الممرضة أمل الباشا.. إن العين لتدمع..!

سيهات: معصومة المقرقش

في زهوة شباب وعن عمر 42 سنة فحسب؛ رحلت الممرضة أمل حبيب الباشا، عن عالم التمريض أمس الاثنين 18 نوفمبر، تاركة خلفها قصة ملهمة لمواجهة المرض رغم قوته وشدته، فقد كانت الباشا مصابة بفشل كلوي.

كانت ابتسامتها ورجاحة عقلها ومنطقها العلمي سبباً مباشراً في إزاحة أوجاع مراجعيها من المرضى في قسم الأمراض المزمنة؛ بل كانت تظن أن ألمها الشديد المنبعث من جراء الفشل الكلوي، سيكون راحة لها من أوجاعها الصحية المتراكمة.

كانت قويةً رغم شدة مرضها؛ فلم تضجر بسبب ما حلَّ بها من بلاء مرض الفشل الكلوي، ولم تعترض على ما قدَّرة الله، رحلت وتركت فراغاً كبيراً في أسرتها ومحيط عملها لا يُسد وأن رممته سنين النسيان.

وصفتها زميلتها السابقة في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام الممرضة بدرية علي، أنها كانت ممارسة صحية مختلفة عن بنات جيلها منذ أن عملت في المستشفى؛ فحملت بين جوانحها قلباً أبيض كمعطفها لا يعرف الحقد، وابتسامة ناصعة بريئة، وتفاؤلاً رغم ما يعتري حياة المرضى من آلام، وكانت متفانية لأبعد حدٍ في مهنتها، لها من الأولاد أربعة علي، ومنتظر، وفاطمة، وسارة أبناء حسين الحلال.

كفاءة الدبلوم

فيما قالت عنها رئيستها السابقة في مركز صحي المحمدية بالدمام الممرضة عواطف الجمعان “كانت من أكفا الممرضات السعوديات اللاتي عملت معهنّ، وعلى الرغم من أن الراحلة حاصلة على دبلوم في التمريض، لكنها تعدًّ أفضل من الحاصلات على البكالوريوس وهذا من وجهة نظري، وبحكم عملي المباشر معها، وأيضاً هذا رأي من عمل معها من الأطباء وبقية الزميلات.”

منطق وعطاء

ولفتت الجمعان إلى أن المرحومة كانت تنبض بالعلم والمعرفة العلمية ولها ظل خفيف وروح مرحة لا تعرف اليأس، وإذا تحدثت تكلمت بعقلها ومنطقها، ولها ابتسامة مميزة لم تبخل عن اظهارها لأحد من المرضى أو الزميلات، ناهيك عن حسن تعاملها مع شرائح مختلفة من الأعمار بحكم عملها في قسم الأمراض المزمنة في صحي المحمدية، مما يجعلها تضطر أحياناً إلى النزول لمستوى فهم المراجع لتسقيه من علمها.”

مثال للصحة

وأضافت الجمعان “ما أعرفه عن المرحومة أنها كانت مثالاً للصحة والالتزام بها حيث كانت تتبع نظاماً غذائياً في أسلوب حياتها الغذائية؛ بل تتبنى هذا النظام هي وبقية أفراد عائلتها، التقيت بها قبل 3 أشهر تقريباً في موقع عملها؛ لكنها بدت طبيعية كعادتها، لم تفارقها ابتسامتها المعهودة، ولم تظهر عليها آثار التعب والإرهاق أو حتى الشكوى اللطيفة من مرضها، وبحسب علمي أن حالتها بدأت بالتدهور من عام.”

عطاء بثغر باسم

أما زميلتها الممرضة فاطمة الجريدان، لفتت إلى أن علاقتها بالراحلة تجمعها زمالة عمل؛ حيث التقت بها أول مرة في مركز صحي الجلوية بالدمام، أي قبل ما يقارب 15 عاماً؛ وعملت معها بضعة أشهر؛ ثم التقيت يها مجدداً العام الماضي في مركز صحي غرناطة؛ وفي كل الأحوال كنت أجدها إنسانة مبتسمة، إيجابية، صاحبة ثغر ضاحك، مهما عصرتها الأيام ظلت معطاءة.

توعية 

وعن المواقف التي ظلت عالقة في مخيلة زميلتها الجريدان، أوضحت “كانت الراحلة أمل تنسق للحملة التوعوية لسرطان الثدي العام الماضي بكل جد وجهدٍ، وكنت بطبيعة الحال معها، وكانت ضحكاتها المرحة مع المرضى ومعي لا تزال ترن في أذني”.

