمران، ومعه لفيف من الطلبة القطيفيين، وبعد هذه الدراسة ولبعض الظروف القاهرة رجع لموطنه الأصلي حاملا على عاتقه التبليغ، وبيان الأحكام الشرعية عبر منبر الخطابة الذي ارتقاه متعلمًا من أبيه فنون الخطابة؛ حتى عدّ خطيبًا ماهرًا يعتمد عليه المؤمنون، وقاضيا لحاجاتهم، ومشاركاً لهم في أفراحهم وأحزانهم، وكان من رواد الزواج الجماعي في القديح مع المرحوم الملا سعيد الخاطر -رحمه الله-.
زاملته أيام الدراسة في قم المقدسة، قبل رجوعه واستقراره في البلاد، وحضرت معه بحث الرسائل، وأول المستمسك لمدة خمس سنوات عند أستاذنا آية الله الشيخ حسين العمران -حفظه الله- وكان من الملتزمين لحضور البحث العلمي الذي لا يتغيب عنه لينهل من نمير الأستاذ في البحوث العالية.
كان من المهتمين بالاطلاع على ثبوت الهلال لدى مشايخ المنطقة، ليعلن للمؤمنين الملتصقين به الثبوت أو الإكمال، حيث يتواصل معي مع نهاية كل شهر ولم يترك هذا التواصل حتى في فترة مرضه التي مر بها قبل رحيله، ولهذا يعرونا هذا اليوم الحزن والأسى لفقده ورحيله عن دار الدنيا إلى دار الخلود، ولا نشك أنه سيكون محاطًا بأوليائه الطاهرين عليهم السلام، حاملا طوق النجاة والشفاعة خصوصاً من مصباح الهدى وسيد الشهداء الذي خدمه أكثر أيام عمره.