حزينة…! خواطر

نور آل حمادة

حزينة.. الحزن يتغلغل في قيود أعماقي.. لا أشعر .. لشدة حزني.
حزينة بالطريقة التي لا يزول فيها حزني بمواساة ابتسامةٍ صغيرة، أو وجه بشوش، أو عناقٍ دافئ أو تشابك أمان أصابع أحدهم بيدي.
حزينة لدرجة أنني أريد توسد القمر، و إستشعار وحدته، لتبرد روحي مثل برودة سطحه.
روحي تحطمت إلى أجزاءٍ لدرجة أنني عاجزة عن رؤيتها، عاجزة عن البحثِ عنها، عاجزة.. لِدَرجة أنني غير قادرة على تجميع شتات نفسي، عاجزة..لأمحو نُقاط ضُعفي التي حولت روحي إلى سجون مُعتمةٍ بالظلام..

مقيدة بِسلاسل الحُزن، لا يتسلل خلِسةً لقلبي نور المعجزات.. ليمحو قطرات البكاء عن زجاج نوافذ قلبي.. ليتبلل بقطرات المطر، وأمحو غبار الكآبةِ عن روحي.. وأزيل شبكات بؤس العناكب، لتتبدل برياح الربيع و زهور البنفسج.. وأزيل عبوس البائسين لِتُقبل شِفاه الحياة ثغري.

عاجزة.. حزينة، روحي لا تشعر.. لا تشعر بالطريقة التي كأن كل شيءٍ غير مرئي حتى أنا.. كل ما يحدث يُثقل قلبي و يستقر على أجزاء روحي ويحطمني.

حزينة.. لم أعد مهتمة بتصفيف تسريحة شعري، أو إضفاء لمسة براقة من مساحيق التجميل على وجهي. لكنني أفعل! لأنني حزينة بالطريقة التي لا أشعر فيها بحزني.
لا أهتم بدرجاتٍ سيئة أو توبيخ أمي أو سخرية مارٍ غريب، لأنني حزينة.. حزينة بالطريقة التي لا أشعر فيها بحزني.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×