هاني الباشا.. أن تكون بطلاً وطنياً بقدمين من معدن وقفت زوجته إلى جانبه وأعطته كُليتها

سيهات: معصومة المقرقش

“لا أخجل من أطرافي الصناعية وأنا أسير في الشارع وأمارس هواياتي الرياضية، لا أخجل من أطرافي وأنا وسط الملاعب أشجع ناديي المفضل، أنا قوي وإرادتي أقوى في البقاء، لأني أحب الحياة بكل ما فيها، وأحب عائلتي التي ساندتني في محنتي…” بهذه الكلمات بدأ اللاعب هاني الباشا حديثه عن رحلة بتر رجليه واصفاً ما تعرض له من حادث صحي قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره، ويجب شكره عليه.

ويقول الباشا عن هذه المرحلة المفصلية في حياته الصحية “كنتُ قبل إصابتي بمرض السكري لاعب في نادي الخليج الرياضي ضمن ألعاب القوى، ولاعب كرة قدم في حواري المدينة، و أمارس صيد السمك، وعرفتُ بإصابتي بالسكري عام 2013، بعد خضوعي لعددٍ من الفحوصات الطبيبة للاطمئنان على صحتي ولياقتي البدنية، لكن المفاجأة حدثت بعد أن أخبروني الأطباء بناءً على التقارير الطبية أني مصاب بالسكري إلى جانب الفشل الكلوي، وضغط الدم، ودخلت على أثر ذلك المستشفى للتنويم لمدة ثلاثة أسابيع متتالية.”

جرح فبتر

بعد علم الباشا بهذه الأمراض التي أُصيب بها دون علمه مسبقاً شكر الله تعالى، وتقبل الأمر برحابة صدر، وعزم على عمل حمية غذائية، وعاش حياة طبيعية بكل حذر، ولكن بعد فترة قصيرة جداً من عام 2014 تعرضت قدمه اليمنى لجرحٍ أثناء مشاهدته لإحدى المباريات لكأس العالم، وأثناء حماسته جرح قدمه دون قصدٍ؛ مما تسبب في التهاب الجرح ثم بالغرغرينة.

ولإن الباشا أجرى زراعة كلى حديثاً خاف الأطباء من المضاعفات الخطيرة التي ستحدث نتيجة سيولة الدم التي يعاني منها فقرروا بتر رجله من أسفل الركبة.

إرادة قوية

وعلى الرغم من بتر رجل الباشا اليمنى ظل متماسكاً صلباً يمارس هواياته الرياضية، ويقود سيارته بنفسه، واستمر في عمله في توصيل الطلاب لمدارسهم؛ حتى جاء اليوم الذي قرر فيه الأطباء أيضاً بتر رجله اليسرى بعد سبع سنوات من بتر رجله اليمنى في عام 2021.

بتر أجزاء

وعن ألم هذه المرحلة يقول الباشا “كنتُ مولعاً بأعمال البستنة وتنظيم سطح المنزل؛ وبدون انتباه مني جرح “طابوق” أصبع رجلي الأول، وعمل الطبيب بعد ذلك ببتر أصبع وراء الآخر، حتى بتر نصف الكعب إلى أن بترت تحت الركبة.”

ويضيف “بتر رجلي اليسرى كان هو الأصعب، وتعبتُ كثيراً نفسياً وبدنياً؛ حيث استمرت فترة علاجي ستة أشهر كاملةً، وكنتُ أظن أن حياتي لن تعود كما كانت ولن أمشي مجدداً.”

أفكار و أسئلة

ودارت عدة أفكار واسئلة في رأس الباشا بعد حادثة رجله اليسرى فكيف سيمشي ويقضي حوائجه وحوائج عائلته، كيف سيستمر في القيادة وتوصيل الطلاب لمدارسهم، ولشيء المهم كيف سيمارس رياضاته المفضلة؟

ويتابع الباشا “الحمد الله تعالى أن الطبيب طمئنني بإن صحتي ستكون بخير وعافية،  وبإمكاني المشي وفعل كل شيء يدور في راسي بشكلٍ طبيعي، عبر الأطراف الصناعية.”

أطراف صناعية

ويواصل الباشا “فعلاً خضعتُ لعملية زارعة أطراف الصناعية، وبعد فترة خرجتُ أمارس هوايتي الرياضية، كما حرصتُ على تواجدي في الملاعب كمشجعٍ لنادي الخليج الرياضي، ولم تمنعني زراعة الأطراف الصناعية من متابعة حياتي بل جعلتني استمر في ذلك واكافح أكثر، واستمر في ممارسة هواياتي كصيد الأسماك مثلاً.”

قوة العضلات

ويوضح الباشا أن الأطراف الصناعية تعتمد على قوة العضلات المتمركزة في الركبة والفخذ؛ وبما أنني رياضي، ولعبة القوى تعتمد على الرجلين؛ فأنا اتمتع بهذه الخاصية كثيراً، والأطباء أكدوا لي أن عضلات رجلي قوية جداً وسأتمكن من السير مع وجود الأطراف الصناعية، والحمد الله التمارين الرياضية ساعدتني كثيراً. 

