إهمال وانفجار.. كارثة الدمام هي الثالثة في الشرقية خلال 80 يوماً تشبع 10% من الهواء بغازٍ يكفي لـ "وميض لحظي" وتدمير مبنى.. وإيقاع ضحايا

القطيف: صبرة

واقعة الدمام اليوم الاثنين؛ هي الثالثة من نوعها في المنطقة الشرقية منذ 6 من شهر محرم الماضي. لكنّها الأكثر شناعة، بسبب سقوط 3 قتلى، ووصول 3 إصابات إلى الحالة الحرجة، من أصل 20 مصاباً.

وتُصنّف حوادث “الوميض اللحظي” ضمن ما يُعرف بـ “انفجارات”، وهي تقع بسبب تشبّع الجو بغاز، وعند صدور أي شرارة؛ فإن وميضاً لحظياً يحدث فيحدث معه اتفجار سريع، قد يتبعه حريق، وقد يقتصر على موجة الانفجار التي تستهلك الغاز المشبّع.

ويوضح الخبراء أن تشبع الجو بنسبة 10% منه بالغاز؛ كافٍ لإشعال وميض لحظي، ومن ثم انفجار.

وتُشير الواقعة التي شغلت سكان المنطقة الشرقية برمتها اليوم، إلى ملف حوادث الوميض اللحظي في المملكة عموماً، وفي المنطقة الشرقية تحديداً.

خلال ما يقرب من عام وقعت عدة حوادث وميض لحظي رصدتها “صبرة”، ما بين القطيف، والأحساء، والدمام، و الجبيل، ومناطق أخرى مثل الرياض وعسير.

آخر هذه الحوادث ما شهده حي النخيل في الدمام اليوم الاثنين، وتسبب في وفاة 3 وإصابة 20 آخرين، بعد انفجار شقة سكنية وتناثر الأنقاض في كل مكان.

سبق ذلك وتحديداً في 29 يوليو 2024م، تحول مبنى مطعم الغمغام المعروف إلى أنقاض، في حادث غامض وقع في الخامسة فجراً بـ “صناعية الأوجام”.

وقبل بداية وصول العاملين بساعة حدث ما حدث، وانهار المبنى على نفسه، وتناثرت الحجارة والشظايا في محيطه، ولمسافة عشرات الأمتار، ولحقت الأضرار بسيارات كانت متوقفة قريباً من الموقع.

لكن لطف الله كان حاضراً، إذ لا يبدو أن الحادث قد خلّف إصابات بشرية، على الرغم من جسامة الأضرار المادية التي أتت على المبنى بالكامل.

ولم يغب عن الأذهان الحريق الذي اندلع في منزل عربي مستأجر بالأحساء وتحديداً في قرية أبو ثور، الذي تسبب في وفاة 4 أطفال من عائلة العبيد.

و في فجر يوم 1 فبراير 2024 تمكن رجال الدفاع المدني من اخماد حريق محدود نشب في مطعم أيام زمان بالمنطقة الوسطى فى القطيف.

في 17 فبراير 2024م،باشر الدفاع المدني حادث وميض لحظي في محطة وقود ببلسمر، نتج عن أضرار مادية، ولا إصابات.

في 17 مايو 2024 اخمدت فرق الدفاع المدني حريق وميض لحظي في مطعم في حي الكوثر بالقطيف وقع دون إصابات.

وفى 24 سبتمبر 2023 تم اخماد حريق نشب فى مستودع للاغذية والأدوات الكهربائية فى المجيدية نتيجة ماس كهربائي ونتج عنه خسائر مادية جسيمة.

فى 30 يوليو 2023 سيطرت فرق الدفاع المدني من السيطرة على حريق نشب بمنزل فى الأوجام، نتج عنه خسائر مادية فقط.

في 22 يوليو 2023م باشر الدفاع المدني بالأحساء حادث وميض لحظي في أحد المطاعم، نتج عنه تضرر سيارة وإصابة شخصين.

في 17 يوليو 2023م، باشر الدفاع المدني بالجبيل حادث وميض لحظي في مطعم بحي الصفا، ونتج عن الحادث تضرر مركبة وإصابة شخصين، تم نقلهما بوساطة الجهة المختصة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.

