الشاعر الأمريكي ميلر سارداً: حكايات الخرافة انتهت.. بعد دفن الكنيسة

حكاية خيالية

قصبة: كريستوفر ميلر

ترجمة: رائد الجشي

جمع حكايات القرية الخيالية عند نهاية الوادي كلها، عدا الحكاية التي أرادها.. قصة الدب الراقص.. بائع متجول، وامرأة.

سكنت أحلام طفولته وأملت عليه ما سيدرس في الجامعة. خلدت في ذاكرته صورة دب مربوط بشجرة تفاح كانت جذورها تلتف حول تابوت العمدة، لم يستطع أن يسترجع أي تفاصيل في تلك القصة التي تجاوزت الإشاعة وانتشرت بكثافة، وبُنيت على حادثة حقيقية.

لكنه أضاع فرصة نومه، وهو يتخيل عواقب أكل فاكهة جُمعت من تلك الشجرة. ولذاك كان حلّه أن يسجل القصة الخرافية كاملة بكل مزايا صوت جدته الهادئ المتواضع، جدته التي ماتت قبل سنوات.. لام الأرق على ما أصابها من موافقتها بين الايقاع والمعنى..

وأياً يكن، فعائلته ارتحلت بعيداً عن المدينة مند أمد بعيد، انتهت تقاليد قص الحكايات الخرافية، عندما دُفنت الكنيسة تحت حائط من الجليد، فلم يستطع أن يجيب أحداً عن أسئلته: من درّب الدب؟ وهل احتجز البائع المتجول الفتاة وأخفى المفتاح تحت “مذبح الكنيسة”؟ ما المحظور الذي اقترفه العمدة ببيعه الغابة التي كانت تحمي القرية من الانهيارات الجليدية..؟

لقد مات عند الوقوف الأخير لشجرة الصنوبر قبل قطعها، الغموض يلف مدفن هيكله العظمي. وذلك جعل الرواة الشعبيين يتأملون حالة الحرمان، لم يكن المصدر الحقيقي لقصة الغول هذه سحرياً. ويا له من عزاء حصل عليه عندما وضع احتمالات لما بعد الحياة.

——

كريستوفر ميلر

شاعر أمريكي مترجم وكاتب قصص قصيرة، يحاضر في جامعة أيوا، ويعطي دروسا مجانية مطولة وعميقة عبر الإنترنت.

مدير برنامج الكتاب الدوليين في جامعته، ويعمل كريستوفر على إقامة العلاقات مع المدن الثقافية والمشاركة في رعاية مشاريعها، مثل التعاون مع المجلس الثقافي العراقي ومشروع “فوانيس الأمل” للشعراء العراقيين الشباب.

والمشروع الأخير يحتوي على نصوص مترجمة من وإلى العربية والكردية والانجليزية.

ميرل يتنقل بين الشعر والنثر مشغولاً بالتجريب. وفي عام 2006 صدر كتاب لافت بعنوان “سبعة شعراء، أربعة أيام، كتاب”، وكذلك كتاب مهم يضم ملخص دراسته وتدريسه لشعر والت ولتمن.

تُرجم شعره إلى لغات عديدة. وكانت ترجماته أيضاً جسراً لترجمة شعراء آخرين. ومنها اللغة العربية. “لماذا همس العشب ثانية؟”، لمحمد حلمي الريشة. وترجم إحدى ترجماته الشاعر صالح الخنيزي في ترجماته للشعر الأمريكي المعاصر “محاكاة أشجار غارقة في النوم”.

إلا أنني هنا أترجم له قصة قصيرة من باب التكامل مع ما ترجم سابقا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×