سعودية من صفوى ترتدي “كفرول” بناء في زنجبار.. وتردّد: هـَكُوْنا مَتاتا…! شعب ودود متعايش يستقبل الضيوف بأغنية "جامبو"

[صور وفيديو]

القطيف: شذى المرزوق

بعد سنوات طويلة من مشاهدة المسلسل الكرتوني المدبلج “تيمون وبومبا”؛ عرفت إيلاف قريش مصدر جملة “هكُونا متاتا” التي تكررت في المسلسل.. إنه تعبير للطمأنة “لا تقلق”، يستخدمه سكان زنجبار الذين يتحدّثون اللغة السواحلية. وليست القصة هنا.. القصة في طبيعة هذا الشعب الذي لم يسلبه الفقر حسّ الدعابة والمرح.. شعبٌ صَبور، ودود، مسالم، كريم، مضياف.. يرحب بالغرباء ويواجههم بكلمة “جامبو” للترحيب، ويردّد كثيراً “هكونا متاتا” في يوميات حياته..!

من ديترويت

الشابّة ذات الـ 23 ربيعاً؛ سافرت من ديترويت إلى ستون تاون، مارّة بثلاث محطّات ترانزيت في عمّان والدمام ودبي، لتُشارك في أسبوع عمل تطوّعي وترميم فصول دراسية في إحدى مدارس المدينة الأفريقية. الشابة آل قريش تدرس الفنون الجميلة في جامعة ميتشجن الأمريكية التابعة لولاية ديترويت. وقد اشتركت في الرحلة التطوّعية بترتيب من دعوة شابّين سعودي وعماني ناشطين في أعمال تطوعية على مستوى دولي. وضمن 20 شابّاً عربياً؛ سافرت الشابّة السعودية المنحدرة من مدينة صفوى، شرقيّ المملكة، إلى المدينة الفقيرة.

عاملة بناء

اختارت الشابّة القصيرة القامة أن تكون عاملة بناء في مهمّة الترميم. تلك تجربة مختلفة عمّا عرفته في حياتها تحت كنف والدها رجل الأعمال يحيى آل قريش. خلطت الإسمنت، وحملته، واتسخت به يداها الناعمتان ووجهها، ناهيك عن ثيابها. والأكثر أنها عملت، وزملاؤها المتطوعون القادمون من دول مختلفة، في جوّ رطب ممطر، حتى أنهوا مهمّة الترميم المحددة في بعض فصول المدرسة.

سياحة وعمل خير

بعد أسبوع من العمل الشاقّ؛ خرجت طالبة الفنون الجميلة بانطباع اختلط فيه إحساس السياحة بإحساس عمل الخير.. قالت لـ “صُبرة” إنها “تجربة مُمتعة جداً.. كنت “ضمن 5 سعوديين آخرين، 3 فتيات وشابان”. أضافت “في زنجبار شعبٌ كبيرٌ بأخلاقه وثقافته وموروثه.. شعب ينحب”. ساعات النهار أطول من ديترويت.. ومن بلادنا أيضاً.. الحرّ شديد، والرطوبة مستمرة، ومعها الأمطار.. ثم يأتي البعوض الذي يلاحقنا في النوم”.

لكن كلّ هذا التعب لم يؤثر في الشعور بالسعادة “كنا نتعامل مع شعب ودود جداً، الابتسامة الصغيرة ترتدّ عليك ابتسامة أكثر بهجة. وعلى الرغم من أنه شعب متدين؛ إلا أنه شعبٌ منفتح ومتسامح، لا تجد فروقاً في التعامل بين المسلمين وغيرهم، ولا بين المسلمين المختلفين في المذاهب. فوق ذلك؛ شعب يعتزّ بموروثه الثقافة، والموسيقى لديهم جزء من هذه الثقافة.

بيوت بسيطة

اختارت الآنسة إيلاف أن تبات في البيوت البسيطة بدلاً عن الفندق. البعوض حرٌّ طيلة الليل، لكن السعادة تختلط بمثل هذه المعاناة. كانت رحلة سياحة مختلطة بعمل خيري، لذلك؛ حاولت الاندماج مع واقع الشعب الفقير. وكأن هذا الشعب يعرف طباع المسلمين العرب، وبالذات القادمون من الخليج.. أعدّ لهم وجبات تناسبهم.. كبسات، برياني، جباتي (كباجي)، وأعدّ لهم شاي الكرَك، خصّصوا لهم طباخة من الشعب نفسه.

تشابه

هناك أمور كثيرة تتشابه بين زنجبار وشعب الخليج، التراث: الأبواب، الشوارع. وهناك البحر الذي ذكّر الشابة بمسقط رأسها مدينة صفوى جارة البحر. وهناك، أيضاً، اللغة السواحلية التي تتخلّلها كثيرٌ من الكلمات العربية “لطفاً”، “سامحيني”، “معلمتي”، إنها كلمات تهذيب شائعة على ألسنة هذا الشعب، طبقاً لما تقول الآنسة إيلاف. لكنّ أكثر كلمة تتكرر في استقال الناس هي “جامبو” التي تعني “مرحباً”، وهناك أغنية تحمل هذا الاسم أيضاً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×