يا شباب الأعمال.. اغتنموا فرصة رحيل الأجانب عن الأسواق الدكتور العباد: رجال أعمال القطيف بعيدون عن دعم القطاع الصحي

القطيف: أمل سعيد، وبيان المنتدى

خلاصة الأمر؛ هي أن المرحلة الاقتصادية الحالية تمثل فرصة ثمينة للسعوديين؛ ليدخلوا السوق ويحلوا محل الأجانب الذين أخذوا يخرجون من السوق بفضل التنظيمات الجديدة.

إلى هذه الرؤية؛ خلصت ندوة “رجال الأعمال والمجتمع ـ الدور المتبادل والمسؤولية المشتركة” التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي، مساء البارحة، وشارك فيها فؤاد الدهان مدير عام شركة الدهان التجارية، وسالم بالحمر مدير عام شركة سالم بالحمر للمقاولات.

كانت ندوة مال وأعمال، وحضرها رجال أعمال، ومثقفون ومهتمون بالشأن الاجتماعي. وسبقتها فقراتٌ أخرى، بينها معرض تشكيلي للصحافي منير النمر، وتكريم للدكتورة جنان المبيوق،  وتخللتها كلمة لمدير مستشفى الأمير محمد بن فهد لأمراض الدم الوراثية الدكتور كامل العباد، إضافة إلى كلمة وتكريم لرجل الأعمال عبدالعزيز المحروس.

من أين لك هذا..؟

حين جاء دور الندوة، وجلس كلٌّ منهما في مكانه، بدأ مدير الندوة حبيب محمود بالسؤال الأشهر في محاسبة أصحاب المال: من أين لك هذا..؟

غلف حبيب محمود سؤاله بكثير من الاحترام وشغف ولوج عالم الضيف. وفي جوابه قال بالحمر “ما لدي جاء ببركة رب العالمين أولاً، ثم لأني كنت محظوظا بوالدي الذي كان تاجراً، فخلف لي اسمه الذي كان بطاقة تعريف ومفتاح دخول في عالم التجارة، ورأس المال الذي منحني إياه، بالإضافة إلى كثير من الجد والجهد والتعب”.

أما الدهان فلم يختلف جوابه كثيراً عن نظيره. فكلاهما آتٍ من بيت يمتهن التجارة فقال “المجتمع يعرف أنني من الجيل الثاني، حيث كان الوالد يرحمه الله تاجراً وهذا ما مهد لي الطريق وجعله أقل صعوبة”.

حضرموت

في حديثه عن تجربة والده أو المؤسس أو الجيل الأول عرّج بالحمر على أصول والده القادم من محافظة حضرموت اليمنية فقال “جاء والدي إلى جدة قادماً من حضرموت، وكان عمره 12 سنة، وعمي 9 سنوات؛ بحثا عن عمل، فاشتغلا خدماً في البيوت، ثم عمالاً في المحلات، لم يكن شق الطريق سهلاً أبداً، بل كان صعباً للغاية وأسسوا أنفسهم من عدم”.

مرحلة النهوض

وجاء رد الدهان في التعريف بتجربة والده “اشتغل أبي وعمي في مهنة طحن الحبوب بالرحى، وكان العمل يحتاج للمنخل من أجل تنقية الطحين، لذا قاما بصناعة منخلا بواسطة الأخشاب والغربال، واستهوت والدي هذه الصنعة فغير عمله من طحن الحبوب إلى النجارة، ورغم الصعوبات الكثيرة في إيجاد المواد الأولية للعمل كالأخشاب وعدة العمل إلا أنهما بذلا جهدا كبيراً في توفيرها، ثم توسع المحل وأصبح أكبر وأشمل فكان يحتوي على أدوات النجارة والبناء”.

الشركات العائلية

وتناولت الندوة في محورها الثاني مسألة حماية الشراكة العائلية من الانهيار مستقبلاً مع الأجيال اللاحقة، فأشار بالحمر إلى أن طموح الأمس الذي تركز على التوسع وجمع الثروة يختلف عن أهداف اليوم، ولذلك لا بد من العمل على خطين متوازيين، الأول هو تأمين الآخرة بالصدقة الجارية فقد تم العمل على تأسيس جمعية خيرية إضافة إلى تخصيص نسبة من إجمالي الشركة كوقف للأعمال الخيرية، أما الخط الثاني فهو تحويل الشركة الأم إلى شركة قابضة مساهمة يشترك في إدارتها وأنشطتها كل الورثة بنين وبنات، مطبقة نظام الحوكمة وميثاق الأسرة منتقداً في هذا الصدد إزاحة البنات من الشراكة، فيما أضاف الأستاذ الدهان أن وقوع الخلاف أمر وارد لكنه نبه إلى ضرورة إدارة الخلاف والحيلولة دون تطوره أو استمراره، مؤكداً ما ذهب إليه سالم بالحمر أن العمل على تأسيس شركة قابضة هو من اكثر الوسائل التي تضمن استمرار العمل التجاري في قادم الأيام للأسرة.  

