[مراجعات: 15] محمد الماجد: الإشارات

محمد الماجد

 

إشارة:
التعميم مرة أخرى
ليس فقط فيما يخصّ حديثه عن (تديّن) الشعراء – مع ملاحظة أن أحداً منّا لا يقصد التديّن الآلي بالطبع – بل كان تعميميّاً أيضاً في نعته للمدارس الإسلامية بـــ (الحرفيّة) عند استنطاقهم للنص القرآني “المسلمون إجمالاً، السّنة بشكل خاص، لا يقولون بأن القرآن لغة مجازيّة، يرفضون مجازيّة اللغة القرآنية، لأنه يجب أن نفهم القرآن بوصفه كلاماً صادقاً، كما هو، بحرفيّته، إذا نظرنا إليه بعين المجاز، فلا نعود نعرف الحقيقة من غير الحقيقة”.
وعليه فكلَّ أهل السّنة، يقولون بـــــ (التجسيد) على سبيل المثال، وهذا غير دقيق، أو يُجمعون على “قِدَم القرآن”، وهذا غير دقيق أيضاً، ثمّ ماذا سيقول عن انقسامهم بين “أهل الرأي” و “أهل الحديث”، إلاّ أن يكون ذلك نتيجة اختلافهم في النظر إلى النص، مع التسليم بأن الكارثة قد حدثت، وباب الاجتهاد أُغلق في نهاية المطاف، الباب الذي ظل مفتوحاً عند غيرهم من الشيعة والمعتزلة (المعتزلة الجدد مثالاً)، الفرقتان اللتان تبجّلان (العقل) قياساً بسواهما من المدارس، وهنا تصبح حُجّة أدونيس معهما أضعف بالتأكيد أو تكاد تتلاشى.

إشارة:
الثابت والمتحول مرة أخرى
تحدّث أدونيس حول أُطروحته (الثابت والمتحوّل)، مقسّماً التاريخ الإسلامي إلى نسخة ظاهرة (ثابتة) كتبتها السلطة، ونسخه باطنة (متحوِّلة)، وصفَها بالحقيقية، كتبها متحوّلون جلّهم من المتصوفة والقرامطة، ودون أن يشير – وهذه ملاحظة تكاد تكون سِمة في كتابات وحديث أدونيس- إلى الحركات الشيعية التاريخية، على الرغم من كونها الفجر الذي بزغت منه شموس الثورات في سماء التاريخ الاسلامي.
وهنا لا ينبغي أن نمرَّ على (الثابت والمتحول) دون أن نذكر إشارة أدونيس اللافتة في أحد الأجزاء المتقدمة من الوثائقي، بأنه تعمّد إقصاء أو عدم الرجوع إلى أي مصدر شيعي في أُطروحته الشهيرة، لكي لا يُتَّهم بالطائفيّة، أو يُقال عنه “رافضي” كما ذكَر بيار.
وربما يكون هذا الموقف مُبرّراً مادام الإقصاء بقي محصوراً في المصادر، ولكن أن ينسحب على الموضوعات، فسيشكّل ذلك ثغرة واضحة في البحث لا يمكن تجاوزها أو تبريرها بسهولة.

إشارة:
نوبل للمرة الألف
مرّ سريعاً، وبحياء لطالما اتسّم به أدونيس، على سؤال بيار عن استحقاقه لـــ (نوبل)، مرَّ مروراً حييَّاً قائلاً “مشكلة نوبل هي مشكلة نوبل”، وأكملَ “لا أفكّر فيها على الإطلاق”، ثم توقفّ الحديث عند هذه الكلمات الهادئة هدوءَ حبات النسيم في فم سنديانة عالية. المتتبّع لكتابات وحوارات أدونيس، وعلى الأخص حواره هذا الأخير مع (الميادين)، سيستغرب لو حدَث ونال الجائزة المعروفة بحسّها (السياسي) العالي، خاصة وأن أدونيس بالغ هذه المرة أيضاً في إشهار اصطفافاته، ونقده الدائم واللاذع لإسرائيل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×