نـافـذة على الـنوبة: تـرنيمة الـنيل المقطع الثاني

عن الرحلة الفوتوغرافية لبلاد النوبة عبر فريق ” جهات ” للرحلات، في الفترة من 27 يناير إلى 3 فبراير 2017

حرف: محمد العمير

عدسة: علي العيد، محمد

الخراري، يوسف المسعود، نسيم العبدالجبار

 هنا أصوات الكدح والكفاح والإصرار على التكيف مع ظروف الحياة ، هذه الأشياء هي التي تنقل فضول التأمل لما خلف كواليس الضوء وخفايا فضاءات الوجد الداخلية كنص مفتوح على الذات مع الدوافع الكامنة في النفس للبحث عن البساطة والعودة إلى جذور الطين والتجليات الرسالية في صفحات الأرض بكل واقعية ؛

وبهذا تأتي الرغبة والشغف باستكشاف كل جديد أوغير مألوف وقريب من المشاعر الإنسانية والأصالة الفطرية ، يقول الفوتوغرافي علي العيد – ضمن الفريق المنظم لرحلة النوبة الفوتوغرافية – : كان انشغالنا لاختيار الوجهة هو داعي النظرة الإنسانية والتعرف على ما هو غير مألوف بالنسبة لنا أما الدهشة فهي ضمن السياق لكن أكثر الأسباب تقاربًا كانت استكشاف روح الأصالة لدى النوبيين ولغتهم الثانية غير العربية والتعرف أكثر على جمالية أصالة الإنسان و المكان والأشياء التي لم نكن نعرفها من قبل ، وفي ذات الوقت شاهدنا النوبة غير مسلط عليها فوتوغرافيًا ومعرفيًا فيما يتعلق بأعراق النوبيين وحكاياتهم على ضفاف النيل ؛ لذا كان من الجدير اختيار النوبة كوجهة تستحق الاكتشاف .

النوبة ترنيمة النيل وأنا أتأمل صورها من خلال عدسات فريق ” جهات ” للرحلات شاهدتها بأنها: الوجهة التي تسير نحوها بتروي ، تظل ترافق كيانك كنسيج يحيك لك فصول الوقت ؛ ترتدي حلة الألوان حينما ترى الضوء الباهر فيها ، الألوان المبتهجة تتكاثف في ذاكرتك حتى لو كان ما بداخل الصورة معاناة ومأساة ، ذاكرتك تحتفظ بهذا كله وبكل مضامينه ، هذه الوجهة المطلة على الماء تمر عليه كصدى هارب من ثنايا الصوت الضوضائي وسائر نحو الصوت مجددًا بصياغته التغريدية في منصة الطيور العابرة على مسرح الحياة الخضراء على ضفاف النهر وتدفق الروح فيه ؛

وبسحرها الخلّاب وموقعها الجغرافي المميز في أقصى جنوب مصر مع أقصى شمال السودان تخاطب زغاريد الطير ونافذة الشروق وخرير نهر النيل ؛ صباحاتها أصوات مكثفة بذاكرة الجذور والسطور السائرة نحو كدح الحياة ، ولأن الحياة تحث على أن نحياها بكل ما فيها من أفراح وأتراح وقصص ومواقف وأحداث ؛ فإن النوبة ومحافظة أسوان عمومًا شاهدًا على محيطها الأخضر الأزرق وهي بقعة من الكوكب الكبير الصغير تنطلق في صباحاتها على الألوان ونبض عروق الثمرات ، مختلطة بعروق الأيدي المرتفعة نحو السماء محاطة بالدعوات والبسمات وسائرة بشغف نحو حصاد الأرض ويرافقها شيء من تقاسيم المحبة والسلام …
مُـحـمّـد
يتبع ..

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×