واقعنا.. اهتمام جميل بالأيتام.. وإهمال أسرنا الفقيرة

بشير التاروتي

من المعروف أننا إذا أردنا علاج مشكلة ما، توجب علينا أن نبحث عن أساسها لنضع لها الحلول ويسهل لنا وضع العلاج المناسب لها.

 لست هنا أتحدث كأمين عام لجمعية القطيف الخيرية بل كمواطن وجد هذا الوجع في مجتمعنا.

أجريت دراسة سريعة على أغلب الجمعيات الخيرية (سأطرحها في انفوجرافيك) بمحافظة القطيف. وقد وجدت أن جميع هذه الجمعيات تعاني من قلة الدعم لمشاريع التكافل الاجتماعي، وبالتالي ستنعكس هذه المعاناة على قلة المساعدات وشحها على (الفقراء والمحتاجين)، وهم النسبة الأكبر من أهل الحاجة والعوز في القطيف، حيث لا تكفيهم المساعدة التي تُعطى لهم من الجمعيات الخيرية، وذلك للدعم الخجول لبرامج لجان التكافل الاجتماعي، وبعض الجمعيات لم تبدأ إلى الآن في أي مشروع استثماري يعالج هذا النقص لدعم هذه الفئة الغالية على قلوبنا.

 على صعيد آخر وفي نفس المجال من السهل جداً تسويق أي مشروع يعود ريعه للأيتام، لتفاعل المجتمع والناس مع مفردة اليتيم والتي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف في أكثر من موضع في القرآن الكريم و الأحاديث والروايات المعتبرة، وعلى أنه بمراجعة النص القرآني هناك حث كبير على دعم فئة الفقراء و وصية آلهية وعشرات الآيات التي خصها الله سبحانه وتعالى بهذه الفئة المحرومة بقوله سبحانه ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ)-وقوله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾0 وقوله ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾،

فتجد جميع جمعيات المنطقة لديها مشروع على الأقل يعود ريعه للأيتام وتفاعل المتطوعين مع لجان كافل اليتيم يثلج الصدر من خلال العدد الضخم المتطوع في لجان “كافل”

 جميل جداً بل مطلوب أن نهتم بأيتامنا وهذا فيه امتثال للأمر الإلهي لقوله سبحانه وتعالى ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ﴾، ولكننا أهملنا الفئة الأكبر وهم فقراؤنا والأسر المحتاجة التي يتكون أفراد أسرتها من (أب –أم – أبناء – بنات – زوجات) وقد يفوق عدد الأسرة الواحدة أكثر من 12 شخصاً.

 وعندما أقول إننا أهملنا كمجتمع فأنني أعني الكلمة بالحرف الواحد، وسأضرب المثل بجمعية القطيف الخيرية التي يشمل نطاقها أكثر المناطق والقرى (من الخويلدية إلى الدخل المحدود ومن الشويكة للبحاري)، فهذه الجمعية تساعد أكثر من 2000 أسرة و 400 يتيم، نجد الجمعية هنا لديها 9 مشاريع للأيتام موزعة في القطيف والجبيل والخبر، وذلك يعود للدعم المتميز والمقدر من المجتمع، ودور المتطوعين المتخصصين للجنة كافل اليتيم.

نعم يوجد مشروع “صدقة جارية” جديد فقط تم تأسيسه من المحسنين في رمضان الفائت يعود ريعه للفقراء، وقد انطلق من هذه الرؤية الملحة وهي إيجاد روافد مالية مستدامة تضمن استمرار المساعدات وتطوير الخدمات ومواكبة وتلبية الاحتياجات المتزايدة لهذه الأسر التي تعاني الأمرين، وعلى أمل أن يتواصل الدعم لتتوافر سلسلة أوقاف ومشاريع لهذه الأسر الغالية علينا.

 جمعيات المنطقة في انتظار دعمنا ومن هنا أحثها على إيجاد أفكار لمشاريع وقفية وعلينا مساندتها بالمال والجهد والأيدي العاملة، المساهمة بالقليل تحدث فارق سواء بالتبرع الشهري من خلال الإيداع في حسابات الجمعية الرسمية أو بأي طريقة ترونها.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×