بعد 37 سنة من اختفائها.. “البراحة” تعود إلى قلعة القطيف.. بلا حليب…! تفوُّق نسائي في تنظيم "ملتقى الأسر المنتجة" وحضور متنوّع للحرف الريفية

القطيف: ليلى العوامي

ما كان سوقاً صغيرة قبل 37 سنة؛ يعود هذه الأيام بعنوان “الأسر المنتجة”، لكنه يعود فاقداً اسمه الذي عُرِف به. “براحة الحليب” التي كان صيتها ذائعاً جنوب قلعة القطيف القديمة؛ عادت بنصف اسمها “البراحة” في ملتقى الأسر المنتجة الأول الذي تنظمه لجنة التنمية الاجتماعية بالقطيف بمشاركة بلدية المحافظة.

وفي ساحة القلعة المفتوحة، تناثر 52 ركناً لأسر منتجة إلى جانب 13 ركناً آخر لجهات حكومية وأهلية، حسبما ذكره المشرف على المهرجان رئيس لجنة التنمية الاجتماعية المهندس عباس الشمّاسي لـ “صُبرة”، إضافة إلى ما ذكره عضو اللجنة أمين الزهيري. وأكد الشمّاسي، أيضاً، أن اسم الملتقى مأخوذ من الاسم القديم “براحة الحليب”، منبّهاً إلى أن موقع الملتقى قريبٌ جداً من موقع البراحة القديمة، بل يقع على جزءٍ منها.

ساحة القلعة

إنها المرة الأولى التي تُستغَلُّ فيها ساحة القلعة المفتوحة، منذ أكثر من عقدين من إنشائها، حسب قول الشماسي الذي قال إيضاً إن “البلدية دخلت في المساندة أيضاً، وتطوّعت 37 امرأة في الترتيب والتنظيم، إضافة إلى 33 رجلاً في المساندة، ومعهم فريقٌ من لجنة التنمية مكون من 10 نساء تحت إدارة خاتون الماجد، و 11 رجلاً أيضاً. وفي مدة وجيزة تمّ إعداد كل شيء وترتيبه، ودعوة الأسر المنتجة والأجهزة الحكومية والأهلية.. وهكذا بدأ الملتقى فعلياً عصر اليوم.

تنوّع وتجاور

من بين 52 أسرة منتجة؛ هناك العديد من الخيارات. لكن لا أحد يبيع الحليب في “البراحة”.. وعلى العكس مما كان عليه المكان قبل إزالة القلعة سنة 1403، وعلى مدى عقود طويلة؛ فإن المفقود من عروض الأسر المنتجة هو الحليب. حين كانت “براحة الحليب” نشطة، في الزمن القديم، كانت منتجات الريف تحطُّ فيها، وبالذات الحليب واللبن والروب والقشطة المحلية. تلك سلع كانت مطلوبة لدى الناس، والمكان المخصص لها هو “براحة الحليب”. لكن ملتقى الأسر المنتجة ينشط 3 أيام بلا حليب..!

هناك أصحاب الحرف اليدوية الريفية، إنهم الوجوه المعتادة في الفعّاليات والمهرجانات، إلى جانبهم سيدات ورجال ذوو مهن وحرف بسيطة، يعرضون سلعهم على الزوار. هناك تجاور وتنوع في المكان فعلاً، وتنفيذ الفكرة جاء متأخراً، لكنه بداية قابلة للاستمرار، خاصة مع تنامي دعم الأسر المنتجة، ووجود أماكن لمثل هذه الملتقيات، في مساحة مفتوحة وجاهزة لاستيعاب الكثير من الأنشطة.

ويستمر الملتقى 3 أيام، ومساء غدٍ سوف تحضر شخصيات، لكن الزوار مرحَّب بهم أيضا، ولا تعارض بين وجود زوار خاصين وبين مرتادين من الناس.

(تصوير: ليلى العوامي)

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×