نـافذة على الـنوبة: تـرنيمـة الـنيـل ـ المقطع الأول
عن الرحلة الفوتوغرافية لبلاد النوبة عبر فريق ” جهات ” للرحلات، في الفترة من 27 يناير إلى 3 فبراير 2017
حرف: محمد العمير
عدسة: علي العيد، محمد الخراري، يوسف المسعود، نسيم العبدالجبار
ما الذي ترمز له الرسالة البصرية حينما تتجه عدستها نحو عدسات الناس وسيميائية الفرح والحزن لديهم، كيف تحدد معالم الضوء نقاط دهشتها كي تتسع للإطار وما وراءه لاستنطاق الحدث الملتقط من بين ثنايا الكائن البشري وردود فعله اتجاه هذه ” القُمرة ” التي تعكس له ملامح من كيانه، في لحظة ركون مشاعره وأحداقه ناحية الضوء، وهل الدهشة وحدها ما تسعى إليها اللمحات الفوتوغرافية في صياغة مضامين الصورة وتجلياتها وهل الدهشة فعلًا الهدف الأسمى في متن الرسالة البصرية بشكلها العام وكيف سيكون أثرها الفعلي تجاه المُصور قبل انتقال الأثر للمتلقي؟
وعن الوجهة التي يختارها الفوتوغرافي حينما يسير نحوها متأملًا أولًا في أبعاد المونولوج الداخلي لمخيلته ومرافقًا لسرده الضوئي بما يتضمنه من توقعات ومفاجآت وما ينتظر أن يعثر عليه في خفايا وكوامن الواقع المحيط به والذي ينشد بمشاعره قسمات التركيز بدلالات أحداقه كي تبحث عن كثب لما هو مألوف وعما هو غير مألوف والأشياء الساكنة والصامتة والأشياء التي تعج بالحركة والضوضاء.
وماذا يعني أن يكون المتلقي/المشاهد أمام إطار يلتحف بالضوء ويصفه حسبما اقتضت الدلالة في توجيه المعنى المُصاغ لديه ؛ لحظة مشاهدته لحيوية الصورة من ملامح الشكل والمضمون بالانطلاق نحو إنسانية الكائن النابض بمعاني الحياة بكل انتشائها وبكل مأساتها، وهل فعلًا للسفر دور في إعطاء الفوتوغرافي جمالية لحسه الفني أكثر منه وهو بين بيئته ومحيطه،
وبالمرور على هذه التساؤلات لابد أن نشير بأن هنالك زاويا مُلهمة وأمكنة تعج بالتأملات وأنحاء مترامية الأطراف تحث وتحفز المصور الذي يبحث عن تجربة فريدة بأن يعمل على توثيق تجربته الفوتوغرافية مرتكزًا على توسيع النظرة الفنية وصياغتها بما هو خارج المساحة المحدودة بنوع الكاميرا وإعداداتها وبما هو خارج صندوق الالتقاطة الفنية البحتة
وذلك عبر تأدية الدور الإنساني للمصور عبر توسيع مداركه الثقافية للبلد الذي بصدد اكتشافه وزيارته مما يحعل من الصور المُلتقطة فيما بعد امتداد لصياغة عنوان الوجود في طينية البشر وتسليط الملامح الوجدانية في تقاسيم الانعكاس الضوئي لما يُلتقط ويُشاهد …
مُـحـمّـد
يتبع