أرشيف “البريكي الهندسي” يكشف وثائق عن مجسم السِّلال “المفقود” البلدية استعانت بمهندسين من خارجها بسبب "ضعف إمكانياتها الفنية"

خطاب من المرزوق.. ومنظور عرضي لمجسم السلال

القطيف: صُبرة

كشفت وثائق من أرشيف مكتب البريكي الهندسي الاستشاري عن جزءٍ جديد من قصة مجسم السلال الذي أطاحت به جرّافات بلدية محافظة القطيف، بعد أكثر من 10 سنوات من إنشائه بطلبٍ منها. ونشر عبدالله شهاب، في صفحته الشخصية، فيس بوك، صورتين للوثيقتين. إحداهما خطاب وجّهته “بلدية القطيف وتوابعها” إلى المهندس زكي البريكي. أما الصورة الثانية فهي صفحة من مخطط إنشاء المجسم الجمالي، أعده البريكي متطوعاً، تلبية لطلب البلدية.

المهندس زكي البريكي

كما حصلت “صُبرة” على وثيقتين أُخريين تخصّ مشروع إنشاء المجسم، من المهندس البريكي. وقال إنه أعدّ المخطط حين كان موظفاً في مديرية الشؤون البلدية والقروية في المنطقة الشرقية، وهي الجهاز الذي كان يُشرف على بلديات المنطقة قبل تأسيس “أمانة الدمام” عام 1406. 

دعوة البلدية

الوثيقة الأولى صورة من خطاب رئيس البلدية، مؤرخ في 14 محرم 1402، وتضمّن دعوة المهندس البريكي للحضور إلى “مقر البلدية دورياً يوم الأحد من كل أسبوع للاجتماع معاً لدراسة المشاريع وما يتعرضها من مشاكل” حسب نص الخطاب المذيّل بتوقيع رئيس البلدية، وقتها، منصور حسن علي المرزوق.

وكان الخطاب واحداٌ من جُملة خطابات وجّهتها البلدية إلى مهندسين سعوديين في القطيف لمساعدتها في “تنفيذ مشاريع عامة وحيوية في مدينة القطيف وقراها، وكذا التفكير في مشاريع مستقبلية”. وحسب الخطاب، نفسه، فإن طلب المساعدة جاء بسبب “ضعف الجهاز الفني” في البلدية، وما تتوسمه وتعرفه “من خبرة في مجال هذه الأعمال”، لدى مهندسين سعوديين خاطبتهم في ذلك العام.

مخطط إنشاء

 أما الوثيقة الثانية؛ فهي صورة منظور أفقي ـ عَرضي لمجسم السلال. وقد ظهر فيه رسمٌ للمجسم في شكل برجٍ فوق قاعدة عريضة، ثم يرتفع أسطوانياً إلى موقع منصّة عُلوية مصممة في شكل سلّة “سَرُّود”، وفيها سِلالٌ أخرى على شاكلة سلال “الجَيرَزان”، كما هو معروف محلياً. وتتوسط السلال مسلّة طويلة جداً.

عبدالله حسن شهاب

ويُشكّل المجسم ـ في مجمله ـ رمزاً للتراث المحلي في محافظة القطيف، بعرض سِلال أعواد نبات “جيرزان” وسط سلة “سَرُّود”، وهي من المصنوعات الحرفية المتوارثة في المجتمع الريفي القطيفي.

وثيقتان

أما الوثيقة الثالثة؛ فهي خطاب من شركة “ردك ديلم العربية السعودية المحدودة” التي نفذت مباني مركز التدريب المهني في القطيف، وجهته إلى نائب محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، تُبلغه فيها برغبتها في إنشاء المجسم الجمالي تطوعاً. وقال المهندس البريكي لـ “صُبرة” إن تنفيذ المجسم استغرق 3 أشهر، وأنه أعد التصاميم كاملة وسلّمها إلى البلدية، وأشرف على التنفيذ.

وعرض البريكي وثيقة رابعة لرسم هندسي يتضمن الأبعاد والمقاييس، ومواصفات الإنشاء، والتجويفات، والارتفاعات.

مشروع تطوع

وكانت “صُبرة”؛ قد نشرت في الـ 11 من يناير الجاري، تقريراً تحت عنوان “آل شهاب يتذكّر: شركة كورية قدّمت للقطيف ما لم تقدمه شركاتٌ وطنية”. وتضمن التقرير شهادة آل شهاب عن ثلاثة أعمال فنية نفذتها الشركة الكورية ضمن نشاط “الشراكة المجتمعية”. وقال شهاب إن “مجسم السلال” المفقود هو ثالث المجسمات الجمالية التي ذكرها آل شهاب لشركة “آي، سي، سي”. وهو بحق تحفة فنية نادرة من حيث الفكرة والتصميم ودقة التنفيذ.. شيد في منتصف ساحة السرداق الملكية غرب متنزه القطيف قبالة عمارة المرزوق الواقعة بحي الحسين على شارع أحد”.

لكن الوثيقة التي قدمها المهندس البريكي تُشير إلى أن الشركة المنفذة هي شركة “ردك ديلم العربية السعودية المحدودة”.

وذكر آل شهاب أن صاحب فكرة المجسم ومصممه والمشرف عليه هو المهندس زكي البريكي الذي تولى طرح الفكرة على الشركة وشرح أبعادها الفنية بحضور المرحوم منصور حسن بن علي المرزوق رئيس بلدية القطيف آنذاك. وتولى المهندس البريكي إعداد المخططات الهندسية التفصيلية للمشروع والمتابعة والإشراف المباشر مع مهندسي الشركة فيما تكفلت الشركة الكورية بأعمال التنفيذ كاملة مع المواد.

وقد “بقي المجسم شاخصاً حتى عام ١٤١٣هـ تقريباً. حينها قررت البلدية ـ بتوجيه من أمانة مدينة الدمام آنذاك (أمانة الشرقية حالياً) استثمار الساحة التي يقع فيها المجسم وإنشاء مجمع تجاري مكانه. ومكانه هو موقع متجر سنتر بوينت حالياً”.

المجسم المفقود

 

  • طول القاعدة: 5 أمتار.
  • طول المسلّة: 7 أمتار.
  • الطول الإجمالي: 12 متراً.
  • ارتفاع السلة: 2.65 م، بعرض 2 متر.
  • التكوين: برج تتوسطه سلة، وفي السلة 5 سلال.
  • الإنشاء: خرسانة مسلحة.
  • التصميم: مهندس زكي البريكي.
  • التنفيذ: شركة ردك ديلم العربية السعودية المحدودة.
  • الإشراف: بلدية القطيف وتوابعها.
  • مدة التنفيذ: 3 أشهر.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×