عن “أعمال” مستشفى القطيف المركزي.. و “أقواله”

حبيب محمود

أنشر هذه المقالة؛ بعد مغادرة الدكتور رياض الموسى كرسيّه في شبكة القطيف الصحية، لئلّا يُفهمُ أن المكتوب مجلوب تملقاً أو محاباة، أو انتظار مصلحة.

ففي يوميات عمل “صُبرة”؛ يرصد الزملاء وينشرون أخباراً طبية بلا توقف. أخباراً من كل بلادنا السعودية. منذ أسسنا قسم “صحة”؛ وهذا القسم لا يفترُ في إبراز جهود الدولة في الشأن الصحي. ومن بين ما ينشر الزملاء؛ أخبار عمليات صعبة، ونادرة، ونوعية، في مستشفيات سعودية كثيرة.

وكنتُ أعجب من شحّ مثل هذه الأخبار في مستشفى القطيف المركزي، وفي مستشفيات القطيف عموماً، الحكومية والخاصة. وأحياناً؛ أعجب من شحّ أمثالها على مستوى تجمع الشرقية الصحي، إلا إذا استثنينا مستشفى الملك فهد التخصصي، الحاضر إعلامياً بين آونة وأخرى.

وذات مرة؛ أرسلتُ خبر عملية جراحية في مستشفى بريدة للرئيس التنفيذي في شبكة القطيف الصحية، الدكتور رياض الموسى، وتساءلتُ في رسالتي: ألا يوجد مثل هذه العملية في مركزي القطيف..؟

وبمرونته الواضحة؛ أجاب الدكتور الموسى بالإيجاب. وأوضح أن مثل هذه العمليات كثيرة.

ربما ـ وهذا تفسيري الشخصي ـ لأنها كثيرة؛ فلا جدوى من نشر أخبارها في الإعلام.

العمليات كثيرة في المستشفيات. وكلّ مؤسسة صحية لديها سجلّها من الإنجازات. وخلال الأسابيع الأخيرة، ربما نشر مستشفى القطيف المركزي خبرين لعمليتين نوعيتين لا أكثر.

لكنّ المستشفى، في ذاته، لديه حجمٌ أكبر مما يبدو عليه مبناه الذي قارب الأربعين عاماً. والحديث هنا؛ ليس الشهادات التي ميّزته، محلياً ودولياً، وليس بعدد جيش العاملين فيه، وليس بنوعية الدور الذي يؤدّيه من موقعه الجغرافيّ. وليس من خلال الضغط الهائل الذي يقع عليه.

وأمام المعلومات؛ لا حاجة إلى الرأي. هكذا نقول في الإعلام. وإعلام المستشفى، بل إعلام التجمع الصحي بقضّه وقضيضه، لا يقول شيئاً في الإعلام. ويمكنني القول إن التجمع لديه سلسلة تحفظاتٍ في الشأن الإعلاميّ. وإزاء الشحّ الإعلاميّ؛ من الطبيعي أن تطغى الشائعة، وتسودُ الضبابية، ولا يرى الناس عملاً، كما يراه الله.

وحين نعود إلى “المركزي”؛ فإنه، أيضاً، يكاد لا يقول شيئاً إعلامياً. ولا يظهر المستشفى على الحال الذي هو فيه فعلاً. مثلاً مثلاً؛ في المنطقة الشرقية كلها؛ لا توجد عيادة متخصصة في تأهيل القلب على مستوى متقدم؛ إلا في مكانين: جونز هوبكنز في أرامكو، ومستشفى القطيف المركزي. ولو صوّبت لي جهة هذه المعلومة؛ فسوف أصوّبها بدوري.

بالمراقبة اليومية؛ لا أعرف مستشفى حكومياً في الشرقية؛ يذهب إلى الناس على نحو مستمرّ، ومكثف، ومتكرر؛ كما هو حال “مركزي القطيف”. يذهب اختصاصيوه وأطباؤه إلى الناس في كلّ مكان متاح. في الأسواق، في الواجهات البحرية، في المتنزهات، في المساجد وأمثالها. كلّ ذلك من أجل أن يقدم خدمات توعية موازية للخدمات العلاجية.