الزوجة الوفية

ووقف إلى جانب الباشا في جميع مراحل مرضه زوجته تصبره، وترعاه صحياً، بل أنها مارست التمريض من أجل ذلك لتكون معه في عملية غسيل الكلى لسته أشهر كل يوم بمعدل 12 ساعة، وبعدها تبرعت له الزوجة بإحدى كُليتيها لتنهي معاناة زوجها.

وإلى جانب الزوجة الوفية وقف مع هاني كل أفراد أسرته من أخوته وأخواته، يدعمونه بكل شيء حتى لا يفقد صبره.

هاني اليوم

رغم ظروفه الصحية الطارئة لا يزال يحتفظ بصبره وتحديه مع نفسه؛ فهو لا يخجل أن يظهر نفسه أمام مجتمعه بأطرافه الصناعية، ويمارس هوايته الرياضية بحب وشغف الحياة، ولم يضع هذا عائقاً أمامه ليكون حبيس منزله بين أوهامه وخوفه وقلقه ونظرات الناس إليه، بل ظهر في الملاعب كما كان يشجع ناديه المفضل ويطرب اللاعبين بهتافاته.

لا تخجل

وقدم الباشا نصيحة لجميع الناس المحبة للحياة، الذين تعرضوا لحوادث صحية مشابهة لحالته وأكثر بإن لا يتوقفوا عند حدود هذا الحادث والمرض، وأن يستمروا في ممارسة هوياتهم دون خجل أو قلق أو خوف من نظرات الآخرين أو الفشل؛ فالحياة جميلة طالما نحن نراها بعين الجمال.

مجتمع واعٍ

 ولفت الباشا إلى أن المجتمع اليوم لم يعدّ كالسابق فهو مجتمع واعٍ يرحب بأمثال هؤلاء الناس الذين انضموا لفئة ذوي الإعاقة لسببٍ ما ويشجعونهم على السير في مواصلة حياتهم بشكلٍ طبيعي؛ بل ويساعدوهم بكل حب وأريحية.

بطل المملكة

هاني الباشا لاعب في نادي الخليج الرياضي منذ ثمانينات القرن الماضي، ضمن رمي المطرقة في ألعاب القوى، وحصل على المركز الثاني على مستوى المنطقة الشرقية، كما حصل على المركز الثالث على مستوى المملكة، كما لعب لصالح الكلية التقنية بالقطيف ضمن منافسات الكليات والجامعات وحصل على المركز الثاني.

‫2 تعليقات

  1. هكذا الصبر يكون ؛؛
    وهو الثبات حتى النجاح ؛؛
    أما أنني أقول أنا صابر :
    – كمثال أنا صابر في عملي ويوميا أهرب او لا أقوم بواجباتي فهذا ليس صبرا !
    وكمثال أنا صابر على المرض ولكن لا اقبل العلاج او الدواء فهذا ليس صبرا !
    وكمثال أنا صابر على قلة المال وكل مرة احتال او اسرق فلان وفلان من اجل كسب المال ؛ فهذا ليس صبرا !
    وكمثال أني صابرة على أذى زوجي ولكن يوميا اثرثر امامه او أتكلم عليه عند اهلي وعند الناس او أقصر في خدمته في ما اقدر ؛ فهذا ليس صبرا لا في الدين واكيد ليس في المنطق ؛
    ؛ نعم من حقك أن تشكي عليه و لكن بعد الصبر المعقول وكذالك لا تشهري به عند الناس لانه من اختصاص القضاء إذا تاكد وجوب تحذير الناس منه ؛
    – إذا الصبر هو تحمل التعب او الاذى حتى ياتي الفرج او العوض من الله !
    والصبر هو نعمة من نعم الله والتي يفقتدها الفاشلين والحمقى ؛
    وبعد الصبر اكيد يأتي النجاح والخير ؛
    وكما يقول المثل من صبر ضفر !

  2. فعلا القناعة كنز لا يفنى ؛ ويكفي القبول بما كتب الله بصدر رحب وقلب سليم لايشك في رحمة الله والعوض منه ؛
    وان من يصبر على ما أصابه هو في نعمة كبيرة لان من لا يصبر لا ينجح ؛
    (… وبشر الصابرين (١٥٥) الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا أنا لله وأنا اليه راجعون (١٥٦) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون(١٥٧)
    سورة البقرة (طبعا المقصود في هذه الآية هم النبي واله مع الانبياء (ص) ولهذا نحن نقول عليهم السلام او عليهم الصلاة والسلام) ؛ ومثل هذا الصابر الذي تحمل وقبل بما أصابه هو مقتدي لمحمد (ص) ؛ ويكفي أن الله عوضه بدل قدميه بزوجة صالحة واهل تقدره وتعزه وبمجتمع يدعوا له ويسانده ويواسيه ؛
    ولا ننسى من قدم له العلاج والدواء والرعاية والتكاليف وحتى المشورة من قبل الأطباء ومن هم تحت ادارتهم من فرع الصحة والوزارة ؛
    وأخيرا علينا أن نقتدي بصبره وقتاعته لان الصبر هو نصف العبادة والنصف الآخر بالشكر لله ؛
    (كما جاء في الحديث))
    وكذالك نحتاج الى معرفة ماهو الصبر الحقيقي وكيف نستعد له ؛ وهو الاستعداد للامتحان في وقت الرخاء قبل وقت الشدة ؛
    كبذل الخير عندما نكون في نعمة ؛ ولا تنظر الشدة ثم نسعى .

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×