واتفق الضيفان على أن الحل الأمثل لاستمرارية الشركات العائلية والمحافظة عليها هو تحويلها لشركات قابضة، الهدف منها أن يعرف كل واحد من الشركاء والورثة ماله وما عليه، منعا للخلاف، حيث تطبق فيها أنظمة الحوكمة.

الشراكة المجتمعية

“المجتمع كالأم في عطائه، وعطاؤنا ما هو إلا رد للجميل الذي صنعه معنا ولن نوفيه حقه مهما أعطينا ومهما بذلنا”.

بهذه الكلمات شبه رجل الأعمال بالحمر علاقته بالمجتمع في سبيل الرد على سؤال يتعلق بالشراكة المجتمعية، وقال إن أفضل عمل يمكن تقديمه للمجتمع هو إنشاء أو المساهمة في مشاريع التنمية.

في حين ركّز الدهان على اليد العاملة الوطنية، فهي “عملة نادرة في السوق، وهم أعمدة شركة الدهان، بهم نهضت الشركة وبهم نمت وكبرت، واليوم هم المدراء والمسؤولون في الشركة بنسبة 80% في القطيف، وفي فرع الأحساء وصلت نسبة السعودة إلى 100%”

الأنظمة الجديدة

وفي محور الندوة الأخير جرى الحديث حول مجريات الظروف الاقتصادية الراهنة، وأفاض الدهان بالحديث حول ما يوفره رحيل العمالة الأجنبية وانسحابها من السوق من فرصة اقتصادية كبيرة قد لا ينتبه لحجمها الكثيرون. ودعا الجادين من الشباب إلى ملء الفراغ كل حسب رغبته في نوعية النشاط الاستثماري والخدماتي، ولا بد أن يتجاوز خريج اليوم التطلع إلى العمل المريح والانطلاق بشجاعة إلى الفرص المتاحة في جميع المدن والمناطق والخروج من التقوقع في منطقته، مشيداً في هذا الصدد بتجربة رجل الأعمال المرحوم سعيد المحروس.

أما بالحمر فقد أكد من جهته الموضوع نفسه، منتقداً أعمال التستر على العمالة الجنبية وانها تضر بالعمل الاقتصادي النظامي للبلد، مشيداً برؤية 2030 من حيث شموليتها ودورها في القضاء على الفساد في منح التأشيرات، كما أوضح أن السوق في المملكة سهلة من حيث توفر الفرص وصعبة من حيث شدة المنافسة.

وقال ان فرصة الاحلال في المحلات المغلقة بسبب رحيل الأجانب المخالفين فرصة كبيرة لخريجي المعاهد والكليات الصناعية والمهنية داعياً للاقتداء بجيل الآباء الذين لم يؤثروا الراحة على التعب، ونبه الشباب إلى أن يولوا اهتماماً ببيئة العمل التي تدعم تخصصهم وقدراتهم قبل أن يسألوا عن المرتب والاجازات، كما دعا بالحمر إلى الاستفادة من خبرات المتقاعدين وتنشيط دورهم في بث ثقافة حب العمل والصبر عليه.

————

الدكتور العبّاد مُعاتباً:

رجال أعمال القطيف بعيدون عن دعم القطاع الصحي

وقد تخلل الحوار مع الضيفين مشاركة الدكتور كامل العباد مدير مستشفى القطيف المركزي سابقاً حيث اهاب بتعاون رجال الأعمال مع وزارة الصحة في مجال الدعم بتلبية بعض احتياجات مستشفياتها مستعرضاً بعض الخدمات والمراكز العلاجية التي نفذوها، مشيراً أن اقترابه من العمل الاداري للمستشفيات مكنه من التعرف على دور لجان اصدقاء المرضى، مشيداً بدور الشيخ عبد الله السيهاتي في انشاء مركز الكلى بمستشفى القطيف المركزي والذي يخدم 120 مريضاً، كما أشار إلى بدء العمل في المرحلة الثانية للمشروع وهدفها تشغيل مركزاً لأمراض السكر، وجراحة اليوم الواحد، وقسم لعلاج أمراض القلب الذي يراجعه 10 آلاف مريض.

 وقد وجه الدكتور العباد عتابه لفرع غرفة الشرقية بمحافظة القطيف ورجال الأعمال فيها لابتعادهم في السنوات الأخيرة عن دور المساندة مبيناً بعض الاحتياجات الماسة لمستشفيات المحافظة منها مركز للحوادث بمستشفى القطيف المركزي الذي يستقبل يومياً عشرات الحوادث بتكلفة تصل خمسة ملايين ريال فقط، وكذلك أكثر من جهاز لأشعة الرنين المغناطيسي، ومركزاً للبحوث في أمراض الدم الوراثية، مهيباً برجال الأعمال بدعم هذه المشاريع بشكل مباشر أو من خلال منصة الوزارة للخدمات التطوعية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×