يذهب إلى الناس في القطيف وخارج القطيف أيضاً. و “يستعير” خدمات تطوعية من اختصاصيين واستشاريين من خارج شبكة القطيف أيضاً.

الكثير الكثير يُفعل في المستشفى. والقليل القليل يُقال في المستشفى إعلامياً.

وهنا؛ لديّ تفسير خاص؛ فالسواد الأعظم من إعلام المؤسسات الحكومية ذو اتجاه واحد. وهذه الأحادية؛ لها مبرراتها المفهومة، وغير المقنعة في الوقت نفسه. ربما هناك توجّس من بروز الصورة الإيجابية إعلامية؛ حتى لا تبرز صورة سلبية في الاتجاه الآخر من الإعلام.

بمعنى: قد يقول إعلام المؤسسة الحكومية “نحن أنجزنا“؛ فيظهر إعلام مقابل من شارع الإعلام يقول “أنتم قصّرتم“.

مع ذلك؛ يمكن صناعة إعلام حكومي أكثر نجاحاً وتعبيراً وكشفاً عن أداء الجهاز الحكومي. وبما أن كلّ جهازٍ مُجنَّد ـ من قبل الدولة ـ لخدمة الناس، فإن من حق الناس أن يعرفوا أكثر عن الجهاز، ليس لتحسين الصورة أو بثّ الدعاية، بل من أجل ممارسة رسالة مساندة للرسالة التي يتولاها الجهاز.

الأداء الإعلامي المتوازن؛ سوف ينعكس ـ تلقائياً ـ على دعم الاتجاه الآخر في الإعلام. سوف تظهر مطالب للناس، وهذا شأن طبيعيٌّ جداً، بل سوف تساعد هذه المطالب الجهاز على تحسين أدائه. وهذا عين ما يريده المسؤولون المُجنَّدون لخدمة الوطن والمواطن.

تعليق واحد

  1. الناس بالقطيف على الخصوص ينتشر الخير السيء بسرعة مثلهم مثل باقي بعض البشر اللي من فئة مايعحبهم العجب وليس غالبية اهل القطيف بل كما قلت البعض وبماان الشر يعم والخير يخص تجد هذه المعادلة موجودة والاسوء من هذا تجد الخير السيء او أي خطأ قد يحصل لا أحد ينساه (من فئة اللي مايعحبهم العجب) ؛؛ و لو عرفوا معنى باالشكر تدوم النعم لما كانت السخرية شعار هؤلاء ؛؛
    المهم ان ما نقلته اخي الكريم معلومة مهمة جدا كنت انا اجهلها ولهذا تستحق الشكر لنقلك صورة صحيحة مشرفة غائبة عن فئة كببرة من المجتمع !
    ولكن الحق على ادارة تجمع الشرقية الصحي التي تجاهلت او تكاسلت عن توضيح الصورة الحقيقية ؛
    واما سبب الازدحام بالمستشفى فهو لان غالبية مراكز الرعاية مزدحمة جدا (كمثال) التاصرة تحتاج مركزبن على الاقل والموجود واحد وكذالك الخامسة تم الغاء مركز رعايتها بسبب انه قديم وتحويل اهلها مع اهالي المزروع الى مركز المجيدية ؛ وكانت المشكلة في ذالك الوقت عدم وجود اراضي شاغرة لبناء مراكز فيها ولكن الصحة وغيرها إذا عزمت على بناء مركز رعاية لا تتردد حتى لو كانت في وسط البحر بس اللي بعيد الحسابات اكثر من عشر مرات ممكن يخطىء او يتاخر كثيرا !
    والله يعطيهم العافية بس لا يتاخروا !

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×