[مشاغبات] الشاعرة نجوى الناصر: لو كان الشعر رجلاً؛ لكان صديقي أمثّل دور فتاة محتجزة في زنزانة.. وفي طفولتي كرهتُ اسمي

شاغبها: علي سباع

خريجة الأدب الإنجليزي؛ تكتب الشعر باللغة العربية. أصدرت مجموعتين حتى الآن: “أنثى على أجنحة الليلك” في 2009، و “مساحة منذورة للفراغ” عن دار “مسعى” في 2015. إنها نجوى الناصر، الشاعرة التي اختارت الجنة مكانا لميلادها، فأجابت خارج الواقع، بروح دافئة أحياناً، وأحياناً أخرى بصرخةِ الطفل، إليكم إجاباتها:

في قلب شاعر

ماذا لو لم تكوني بشرا؟!

لكنتُ طائرةً ورقيّةً في يد طفل، أو شجرةً تحطّ عليها العصافير، أو قصيدةً في قلب شاعر، أو غيمةً في يومٍ عاصف، أو جميع ما سبق، أو لا شيء على الإطلاق.

الجنة

ماذا لو خيرت مكانا لميلادك؟!

لبقيتُ في الجنة.

نجوى

ماذا لو كان لك اسم غير نجوى ؟!

أحب اسمي بعد أن كرهته في صغري حين حاول الآخرون تشويهه في قلبي. أحب اسمي ويسعدني عدم انتماء الآخرين إليه، ولو كان لي اسمٌ آخر، لكنتُ شخصًا آخر لا أعرفه.

كذبة بريئة

ماذا لو كان بإمكانك الكذب لمرة واحدة..؟!

لطال أنفي أكثر، وهذا ليس في صالح أحد..

زلزال

ماذا لو رأيت صرصاراً؟!

أمتنع عن وصف الزلزال الذي سيحدث في قلبي وكل أعضائي لكن المبيد الحشري والـ block في حوزتي دائمًا..

الفستان

ماذا لو رأيتِ فتاةً ترتدي فستاناً مثل فستانك في مناسبة؟!

سنكون مختلفتَين. (لم أرغب أن أقول بأني سأكون الأجمل.)

سارقة ماهرة

ماذا لو كنتِ سارقةً ماهرةً جداً؟! ما الذي تسرقينه ؟!

ما ليس لي لن يكون لي، والسرقة ستجعله أقل جاذبيّةً، لن أمتلكه ولن يمتلكني؛ سنكون غريبين تمامًا. مع ذلك، أؤكد لك أني لو كنتُ ماهرةً في ذلك، لسرقتُ نوم جميع الأحياء، بمن في ذلك الكتب المركونة في انتظار أن أقرأها منذ سنوات.

العالم الآخر

ماذا لو أخبرك أحد أصدقائك بأنّك ميّتة منذ زمن، كيف عدتِ؟!

سأقول له: مرحبًا بك في العالم الآخر.

اتهمني كل يوم

ماذا لو كنت قاضيةً، أخبرينا عن المتهمين لديك؟!

أتّهمني كل يوم وأفشل في الحكم عليّ. يمكنك تخيّل الكوارث التي سأتسبّب بها لو اتّهمتُ أحدًا وحكمتُ عليه!

فتاة محتجزة

ماذا لو عرض عليك دورٌ تمثيليّ بفيلم.. ما هو الدور..؟ ما موضوع الفلم..؟

حاليًّا أمثل دور فتاةٍ محتجَزةٍ في زنزانة يأسها، كلما حاولَتْ فتح القفل، انغلق أكثر. إذا انتهى هذا الفيلم، أعدك أن أخبرك بالتالي.

النظرة

ماذا لو كنت نظرةً؟!

لبقيتُ معلَّقةً على عينيه.

ماريونيت

ماذا لو كانت الحياة لعبةً..؟!

الحياة مسرح عرائس (ماريونيت)، دائمًا ما تكون خيوطها في يدٍ خفيّة وأكثر قوّة، إلا حين يملّ منها أو تهترئ الخيوط وتتمكن العرائس من التحكم في حركتها بنفسها، وهذا ما لا يحدث إلا نادرًا. الحرية هي الثمن الذي ندفعه لمشاركتنا في لعبة الحياة.

سعادة وتعاسة

ماذا لو لم تكن هنالك مساحة للفراغ؟!

إن كنتَ تقصد مساحتي المنذورة للفراغ فسأقول إنها لو لم تولد، لكنتُ أكثر سعادةً وتعاسةً في ذات الوقت.

أكره القيود، والامتلاء قيدٌ لا أقوى على العيش معه. الفراغ يضمن لي مساحةً لا بأس بها من الانعتاق.

القصيدة الأولى سر

ماذا لو كنتِ قصيدة لشاعر ما؟! ما هي القصيدة ومن الشاعر..؟

قصيدتان. الأولى سر. أما الثانية فقصيدة “تعريف” للشاعر محمد البغدادي

“وجهي انتماءٌ إلى الموتى

دمي مرضُ

لا بالحياة ولا بالموتِ لي غرضُ

لم أعترضْ

وأنا حيٌّ

على أحدٍ

ومتُّ…

فانتفض الأمواتُ واعترضوا”

البدايات

ماذا لو انتهى الطريق؟!

النهايات بداياتٌ في حقيقتها. الطريق التي تنتهي ستتفرّع لطرقٍ أخرى أو تعيدك من حيث أتيت أو حتى تأخذك لهاوية. الطرق المسدودة وهم.

زمن الطيبين

ماذا لو لم يكن هنالك إنترنت؟!

لبقينا سعداء في زمن الطيبين!

صديقي

ماذا لو كان الشعر رجلاً؟!

تحديد الشعر بجنسٍ ما ليس مما أتفق معه ولا حتى خيالًا، ولكني سأجيبك: سيكون صديقي بكل تأكيد ولكني قد أقتله إذا لم يقع في حبي.

بحيرة وسط غابة

ماذا لو كنت تمشين في غابة، ووجدت بحيرةً عن طريق المصادفة؟! (صفيها لنا)

حسب خبرتي مع المصادفات فإنها ستأخذني لمستنقع.

البحيرة التي أحلم بها ستكون مياهها صافية. تنعكس عليها السماء وغيومها. على جانبٍ ما ستكون هناك طيور تحاول التقاط طعامها بينما يجلس على العشب في الجانب الآخر منها عاشقان. لن أدعهما يرياني لأني سأخجل أن أقطع خلوتهما وسأترك لهما البحيرة، وأبحث في الغابة عن بحيرةٍ أخرى، ولن أجدها.

بسرعة خاطفة

ماذا لو خيرك عدوك بطريقة موتك؟!

أتمنّى أن لا أقع فريسةً في يد عدو. أتمنى أكثر أن لا يكون لي أعداء غيري. ولكن الأمر لا يخلو، سيكون عليه إقناعي أولا أنني لا زلتُ على قيد الحياة. إذا نجح في ذلك، سأترك له حرية الاختيار على أن يتمّ الأمر بسرعةٍ خاطفة.

لا تخبروا أم

ماذا لو أعطيت مقصاً لقطع حدث من عمرك؟! (إحكي الحدث)

ميلادي، ولكن لا تخبروا أمي بهذا.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×