أقوالٌ في الضَّباب
حسن الربيح |
(1)
ليس غمامةً وليس ماءً، ليس مذمومًا وليس مرغوبًا، ليس جسمًا وليس هواءً، ليس عطشًا وليس ارتواءً، ليس مهدًا وليس كفنًا، ليس وصفًا وليس اسمًا؛ لذلك ندعوه ضبابًا.
(2)
الشَّمسُ لا تكنسُ الضَّبابَ؛ لأنَّها تعلمُ أنَّ الضَّبابَ سيكنسُ نفسَه.
(3)
العلاقة بين الضَّباب، والضَّبِّ ليس في اجتماع الضاد والباء، بل العلاقة في أنَّه لا علاقة بينهما.
(4)
قد يكون ثلجًا يحاول أن يطير، وقد يكون حليبًا ضلَّ الطريق إلى أفواه الأطفال، وقد يكون منيًّا إثر مضاجعة كونيَّة.
(5)
لماذا لم نره مرَّة أسودَ؟ هل هو مصاب بالعنصريَّة؟ وهل كان البياض يومًا خطيئة؟
(6)
يستطيع أن يشلَّ الحركة تمامًا، وليس بيده قيود، وأصفاد، يأتي متنكِّرًا ويعرفه الجميع.
(7)
تعوَّد أن يكون متواضعًا، فهو لا يسكن في الأعالي، ومع قربه منَّا لم نفهمه كأنه قصيدة نثر كتبها شاعر بليد.
(8)
يعبث كما يشاء، ولا يعتقله أحدٌ بتهمة الفساد أو القتل، ثمَّ يغادر في وضح النهار من غير أن يُطارد.
(9)
وحدَه الأعمى من يسخر بالضباب، ممسكًا بعصاه إلى البيت.
(10)
سألني: ما جمعُ ضباب؟ فقلتُ: ما مفردُ ضباب؟ والتبس الأمر!!
(11)
كتبتُ قصيدةً عن الضباب، وبعدها وقعتُ على مقال طويل لميخائيل نعيمة في كتابه (صوت العالم) عن الضباب فتبرأت من القصيدة.