بيوت من طين.. تنعش سياحة عمان

عبدالعظيم الضامن

في رحلتي لسلطنة عمان، تعمدت أن تكون الزيارة فقط للقاء الأصدقاء، وكل صديق يُبرمج الوقت حسبما يريد، وفِي يوم كانت وجعتنا نحو ولاية سمايل، مررنا بسوق الحرفيين بمدينة فنجا، وكان في الطريق لابد لكل شخص المرور من هذا السوق ويتوقف قليلاً، فكرته خلاقة، وهناك توقفنا ورأيت أن حميع البائعين عّم من شباب عمان، وهم أصحاب الحرف التقليدية.

واصلنا المسير بين الجبال الشاهقة والطرق المعبدة التي تبعد ساعتين من ولاية مسقط، متوقفين في حصن سمايل ذلك الحصن الكبير والمدهش في قصصه وبنياته، حتى وصلنا لولاية الحمراء، وإذا ينتابني الصمت والدهشة، حين دخولنا للحي القديم، لم أتمالك نفسي فطلبت من صديقي التوقف لالتقاط بعض الصور، وما أن وطأت قدماي الأرض وأنا أعيش لحظة الدهشة بالمكان، وبدأت أتجول وحدي حتى وصلنا لموقع وجبة الغذاء، فوجدته نزل ريفي، طلبت الحديث عن هذا الحي، فكان الجواب هو ان مجموعة من الشباب قرروا ترميم بعض البيوت لتكون مصدر سياحي واقتصادي للبلد، وحين التجوال بين البيوت وجدت عدت بيوت تم ترميمها لتصبح متكاملة، نزل ومتحف ودار للضيافة، وفِي كل مبنى مجموعة من الشباب العماني يستقبلك بحب، أما المتحف فسوف تجد مجموعة من السيدات تُمارس الطهي الشعبي، وترحب فيك أجمل ترحيب، وفِي كل بيت سوف تجد الضيافة العمانية.

الجميل أن الشباب العُماني استطاع تحويل ذلك الحي القديم في ولاية الحمراء من العدم إلى مشروع سياحي يرتاده السياح من كل بقاع العالم، وليس من السهولة أن تجد غرفة شاغرة على مدى العام، في ذلك النزل الريفي، وتلك المدينة الحالمة.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×