في 25 يوليو 2023م، أخمد الدفاع المدني، حريقًا اندلع في مطعم بمدينة الرياض، بسبب وميض لحظي، نتج عنه أضرار مادية، ولا إصابات.

في 23 نوفمبر 2023م، تمكنت فرق الدفاع المدني في الرياض، من إخماد حريق إثر وميض لحظي في مبنى سكني، نتج عنه إصابة شخص تم نقله إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية.

ما هو الوميض اللحظي ؟

الوميض اللحظي هو ضوء يصدر إشعاع بسرعة كلمح البصر، وهو عبارة عن مجموعة من الإشعاعات الضوئية التي تظهر في المواد الشفافة مع حدوث التأين، والذي يتكون نتيجة اصطدام إلكترون حر مع أغلفة إلكترونية شحناتها الكهربائية تتشابه مع بعضها البعض، بعدها تنتقل الطاقة بشكل تدريجي إلى الكترونات الجزئيات حتى تتوقف تماماً عن الحركة.

عندما تكتسب الإلكترونات هذه الطاقة فإن مدراتها ترتفع لأعلى، والذي لا يمكث بشكل مطول، حتى ينطلق في لحظة ما إلى اتجاه مداره الأصلي، مما يؤدي إلى حدوث فارق كبير بين طاقة المدار السفلية والعلوية، وينتج عن ذلك شكل فوتون طاقته تساوي الفارق الحاصل بين الطاقة العلوية والسفلية، فيتكون الوميض اللحظي.

وتعتبر حرائق تلك النوع على المنشآت والمنازل من أخطر ما يواجه رجال الإطفاء لأن الحريق بلغ مرحلة متقدمة داخل المبني من ارتفاع الغازات الساخنة إلى السقف ثم تنتشر إلى الجدران بعدها تنزل وتنتقل الحرارة إلى جميع محتويات المكان وعندما تصل إلى درجة اشتعالها، تشتعل جميع هذه المحتويات بشكل مفاجئ وفي وقت واحد.

4 سبل للوقاية

وقد حدد الدفاع المدني 4 سبل، للوقاية من خطر الوميض اللحظي ومخاطر الحرائق، تتمثل في تثبيت أجهزة إنذار الحريق وأجهزة الإنذار المبكر، وتركيب أجهزة إطفاء الحريق المناسبة في الأماكن المختلفة، واستخدام مواد بناء غير قابلة للاشتعال ومقاومة للحريق في الأبنية والأثاث، وتجنب التحميل الزائد على الدائرة الكهربائية.

كيف نتفادى حرائق الوميض اللحظي؟

ارتفعت خطورة الكوارث الناتجة عن حرائق الوميض اللحظي بسبب إن مواد البناء والأثاث تضاعفت قوتها الاحتراقية 8 مرات مقارنة بنوعية الأثاث قبل 50 سنة، لذا من الصعب الهروب من الوميض اللحظي أثناء حدوثه، ولكن يمكن تأخيره من خلال اتباع عدة طرق وهي:

1– تبريد الحريق باستخدام الرذاذ حيث يعمل على تخفيض درجة حرارة المكان كما يجب التركيز على تبريد الغازات الساخنة المتراكمة في سقف المكان.

2– التهوية العلوية لإخراج الغازات الساخنة المحصورة أعلى المكان وإحلال تيار هوائي بارد مكانها.

3– الابتعاد عن التهوية الأفقية أو الميكانيكية؛ لأنها تزيد كمية الأكسجين وبالتالي زيادة الحريق.

4– في حالة صعوبة عمل تهوية علوية على المنزل يمكن عمل تهوية أفقية ولكن على حذر مع ضرورة استخدام فرع مياه (خرطوم) للتبريد وتنسيق فعّال بين التهوية وعمليات المكافحة.

اقرأ أيضاً

تحديث1] الدمام.. 3 وفيات و3 حالات حرجة من بين 20 مصاباً في انفجار الوميض اللحظي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×