سيرة طالب 88] رؤيا للسيد منير.. سبقت النزيف

الشيخ علي الفرج

في المقال السابق تكلّمنا عن بداية إرهاصات المرض، وكان حلمًا عظيمًا غير متوقع، والآن نتكلّم عن الإرهاص الثاني:

في ليلة من الليالي وأنا في مدينة قم، طلب منّي أحد طلبة العلم أن أهيئ وجبة غداء لمناسبة احتفال يحضرها مئة شخص، لمجلس نسائي، فاستجبت لطلبه.

بدأنا في الطبخ، وتساعدني عائلتي، وفي نصف العمل أحسست بأنّ ضربات القلب ليست منتظمة، وفيها وخزات تستمرّ بضع ثوانٍ لا أكثر، وكانت هنا بداية المرض، وتكررت هذه النبضات مرات قليلة، ولكني أحسّ بأنّها مقلقة.

لذلك ذهبت إلى عيادة خاصة بالقلب، وعيادة أخرى، وأخذ الطبيب منّي تخطيطًا للقلب، وكانت النتيجة هي أنني لا مرض ولا خوف، وربما تعب، لا بُد من الاسترخاء والراحة، فهدأ روعي.

وكان هذا قبل أن أسافر بأيام قلائل أو شهر واحد.

لكنّ الأمر لم ينتهِ في هذا الإرهاص.. استخرت بالقرآن عند المرجع السيد حسين الشاهرودي حفظه الله، فقال لي:

لا بُدّ أن تسافر بسرعة البرق الخاطف.

وفي أقلّ من أسبوعين سافرنا سفر مودع.

رؤية ورؤيا

وأما الإرهاص الثالث فحلم لا نعرف تفسيره في البداية، ولكن بعد بضعة أيام كشف عن ستار الغيب، وسأفصل هذه القصة الغريبة:

نزلت من قم إلى وطني الحبيب، وكان سماحة السيد منير الخباز يدرس درسًا أصوليًا في مجلسه في القطيف، فحضرت هذا الدرس، وكنّا أربعة أشخاص فقط، وأيضًا سوف ينقطع هذا الدرس في أيام أو أسبوع، لأنه قريب من شهر محرم، وكان السيد يذهب إلى الإمارات ليقيم مأتمًا، ويلقي على المعزّين المحاضرات القيمة كعادته.

وفي نهاية هذا الدرس وانتهائه قال لي:

قبل أيام رأيت رؤيا أزعجتني، رأيتك كأنك تدرس عندي وأنا أدرّسك وحدك، وكأنما تبتعد عنّي، حتى صرت لا أقدر أن أدرسك للبعد.

فكأنما هذا الحلم سيُنهي أيام دراستك عندي.

فقلت له:

إنْ شاء الله هذا الرؤيا غير واقعية.

أقول:

بعد هذه القصة سافر سماحة السيد إلى الإمارات، وأما أنا في تاريخ  ٢٥ محرم / ١٤٢٢ هجرية أصبت بنزيف في المخ، فابتليت ولم أوفّق لحضور درسه منذ أصبت إلى الآن وأنا أكتب هذا المقال، ومرارًا حاولت أن أدرس عند سماحته ولكن تفشل هذه المحاولة، وعلمت أنّ الله قدّر علينا أن نفترق.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×