[مقال] زكي الصالح: انصروها.. ولا تُصوّروها…!

زكي بن علي الصالح

عندما أُذن للمرأة في المملكة بقيادة السيارة، وهو القرار الذي منح المرأة أبسط حقوقها الطبيعية وجعلها مساوية فيه مع أشقائها الرجال ، كانت تنتظر من إخوتها في الإنسانية والدين والوطن، وبخاصة المؤيدين لممارستها حقها في السياقة، كل أشكال التشجيع والدعم والمساندة ، ولم تكن تتصور في يوم من الأيام بأن البعض منهم سيكون لها بالمرصاد عند أدنى هفوة وحادث بالتصوير والتوثيق والتسابق بالنشر في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ، وهو موقف مخالف لما كانت تتوقعه من أخيها الرجل ومخيب لآمالها.
تحاصر المرأة في مجتمعنا عند ممارستها لحقها في قيادة السيارة مجموعة من الضغوط النفسية بحكم أن هذا الوضع ما زال مستجدًّا عليها وعلى المجتمع ، ويفاقم النشر الإعلامي للحوادث المرتكبة من بنات جنسها من تلك الضغوط ، ويدفع ببعضهن إلى العزوف عن القيادة خشية الوقوع في تجارب مماثلة فيكنَّ حديث المجتمع بنسائه ورجاله.
ما من شخص منا إلا وقام في حياته بحادث مروري أو أكثر ولكن لم يجرِ علينا كما جرى على المرأة في مجتمعنا ، فذنبنا مغفور وذنبهن غير مستور ، أو من “صوبنا غفور رحيم ومن صوبهم شديد العقاب” كما في المأثور الشعبي .
أتمنى أن يكون حادث “بنت العوامية” هو آخر حادث نسائي يتم تصويره ونشره في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني في المنطقة ، وأن يكون لنا كأفراد ومجتمع موقفٌ رافضٌ لهذه الظاهرة، وأن ننشط في صنع وعيٍ مناهضٍ لمثل هذا النوع من السلوك، وأن نجعل من تصوير ونشر حوادث النساء “عيباً اجتماعياً” يلام فاعله ويثنى على تاركه ، وأن يقوم الرجل بنصرة أخته المرأة “صادمة أو مصدومة” بدعمها معنوياً ومد يد العون والمساعدة لها ، وكان الله في عون المرأة ..