“الشايب النجدي” الذي أحبّه السعوديون.. و “هشتقوه”…! محمد المفرح وُلد في الزلفي ومات في الرياض عن 73 عاماً
كتب: حبيب محمود
حين ظهر محمد المفرح في بعض حلقات المسلسل السعودي الشهير طاش17؛ مثّل حضوره مع نجمين جديدين نوعاً من تقدير جيل ما بعد الثمانينيات لواحدٍ من “كبار” الممثلين الذين حفروا أسماءهم في الذاكرة الشعبية السعودية. “أبو مسامح”، وجه “الشايب النجدي” الذي أحبه السعوديون ببساطة، ومن دون تعقيدات ما بعد الصحوة. كان ظهوره في طاش 17 عام 1993، أي في العمل التلفزيوني ما قبل الأخير من أعماله الدرامية. يعني ذلك أنه كان مُشاركاً في مسلسل أخذ نجم بطليه، عبدالله السدحان وناصر القصبي، في الصعود المتسارع. يعني ذلك ـ أيضاً ـ التقاء جيلين باعدت بينهما حقبة صلبةٌ من التحولات الاجتماعية والثقافية، وقد انعكست هذه التحولات على نظرة الناس للفن، والفنانين، بشكل عام..!
نجم السبعينيات
أحب السعوديون محمد المفرح، أبو مسامح، على سجية العفوية التي مثّلها نجم السبعينيات، في تقمّصه دور المتقدمين في السنّ، على الرغم من أنه ما زال ـ وقتها ـ في فورة الشباب وعنفوانه. حتى أن الناس نسوا اسم الفنان الحقيقي، ولم يعودوا يعرفون إلا “الشايب” الأحدب المقطب حاجبيه، على رغم طينته الطيبة التي جسّدها في أغلب أدواره التلفزيونية. هذه الشخصية هي التي أملت على ناصر القصبي أن يقول في تغريدة له أمس إن “أبو مسامح محطة لافتة في الدراما التلفزيونية المحلية. استطاع ـ رغم صعوبة المرحلة في ذلك الوقت (بداية السبعينات) ـ أن يلفت النظر”. يُضيف القصبي في تغريدته “أذكر وأنا طفل صغير تأثري في شخصيته ولبس البشت المنتف والعصا لدرجة أن والدي اذا صار عنده ضيوف يطلب مني ان اقلد ابو مسامح امامهم وهم يضحكون“.
في هاشتاق
هذا التقدير كرّسه السعوديون في تغريداتهم ـ أمس واليوم ـ عبر وسمين اثنين #أبو_مسامح و @محمد_المفرح. وشارك فيه عشراتٌ من نجوم الدراما والمسرح والفن والثقافة والإعلام. ربما يأتي في مقدمتهم فايز المالكي، والمخرج عامر الحمود، والدكتور علي السلامة، وخالد دراج، والدكتور عبدالله الشهري، وعبدالرحمن الخطيب، والقاص خالد اليوسف، وحليمة مظفر، وعبدالله الكويليت.. وأسماء لا حصر لها من العاملين في حقول الثقافة والفن والإعلام.
وعلى مدى ساعات طويلة تحول “تويتر” إلى منصّة تأبين حضرت فيها صور محمد المفرح ومقاطع فيديو من أعماله الدرامية القادمة من زمن الأسود والأبيض. اختلط الرثاء بالمعلومات والشهادات. وأشارت بعضها إلى مرضه الذي لازمه منذ أكثر من عام في رئته وكبده، حتى انتهت حياته عن عمر 73، ليموت “أبو مسامح” وهو “شايب” فعلاً، ولكنّ هيئته الحقيقية لا تُشبه ـ مطلقاً ـ تلك الهيئة التي أطلّ بها في أكثر مسلسلات الستينيات والسبعينيات.
55 عاماً
وفي مجمل المعلومات التي تناثرت منذ انتشار نبأ وفاته، رصد الراصدون 55 عاماً من الحياة الفنية التي مارسها محمد المفرح ممثلاً ومخرجاً ومُنتجاً. تلك عقود طويلة بدأها عام 1384، أي 1964، مع بداية تأسيس التلفزيون السعودي. أي أنه ظهر حتى من قبل أن ينتشر التلفزيون في منازل السعوديين، واستمرّ ظهوره حتى 1975، لينعطف نحو الإنتاج الخاص، محترفاً ومتفرغاً للفن. إنه تاريخ، ولهذا التاريخ احترام سجّله عبدالله العقلا في تغريدة قائلاً “باسمي ونيابة عن أسرة الجمعية العربية #السعودية للثقافة والفنون أعزي الوسط الفني السعودي في وفاة الممثل الكبير/ #محمد_المفرح #ابو_مسامح الذي توفي اليوم الثلاثاء. اللهم إغفر لأبو مسامح و ارحمه وأدخله فسيح جناتك، وألهم أهله وذويه الصبر و السلوان إنا لله وإنا إليه راجعون”.