اللقاء الأخير

أما زميلتها منى الحرز قالت عنها “آخر لقاء جمعني بها رحمها الله عام 2021 في مركز صحي غرناطة في الدمام، وكانت كعادتها متعاونة مع الجميع سواء كانوا مرضى أم زملاء عمل، وعلى الرغم من زحام العمل وكثرة المراجعين ظلت هادئة، متزنة، لطيفة، مبتسمة، مثالاً للملاك الأبيض.

 وأضافت “عملت مع الراحلة  في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام، ومركز صحي المحمدية عدة سنوات، وعلى الرغم من كثرة المواقف التي جمعتنا خاصة في السنوات الأخيرة قبل انتقالنا إلى المراكز الصحية، أقف اليوم عاجزة عن البوح عنها من هول صدمة الموت، ومرارة فقد الصديقة الصدوقة، التي كانت أختي ومثابة أسرتي في عملي.

وتابعت “ليتني علمت بخبر مرضها لأقف إلى جانبها، فخبر رحيلها فجعني حقيقة، ولم أتمالك نفسي كلما تذكرت أني رأيتها آخر مرة وهي بصحةٍ جيدة.”

التجمع ينعاها

ونعى تجمع الشرقية الصحي الممرضة الراحلة، وتقدم إلى ذويها بالتعازي والمواساة، سائلين الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيخ جناته، وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان.

وشيعت الممرضة الراحلة أمس من مغتسل مدينة سيهات، لتوارى الثرى بعد ذلك في مقبرة المدينة، وتلقت عائلتي الباشا والحلال التعازي في مجلس يوسف الشافعي بحي الخصاب للنساء، وللرجال في حسينية الشافعي بحي الديرة.

تنقل بين المراكز

جدير بالذكر أن  الراحلة باشرت أول مهامها في المجال الصحي بمستشفى الولادة والأطفال قسم تنويم النساء، وعرف عنها في ذلك القسم وبقية الأقسام بحبها وإخلاصها للمهنة وللمريضات، وكأنها خُلقت لها، حتى كسبت احترام وودّ الآخرين، حتى انتقلت إلى المراكز الصحية التابعة لتجمع الدمام من صحي المحمدية، وإلى صحي الجلوية وأخيراً طوارئ صحي غرناطة.

‫4 تعليقات

  1. امل رافقها الامل طوال حياتها منذ صغرها في الدورات التي كنت اشرف عليها كانت تمتلك النقاء والحب الصادق الى ان اردت الجلباب الابيض ولازال قلبها ابيض هي تلك التي اعتصرت بالم الفشل الكلوي وما صاحبه من مضاعفات غيبت شخصها ونعاها القريب والبعيد ازدحمت طراقات المغتسل لتشيعها كما ازدحمت حسينية الشافعي بالنساء في حالة ذهول لعظم ومرارة الفراق لكن غزائنا انها ترمت بصمة كلها خير فمن مواقفها رحمة الله عليها كانت سخية اليد معطاءة وكانت تنفق بلا حدود وبلا رياء او سمعه لدرجة انها تتعنى لمنزلي لتسلمني صدقاتها لاقوم بايصال الى جمعية سيهات دون ذكر الاسم تخشى ان تذهب ويراها احد من المعارف لاتريد ذلك كما انها تتبرع باسماء ابويها واجدادها وتوصيني بان لا اخبر والدتها او اخواتها بما تصنع ولكني اليوم ابوح بالامر ليتنا نتخذ من مسار الموت والاموات عبرة

  2. السلام عليكم ارجوا من ناشر الاعلان التعديل بالاعلان لانه المرحومة اختي امل لم تكن تعاني من سرطان الثدي ، بل كانت تعاني من فشل كلوي
    اخو المرحومة
    محمد الباشا

  3. ذهبت اغلى وارق انسانه في الوجود انسانه متفاءله بالحياة تبث الفرح والامل والسرور في قلوب الجميع انسانه مؤمنه قمة في الطيبة والحنان اكثر انسانه كانت بجانبي بروحها وعطفها وكلماتها البلسم لي رغم ظروفي دعواتها تلاحقني بكل مكان وابتسامتها
    رحيلها لايصدق ابدا امل محبوبة الجميع
    يارب اغفر لها وارحمها واجعلها من أهل الجنه

  4. رحم الله ام علي رحمه الابرار
    خبر رحيلها هز مشاعرنا كلنا .كانت مثابه الملاك الطاهر

    مازلت صورتها في مخيلتي عندما كنا في مستشفى الولادة والأطفال كنا نضحك مرة ونتشاجر مرة أخرى قلبها الكبير وعقلها الأكبر ………..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×