المعارضون السعوديون الجدد..!

حبيب محمود

لدينا مثلٌ ظريفٌ في القطيف تقول صيغته “إن صحت؛ قتلتك. وإن ما صحت؛ قتلتك”. ولهذا المثل صيغةٌ أخرى ولكنها مكشوفة، ولذلك لا يصحُّ ذكرها هنا. وغاية هذا المثل؛ هي القول بأن النتيجة واحدة للخيارين. ويذكّرني هذا المثل؛ بالمتفذلكين الذين كانوا يطالبون بالتغيير ويتصارخون بنقد الأوضاع، وحين جاء التغيير؛ لم تتغير الفذلكة، بل استمرّت على حالها، نقداً للتغيير ذاته..!

هناك روحٌ ناقدة، وهناك روح ناقمة. الأولى يشغلها الموضوع، أما الثانية فيشغلها الواضع. الأولى لديها مطالب تسعى إليها، وحين تتحقق المطالب يتغيّر الخطاب. ذلك طبيعيٌّ؛ فأنت حين تطلب من أحدٍ عملاً فيُنجزه؛ يكون الموضوع قد انتهى.. هذه هي الروح الناقدة الطبيعية.

أما الروح الأخرى، الناقمة، فإن موضوعها لا ينتهي بإنجاز العمل. تستمر شهوة الكلام لديها حتى في موضوع الإنجاز نفسه. حاملو مثل هذه الأرواح لا جدوى معهم، ولا فائدة في جدالهم. والأولى أن يستمرّ العمل طالما أن شهوة الكلام لا تتوقف لديهم.

الروح الناقمة لديها هدفٌ هو الشخص المنقوم عليه، ومهما فعل؛ يبقى في دائرة النقمة. أحسن أم أساء؛ فإنه يبقى في الموقع ذاته. أنجز أم تراخى؛ يظلُّ محل الملاحقة والمقارعة.

هؤلاء يرون أنفسهم “معارضين”، ويروق لهم أن يبقوا “معارضين” حتى لو عُمِل بما يطالبون به، وتوقّف ما كانوا يعترضون عليه. تماماً كما يقول المثل الشعبي، ففي الحالين تكون النتيجة واحدة.

تعليق واحد

  1. كلام موزون مختصر مفيد ينم عن قلم حر وثقافة عميقه انا من المعجبين بأسلوبك المختصر المفيد و الحيادية المطلقة —تحياتي

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×