كوميديا وتراجيديا
قد يبدو ذلك دعاءً اعتدناه في وداع الموتى، لكنه تسجيل موقف، ولو إليكتروني، إزاء شخصيةٍ فعلت الكثير في الثقافة السعودية، في مرحلتها الحساسة المحاصرة بالكثير من حواجز المجتمع. وهذه الإشارة التقطها الصحافي خالد دراج حين غرّد قائلاً “من أوائل الفنانين الذين جمعوا الكوميديا والتراجيديا في شخصية #أبو_مسامح وحاز على شعبية كبيرة في وقته”.
ومثله عاد الطياش الذي قال “#محمد_المفرح فنان قدير وتاريخ حافل منذ عام 1964 في الدراما والتلفزيون والإذاعه و جار عزيز منذ قرابة 20 عاماً”.
لكن الشهادة الأكثر معاصرة ومعايشة هي تلك التي أفصح عنها سبأ باهبري، فقد عاصره في مرحلة مبكرة من تاريخ التلفزيون السعودي.. قال باهبري “رحم الله الفنان محمد المفرح، رجل عصامي مكافح بحق و ممثل مخضرم بدأ مشواره من إذاعة الرياض في الثمانينات في البرامج الشعبية وعملنا معا وأنا طفل لفترة طويلة في الإذاعة ثم ابتكر شخصية “أبومسامح” الفولكلورية وانتقل بها الى التلفزيون فأصبحت لصيقة باسمه وحققت نجاحا كبيراً”.
سيرة
حسب سيرته الموثقة في ويكيبيديا؛ ولد محمد المفرح في مدينة الزلفي، وسط السعودية، عام 1945، وبعد تلقيه الدراسة التحق بوزارة الصحة موظفاً، لكن العمل الفني اجتذبه إليه منذ أوائل شبابه، فعمل في الإذاعة السعودية عام 1964، ثم وجد في التلفزيون هوىً آخر، منذ تأسيسه عام 1965، وقدّم أدواراً كوميدية ودرامية. ويبدو أن طموحاته الفنية كانت أغلب من طموحات الوظيفة الحكومية، فحاول صقل مهاراته بالدراسة، وبالفعل؛ حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بمصر عام 1968. وبقي جامعاً الوظيفة والفن، حتى قرر الاستقالة من الوظيفة الحكومية، والتفرغ للفن، عام 1975م.
شمل تفرغه للفن القيام بالتمثيل والإخراج والإنتاج الفني معاً. إلا أن الإنتاج الفني أبعده نسبياً عن الواجهة حتى أطل عام 2009، ليظهر مسرحياً من جديد. لكنه توارى عن الأضواء تقريباً، ليعود أمس بقوة في وسمين تويتريين ينعيانه ويؤبّنانه ميتاً.
محمد سعد المفرح |
- من مواليد محافظة الزلفي 20 مايو 1945
- توفي في الرياض 23 يناير 2018
- ممثل ومنتج ومؤلف ومخرج
مسلسلات |
- أيام لا تنسى
- أبجد هوز.
- الساكنات في قلوبنا.
- عائلة فوق تنور ساخن.
- فارس من الجنوب.
- حامض حلو.
- بنت البادية.
- العم معروف.
- ألم وحرمان.
- الأسرة المسلمة.
- رحاب والأمل.
- أبو مسامح في فندق السامرين.
- حكاية مثل.
- شمعة تحترق.
- الجفاف يقتل الندى.
- سهرات أبو مسامح أيام زمان.
- الشاطر حسن.
- دمعة ندم.
- أمثال شعبية.
- بخيل مع مرتبة الشرف.
- كريم سبلا.
- دنيا دروب.
- صور من الحياة.
- لوحة شرف.
- سكرتير في البيت.
- طاش 17.
- طالع نازل.
مسرحيات |
- المحسن.
- بخور وكوالالمبور.
- طار و طبل.
جزاك الله خير على هذا المقال الجميل الشافي .. بارك الله فيك .
الله يرحم الغالي و يتغمد روحه الجنه و يوسع مدخله , اللهم آمين .
حفيدته : بدور حجازي .