المدارس والجامعات.. للتربية لا للأزياء
المهندس أحمد الزيلعي
قرار الجامعات النسائية بأن يكون الزي موحداً هو قرار صائب جداً ينسجم مع الكثير من الحواضر العلمية المبدئية التي عرفت بزيٍ يعرف من لَبِسَهُ الانتساب إليها. هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الدور الذي تقوم به المدارس والجامعات هو “التربية والتعليم” وهذا القرار تربوي بامتياز لأن فيها طابع الالتزام ببيئة العلم التي يجب أن تكون مميزة عن سواها وذلك بخلق جو له خصوصية بحيث يترك في ذهن كل تلميذة/طالبة جذور تنتسب “للتربية والعلم”.
وهذا لا يعني أن قبل ذلك لم تكن هذه الخصوصية موجودة لكن المقصود هو أن هذا قرار تعزيز وترسيخ وإبراز لهذه النقطة الجوهرية وتعميق لها بصورة ظاهرية فالإنسان كائن حسي/بصري يغذي عقله وقبله بالبصر كما يغذيه بالحواس الأخرى.
ذلك من ناحية ومن ناحية أخرى مما يبرز عند الفتيات استجابةً لطبيعتهن/لفطرتهن التزين وإبراز ذلك وهذا فيه عبئ على الطالبات ذوات الدخل المحدود، ولكن عندما يكون الزي موحداً يتم القضاء على هذا العبء بنسبة كبيرة جداً لأن المال الذي سيصرف على الكماليات الأخرى أقل قيمة بالنسبة إلى اللباس الضروري وبالتالي تختفي الطبقية في بيئة اللازم أن تكون لجميع المجتمع سواء فقيراً مدقعاً أم غنياً مترفاً. فلو نظرنا بمنظار الفتيات لوجدنا التالي:
– أن علامات الشركة المصنعة (ماركات/ Marks) اللباس يعد معيار غنى أو فقر.
– أن تكرار اللباس هو معيار غنى أو فقر، الفتيات/النساء تتوقنَّ إلى عدم تكرار اللباس.
وهذان عاملان ضغط نفسي على الفتاة وبالتالي على الأسرة التي قد تعاني في توفير المواصلات والملزمات الدراسية وشراء ما يلزم.
هل ستقتفي جامعات الشباب/الفتيان إلى ما بادرت إليه الجامعات النسائية؟
لعل الشباب أخف عبءً في هذه الناحية من الفتيات إلا أن الجانب التربوي لابد من إعطائه ما يستحقه من أهمية في تجذير وترسيخ قيمة الحواضر العلمية وتميزها عن غيرها من الأماكن فكما الدخول لحرمها له معيار المعدلات التحصيلية كذلك للجسم نصيبٌ من ذلك، لأن الفكرة لابد أن تجسد في أرض الواقع لترسخ في نفوس الطلاب والطالبات.
ودمت عزيزاً يا وطني