بغداد تحاور الرياض بـ 21 منحوتة رضا فرحان وهيثم حسن ونجم القيسي

الرياض: صبرة

على مدار 10 أيام، اجتمع النحاتون رضا فرحان، وهيثم حسن، و نجم القيسي، لعرض تجارب من النحت العراقي، في المعرض الذي انطلق 3 فبراير، في معهد الفنون جاليري بمجمع الموسى في العاصمة الرياض.

واليوم الأربعاء؛ يُسدل الستار عليه، برعاية المشرف العام على وكالة العلاقات الثقافية في وزارة الإعلام سابقاً عمر محمد العقيل.

هيثم حسن.. جغرافية الجسد البشري

وعلى هامش المعرض وصف النحات هيثم حسن لـ “صُبرة” “مشواره الفني قائلاً إنه بدأ بتعلم أساسيات النحت وتقنياته، “من خلال دراستي في معهد الفنون الجميلة في بغداد، ومن ثم إكمال دراستي الجامعية في كليه الفنون، مما أتاح لي التعرف عن قرب إلى النحت واستكشافات الأساليب النحتية، والتعمق بالعملية النحتية”.

وأضاف “كما أتيحت لي الفرصة لنمو خبراتي من خلال الممارسة والتجربة لإيجاد ما يتماهى مع ما أحمله من أفكار و رؤى ثقافية و فنية، وتدور تجربتي على الشكل الإنساني المبسط، و ساعدني في ذلك دراسة جغرافية الجسد البشري والتعمق فيه، وتماهيه مع المحيط و ما به من أشكال متكئاً على رؤى شخصية، مركزاً على العلاقه الجلدية بين الكتلة و الفراغ”.

وتابع “في هذا المعرض حاولت ـ برؤيه متقدمة ـ إيجاد علاقات بصرية بين أشكال كائنات حيه تتعايش مع الإنسان لإنتاج نص بصري يشير إلى ذلك”.

رضا فرحان وعلاقة الجمل بالإنسان

رضا فرحان شارك في المعرض بـ 7 أعمال، وقال “هذا ما ينص عليه عنوان المعرض 3*7 أي 3 نحاتين يقدم كل منهم 7 أعمال، وكان العنصر الأساسي لي الذي قمت باختياره هو الجمل، فكنت أجسد جميع الأعمال لتدل على هذا الحيوان لارتباطه بالشخصية العربية والبداوة العربية”.

وأضاف “في أحد أعمالي استخدمت رؤى نقدية عن السلطة حول مجموعة من الأشخاص، وأنا لا أميل إلى تحليل شرح الأعمال ولكن أطرح أشكال، وأنا أقدم دائماً أشكالاً أكثر مما أقدم أفكار، الفكر يحفز على خلق عمل، ولكن عندما تجعل هذا الفكر هو السائد والمتقدم يضعف التأويل في التلقي”.

وتابع “ضمن أعمالي حاولت أن أخلق علاقة بين الجمل والإنسان فهو حيوان نبيل جداً، فهناك علاقة روحية بين الجمل والإنسان في الصحراء، فجعلت الإنسان طائراً والجمل برأسين، أحد الرؤوس في علاقة روحية مع الطائر”.

وأكمل “في عمل آخر حاولت أن أجعل الجمل برأس فقط وشخص على خط أفقي يمثل شكل الجمل، بمعى أن أفق الصحراء المترامية والعلاقة بين الإنسان والجمل وخط الأفق الذي يربطهم”.

وأضاف “حاولت الخروج عن النمط التقليدي في بناء جسم الجمل بعمله من صفائح، وهذه إضافة لصالح تجربتي النحتية، فقد بدأت مشواري النحتي من أيام المتحف العراقي وعشتار، ثم المرحلة الثانية وهي مرحلة الصعاليك مثل الحلاق وصعاليك بغداد، أما معرضنا الحالي في الرياض اعتبره انتقالة مهمة في تاريخ عملي النحتي، لأننا من خلال ما سمعته من مثقفين سعوديين فقد وضعنا حجر أساس لتحفيز الفنانين السعوديين لصنع الأعمال النحتية البرونزية، وما سمعته من إطراءات أعتبره نجاحاً كبيراً”.

نجم القيسي.. رحلات استفزاز

وعن تجربة النحات العراقي نجم القيسي فقد قال عنها لـ صبرة “أبحث في كل تجاربي في بداياتها عن مفردة استعيضها من محيطي وبيئتي تناسب الأحداث التي أمر بها، وكل ما يحيط بي من كائنات يتكون لدي هاجساً في داخلي يثير أحاسيس يستفزها واقعي ومحيطي”.

وأضاف “هذه الأحداث تنتظم في مخيلتي، و تنهال علي أفكار عديدة منها ما يفرحني ومنها ما يرعبني، التقط منها ما يجذبني ويستفزني، بعد ذلك يكون القلم للتخطيط على الورق وتتحول هذه الإرهاصات إلى بيانات معلومة الشكل مادية بتكوينات ما نسميها نحن العراقيين شخبطات”.

وتابع “بعد ذلك استقر على التكوين الرئيس و أبدأ بتكوين الأسس التي يستند عليها العمل الفني بما أمتلك من تركمات معرفية، استقر بعد ذلك على مفردة مثل التجربة الأخيرة واستقرت مفردة الدراجة الهوائية وعجلاتها تمثل الزمن ومحاولتي إيقاف الزمن من الناحية البصرية وجعلها مربعة الشكل”.

وأكمل “في تلك الأحداث تحصل الفوضى ويتلاشى القانون، وتسقط القيم، ويتراجع البشر إلى بدائيته، استقر في هذا الحال لكي أنشئ انعكاسات تعكس هذه الفوضى المجتمعية في أشكال بصرية تجسدها الكتل المعدنية من خاماتا لبرونز وخامات أخرى كالحديد”.

واستطرد “أما في هذه التجربة الأخيرة التي شاركت بها في معرض 3*7، هذه المفردة التي بحثت في جوهرها بشكل مركز لما تحمل من رقة جدرانها ونعومة ملمسها ونفذت عدة أعمال تحاكي واقعي والواقع الإنساني، كونت علاقات نحتية متفاعلة مع الفضاء، لتضيف ديناميكية وحيوية لهذا المكان”.

جدير بالذكر أن نجم عبدالله القيسي، من مواليد 1961 في بغداد، وحصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة في بغداد – 87 / 1988م، كما حصل على بكالوريس كلية الفنون الجميلة بغداد – 97 / 1998م، وهو عضو مؤسس في جماعة ازاميل.

شارك القيسي في عدد من المعارض من بينها معرض اليوبيل الذهبي لجمعية الفنانين العراقيين 2007، ومعرض مشترك من بغداد إلى لاروشيل بفرنسا – 2010، ومعرض جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في بيروت- 2010م، و معرض من بغداد الى باريس في قاعة سكريب لامارتان 2015، معرض مشترك تجارب من النحت العراقي عمان 2015، معرض مشترك متحف متز فرنسا – 2016، معرض للاعمال الكبيرة جماعة ازاميل للنحت العراقي جمعية الفنانين التشكيليين 2016م، معرضان لازاميل تركيا اسطنبول 2018.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×