العائلات في الأندية الرياضية
عباس آل حمقان
تحوّلات كثيرة شهدها الداخل السعودي، ما بين خطوات سريعة وأخرى متأنية. والرياضة ليست خارج هذا التحول، خصوصا بعد السماح للعائلات بالحضور إلى الملاعب السعودية قبل عام، وهو ما أصبح أمراً طبيعياً. والأسبوع الماضي شهد مناسبة أول حضور من نوعه في ملعب نادي الخليج بسيهات، لتكون هذه المدينة الساحلية صاحبة السبق في هذا التحول، على مستوى المحافظة.
تزامن هذا الحدث مع إقامة كرنفال الصفا في ملاعب صفا العروبة وهي أرض تابعة لنادي الصفا، مُنحت له بعد إزالة الملاعب الرديفة قبل سنوات. وتم الانتهاء من مرحلة زراعة ملعب العشب الاصطناعي وإقامة هذا النشاط العائلي، وذلك خير تعريف للمجتمع الصفواني بالمقر الجديد الذي يستهدف منه توفير مداخيل مالية.
وفي التوقيت ذاته يُقام مهرجان “افرح وامرح الثاني في نادي النور بسنابس.
حضور العائلات لم يكن الوجود الأول للمرأة بشكل رسمي في أندية المنطقة، فنادي الترجي استضاف رمضان الماضي مسرحية عائلية، ونادي الصفا في أوقات سابقة استضاف تدريبات المنتخب الوطني النسائي لألعاب القوى، والرياضة النسائية ليست بالأمر الجديد بعد أولمبياد لندن ٢٠١٢، وآخرها في أولمبياد الشباب في الأرجنتين على المستوى العالمي. وبين هاتين المشاركتين هناك حضور مسابقات عربية وآسيوية.
الموسم الرياضي شهد مشاركة لاعبات في منافسات المبارزة والبولينق على المستوى المحلي، ومن المتوقع أن يتم تفعيل الرياضة النسائية بصورة أكبر، خصوصاً مع وجود قسم نسائي في الهيئة العامة للرياضة، وعضوية الاتحادات الرياضية تشهد تمثيل للمرأة، من بينها اتحاد كرة القدم الذي تمت تزكيته في الجمعية العمومية الأخيرة بوجود سيدتين ضمن أعضاء مجلس الإدارة، ومعهد إعداد القادة ضمّ الجنسين في بعض برامج دورات المدربين التأهيلية.
الحديث عن الرياضة لا يقتصر على المنافسات والبطولات والفوز والخسارة، فالأمر يتعدى ذلك، والمجتمع اليوم يعي أهمية الرياضة للجنسين وكافة الفئات العمرية، لما تمثله الرياضة من فوائد كثيرة، فالتوعية الصحية للوقاية من الأمراض تدعو إلى ممارسة الرياضة.
برنامج الابتعاث أسهم في ممارسة الرياضة بشكل فعلي بعض المبتعثات، بالإضافة إلى وجود مراكز رياضية نسائية سواء مصرحة أو أهلية في الأحياء وكل ذلك مؤشر إلى وجود بيئة مساعدة.
ومن المهم اليوم ان تبدأ سيدات المحافظة بالتواصل مع اتحاد الرياضة المجتمعية، من أجل تأسيس نادٍ رياضي خاص بهن، أو إقامة فعاليات بصورة منتظمة، وحتى يجدن الفرصة في محيط سكنهن، ولا يجدن أنفسهن مضطرات إلى بالذهاب إلى الدمام والخبر للتسجيل في أندية معتمدة.
