يسرقون الأفكار الإبداعية في مهدها

 عدنان أحمد الحاجي

الذين يسرقون الأفكار الإبداعية من مبدعيها يفضلون سرقتها في المرحلة الأولى من التطوير. وهذا خلاف ما يتوقعه مبدعو الأفكار، وفقًا لبحث جديد من جامعة كورنيل Cornell.

“المعضلة الملازمة للعمل الإبداعي هي أن الاعتقاد بأن مشاركة الفكرة مع أطراف أخرى من شأنها أن تكون أفضل طريقة للحصول على مداخلات وملاحظات من شأنها أن تصب في تطوير هذه الفكرة بشكل أفضل. يقول بريان لوكاس Brian Lucas، الأستاذ المشارك في السلوك التنظيمي في كلية العلاقات الصناعية والعمالية في جامعة كورنيل: “لكن هذه المشاركة قد تفتح الباب أمام سرقة محتملة للفكرة “.

بريان لوكاس مؤلف مشارك لورقة علمية(1) بعنوان: “قبل أن يجف الحبر؟ “ المبدعون يخطئون في الحكم على تفضيل لصوص الأفكار لأفكار المرحلة الأولى من تطوير الفكرة “، نشرت في 29 أكتوبر 2024

لوكاس والمؤلف الرئيس ليليان إليس Lillien Ellis، الأستاذ المساعد في كلية داردن لإدارة الأعمال بجامعة فيرجينيا قاما باختبار فرضيات متعددة في ثلاث دراسات شملت 965 شخصًا راشدًا. المشاركون الذين تم تكليفهم بدور مبزغ الأفكار يعتقدون أن من المرجح أن يسرق لصوص الأفكارالأفكار في المراحل النهائية من تطوير الفكرة [وهي مرحلة التنفيذ(2)]. ومع ذلك، قال أولئك الذين تم تكليفهم بدور اللص إنهم سيكونون أكثر عرضة لسرقة الأفكار في مراحل مبكرة مما توقعه مبدعوها.

هذا الافتراض الخاطئ يؤدي إلى قيام مبدعي الفكرة بفتح أذهانهم الجديدة لملاحظات ومدخلات أطراف أخرى في مرحلة حساسة بشكل خاص من مشاركتهم تفاصيل أفكارهم الخاصة التي من شأنهم أن يحتفظوا بها لأنفسهم عادةً.

الكثير من لصوص الأفكار يرون أن السرقة في المرحلة الأولى أقل ضررًا من الناحية الأخلاقية من السرقة في مرحلة لاحقة.

وقال لوكاس: “بالرغم من أن بعض لصوص الأفكار قد تكون لديهم نوايا غير أخلاقية، إلا أن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن لصوص الأفكار – مثل أي شخص آخر – لا يعتبرون أنفسهم سيئين”. “يمكن بسهولة أكثر تبرير سرقة الأفكار في المرحلة الأولى بالاستعارة أو لتوظيفها كمصدر إلهام. هناك هامش لمناورة أخلاقية في تلك المراحل المبكرة من الفكرة، لصوص الأفكار يأخذون ذلك في الاعتبار أكثر مما يتوقعه مبدعو الأفكار. في الواقع، نشرت إليس دراسة(3) تتعلق بسرقة الأفكار في أبحاث السلوك التنظيمي(4).

وقال لوكاس: “إن سيكولوجية سرقة الأفكار هي موضوع جديد لا نعرف عنه الكثير”، ويأمل أن تكون نتائج هذه الدراسة باعثًا على عمل أبحاث في المستقبل تساعد الناس على التفكير في طريقة مشاركة الأفكار الجديدة وحمايتها من التعرض للسرقة، سيما في دوائر الأعمال.

وقد وجدت دراسات أخرى أن ما يقرب من 80% من الموظفين يقولون إن رؤساءهم سرقوا أفكارهم، كما أفاد ثلث الموظفين الذين شملهم الاستطلاع أن زملاء عملهم سرقوا أفكارهم.

بالرغم من أن الدراسة لا تقدم توصيات محددة لمبدعي الأفكار، إلا أن العلم بتفضيلات لصوص الأفكار [فيما يتعلق بمرحلة سرقتهم للأفكار] يعد بمثابة بداية مفيدة. قد يرغب مبدعو الأفكار في تطبيق نتائج هذه الدراسة على إستراتيجيات مشاركتهم أفكارهم [مع رؤسائهم أو زملاء عملهم] وذلك بتضييق دائرة من يشاركونهم أفكارهم الأولية إلى عدد قليل ممن يثقون بهم.


مصادر من داخل وخارج النص
1- https://compass.onlinelibrary.wiley.com/journal/17519004

2- https://digitalpromise.org/initiative/360-story-lab/360-production-guide/investigate/augmented-reality/idea-development/stages-of-idea-development/

3- https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0749597822000498

4- https://ar.wikipedia.org/wiki/سلوك_تنظيمي

المصدر الرئيس: هنــا

المقالة رقم 270 لسنة 2024

Idea thieves tend to target early concepts

November 20, 2024

مصدر الصورة: Phys.org

تعليق واحد

  1. بل قيست مؤسس شركة مايكروسفت سارق لكنه اشرف من كل من يدعي حفظ حقوق المبتكرين او المخططين !
    هذا الرجل اخذ معلومات مهمة لطريقة تشغيل الكمبيوتر (تابع الشركة بي بي ام،) عن طريقها استطاع تاسيس شركته هذه بمبدا ادخال الاوامر عن طريق النوافذ بدل ادخال الاوامر الكتابية ،!
    المهم هنا عندما رفع اصحاب الشركة الأخرى الدعوة عليه (,على بل قيست) بسرقة البرامج وتطويرها وبيعها ؛
    قام بالتفاوض معه بتخصيص نسبة من الارباح لهم بشرط سحب الدعوة وفعلا حصل ذالك ؛ وبعد سنين طويلة من تاسيس هذه الشركة العملاقة استقال كونه مديرها لكنه لايزال يدرها كمستشار مهم بل اهم مستشار !
    وهذا الرجل قد يكون مسلم بانصافه وافعاله (مككن لان اسمه قريب من المقسط وهو احد اسماء الله الحسنى)
    وله الآن جمعية خيرية لمساعدة المحتاجين والمرضى في العالم وليس في أمريكا فقط !
    أما ما اقصده من ذلكر هذا الرجل أن هناك حرامية لا تستحي ولا تخجل ولا تنكسر ؛ تسرق كل شيء من افكار ومعلومات ولكنها لا تتوفق في رزقها بسبب عدم اعترافها بحق من سرقته !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×