رحمك الله يا ريان القديحي
حسين الدخيل
هناك أشخاص وفقوا في حياتهم لنيل الأخلاق الحسنة الجميلة، وهذا التوفيق من الله سبحانه وتعالى برضا ودعاء والديهم عليهم، فعاشوا في الحياة بكل راحة وسعادة، ويرفع ويقدر الإنسان بحسن تعامله وأخلاقه الطيبة مع الجميع.
والمرحوم ريان عبد العزيز الشيخ حسين القديحي أبا عبدالعزيز اتصف بالأخلاق الحسنة والخصال الكريمة وحسن المعشر، وإحدى هذه الخصال ابتسامته التى لا تفارق محياه، دائما تراه مبتسما بشوشا ذو حديث شيق وجميل.
والذي توفي يوم الخميس الموافق 14 ذو الحجة 1445ه. أثناء وجوده في عمله.
وقد فجعنا بهذا الخبر الحزين المؤلم.
كان عقلي لا يستوعب ما أقرأ من خبر وأنا أقول كيف توفي وهو معنا البارحة ليلة الخميس بضحكته وابتسامته وحديثه، بمناسبة زواج بنت أخيه المهندس رائد عبدالعزيز القديحي أبو محمد، في صالة الملك عبدالله للمناسبات والأفراح.
وكان جالسا معنا بكامل صحته وقد التقطت بعض الصور معه ولكني لا أعلم أن هذه أخر صور يكون فيها معنا.
كان يحب والديه وأهله وإخوانه وأخواته كثيرا، حنون روؤف عطوف دائم التردد لزيارة والدته (أم بابل) الله يحفظها ويطيل عمرها. ساعد الله قلب هذه المرأة الطيبة المؤمنة الخيرة الصابرة المحتسبة أمرها إلى الله.
ورغم عمله فى إحدى الشركات بالخبر، وسكنه بمنطقة الجش إحدى مناطق محافظة القطيف إلا أنه لا يترك والدته ويزورها باستمرار.
وخصوصا في شهر رمضان الفضيل، كان كل يوم يجعل فطوره عندها، ويقرأ بعد المغرب جزءاً من القرآن الكريم وبعض الأدعية الخاصة بشهر رمضان.
.. يرتاح الشخص بالجلوس معه، كان دائم السؤال عن أخواته والاطمئنان عن أحوالهن والقيام بزيارتهن. وقبل شهر تقريبا التقيت معه وقلت له شوف لك يوما لتزورنا في المنزل، ووعدني أن يزورنا بأقرب فرصة، واعتذر لي على أنه مقصر جدا بكثرة انشغاله بالعمل وارتباطاته مع أهله..
وكان مزوحا ومرحا مع أولادي. كانوا يحبونه حبا كثيرا وعند سماعهم خبر وفاته حزنوا عليه حزنا شديدا..
رحلت يا أبا عبدالعزيز عن محبيك وألم الفقد دائما صعب على أي شخص، وكل فترة نفجع بخبر حزين ومؤلم بفقد قريب أو صديق ولكن ما عسانا نقول إلا “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
ونفوض أمرنا لله سبحانه وتعالى ونصبر على قضاء الله وقدره وكلنا راحلون عن هذه الدنيا الفانية.
ولكن الإنسان الطيب يذكر بعمله وفعله وكما قال الشاعر:
وَإِنَّمـا المَـرءُ حَـديـثٌ بَـعـدَهُ
فَكُن حَديثـاً حَسَنـاً لِمَـن وَعـى
وأنت يا أبا عبدالعزيز صاحب أعمال وأفعال طيبة ولن تنسى، وستظل في قلوب وذاكرة محبيك بابتسامتك الجميلة المشرقة على وجهك المنور. وقد شهدنا الحضور الكبير في مغتسل القديح والتشييع والفاتحة في مسجد الإمام علي (عليه السلام)، الملفت للأنظار من أهلك ومحبيك وهذا نتاج عملك وأخلاقك الطيبة الحسنة.
وفدت على رب كريم، وعظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب الأليم.
رحمك الله برحمته الواسعة وحشرك مع محمد وآله الطيبين الطاهرين.
رحم الله تعالى الشاب المؤمن المحترم الطيب الخلوق ريان وأسكنه فسيح جناته مع النبي محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
رحمة الله عليك رحمة الابرار حبيب واخي ريان
رحم الله الاخ الغالي ريان بواسع رحمته وحشره الله في مستقر رحمته وخلف الله على الفاقدين بالخلف الصالح وإنا لله وإنا اليه راجعون