حميدان التركي.. 20 عاماً في سجون العم سام

القطيف: صُبرة

ما إن يذكر اسم حميدان التركي، إلا ويتبادر إلى الأذهان في لحظات فصول قصة المواطن السعودي الذي قضى من عمره عقدين من الزمن في سجون الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت قضيته ضمن القضايا الأكثر متابعة من قبل الشعب السعودي والعربي، وكذلك العالمي.

ابتعث حميدان بن علي التركي، لدراسة الدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية قبل سنوات من قضيته المشهورة، وله 5 أبناء، وغادر إلى هناك وزوجته سارة الخنيزان وابناؤه للدراسة.

القصة بدأت في عام 2005م تحديداً عندما اتهم بإساءة معاملة خادمته، و أطلق سراحه بعدها بكفالة ثم اعتقل مجدداً، وأودع السجن في 2006م، وظل 19 عاماً خلف القضبان، قبل أن يطلق سراحه اليوم، استعداداً لترحيله إلى السعودية.

إنكار التهم

التهمة المزعومة كانت إساءة التعامل مع الخادمة، والاحتجاز في المنزل، وكذلك احتجاز أوراقها الثبوتية، كما أدين بالتملص من دفع المستحقات الشهرية للخادمة، وهو ما أنكره “التركي” آنذاك مشيراً إلى أن الخادمة طلبت من ربة البيت وضع راتبها عندها حتى يتجمع المال لإرساله لأهلها.

أدانته المحكمة بجريمة الاختطاف من الدرجة الأولى، لمنعه الخادمة من مغادرة المنزل لمدة 4 سنوات، كما كان يحتجز جواز سفرها وكافة وثائقها الثبوتية، ولدى سؤاله من المحكمة لماذا امتنع عن دفع راتبها قال إن العادة جرت في المملكة أن يدفع راتب الخادمة وقت سفرها بإجازة إلى بلدها، وهذا ما كان ينوي فعله.

السجن 28 عاماً

في عام 2006 حكم عليه بالسجن 28 عاماً، يقضيها في سجن لايمن بولاية كولاردو، وقد استنفذ حميدان آخر فرصه قانونية في البراءة بعد أن رفض قاضي محكمة ولاية كلورادو الأمريكية الطعن المقدم من فريق الدفاع؛ الأمر الذي يعتبر بمثابة انتهاء آخر فصول المحاكمة قضائياً، ما يشكل نهاية مسدودة باستثناء آمال محدودة قانونياً تتمثل في اللجوء إلى المحكمة العليا.

تخفيف الحكم إلى 8 سنوات

في 5 أبريل، 2010 رفضت المحكمة الأمريكية العليا طلب الاستئناف المقدم من هيئة الدفاع، وفي 25 فبراير، 2011 قررت المحكمة تخفيف الحكم عليه من 28 سنة إلى 8 سنوات وذلك لحسن سلوكه وتأثيره الإيجابي حسب شهادة آمر السجن.

واكتشف محامو الدفاع هذا الخطأ القانوني الفادح وقدموا اعتراضهم عليه وطلبوا إعادة الحكم على التركي حسب قانون الولاية، وبعد أن وافقهم الإدعاء العام على أن هذا الحكم بهذه السنوات على التركي هو حكم غير قانوني وأقر القاضي بهذا الخطأ القانوني، وقرر إعادة الحكم على التركي بجلسة جديدة.

تدني حالته الصحية

قدم محامو الدفاع إلى قاضي محكمة أراباهو عدداً كبيراً من المستندات والرسائل الداعمة لإسقاط الحكم على التركي ومن ضمن هذه الرسائل، رسالة من مدير إدارة سجن كولورادو تشهد للتركي بتأثيره الإيجابي في سجون كلورادو، وأن مصلحة السجون تطلب من القاضي تخفيف الحكم عليه بسبب إيجابيته، وكذلك أضاف مدير مصلحة السجون أن التكاليف الطبية لعلاج التركي بسبب تدني حالته الصحية عالية ويطلب من القاضي إرساله إلى بلاده ليتلقى علاج أفضل.

طوال السنوات الماضية تقدم التركي بطلبات للإفراج المشروط، وكانت كل جلسة كانت تنتهي بقرار رفض من المحكمة، حتى أن التركي طلب في عام 2014م طلب نقله إلى السعودية لإكمال بقية محكوميته.

وأبلغ القاضي محامي الدفاع برفض الطلب، فيما لم يكشف عن أسباب الرفض بعد أن كان مُنح قبل شهرين من تقديم الطلب مدة طويلة لدراسة القرار.

تركي حميدان التركي

توالت فصول القضية التي كان يتابعها باستمرار نجله تركي حميدان التركي، وينشر عبر حسابه في إكس “تويتر سابقاً”، التطورات، غير أنه لم يذكر شيئاً بشأن الإفراج عن والده.

في 2019م، كشف تركي حميدان التركي، عن إجراء والده عملية جراحية بعد معاناة لمدة 5 سنوات من الإهمال الصحي في سجون أمريكا الأمر الذي تسبب في تأخير العلاج.

إطلاق السراح والترحيل

ومؤخراً تقدم التركي بعدة التماسات إلى القضاء الأمريكي، بما في ذلك التماس حديث قال فيه أن محاميه لم يمثله بشكل كاف في المحاكمة.

وأصر التركي على براءته من جرائمه، مشيرًا إلى أنه استُهدف بسبب دينه الإسلامي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.

من جانبها قررت السلطات الأمريكية إطلاق سراح “لتركي” بعدما قضى قرابة عقدين في السجن، وهو الآن رهن الاحتجاز لدى إدارة الهجرة والجمارك، ومن المتوقع ترحيله إلى المملكة.

اقرأ أيضاً

“الإخبارية” تؤكد معلومات الإعلام الأمريكي: حميدان التركي حر

إعلام أمريكي: حميدان التركي حُر.. وسوف يعود إلى السعودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×