في معرض التراث.. ليس كلّ من رسم فنّاناً الهواة يستحقون الرعاية والتشجيع.. لكنّ القيمة الفنية أهمّ
كتب: محرر صًبرة
تقدّر “صُبرة” الجهد الذي بذله الجهة المنظمة، والدور الذي قدمته جمعية القطيف الخيرية، في التحضير للمعرض التشكيلي. كما تدعو لجميع المشاركين والمشاركات بالتوفيق.
في الوقت نفسه تؤكد الصحيفة تحفظاتها على كثير من اللوحات المعروضة في المعرض، من زاوية فنية احترافية بحتة. وتقترح على الجهة المنظمة التأني ـ مستقبلاً ـ في قبول عرض بعض اللوحات التي لا ترقى إلى وصف “العمل الفني”.
كما تؤكد أن الصحيفة مجرد ناقل لإفادات بعض المشاركين في المعرض، في هذه التغطية.
القطيف: فاطمة آل محمود
أُقيمت أمس الأحد فعالية معرض الفنون التشكيلية “التراث” في جمعية القطيف الخيرية للخدمات الاجتماعية، و افتتحها رئيس جمعية القطيف أسامة بن عبد الجليل الزاير، حيث تستمر لمدة 5 أيام.
شهدت الفعالية مشاركة 23 تشكيلياً تم تكريمهم نهاية الحفل، وتولى أحد المشاركين الرسم المباشر لعرض مراحل تكوين اللوحة الفنية.
من جانبه قال أسامة الزاير “هذه القاعة لكل قطيفي سواء لعمل فني أو غير فني، ولو استطعنا في المستقبل أن نساهم في إيجاد وتكرار هذا المعرض في هذا المكان فعلى الرحب والسعة، ونرحب بكل مجهود يعمل لصالح القطيف، ولأي عمل قطيفي، فهذه المؤسسة إلى المجتمع وأي شيء يبرزها سنساهم فيه”.
وعلّق رئيس فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في المنطقة الشرقية محمد المصلي، قائلاً “تنوعت الأعمال في المعرض ما بين الكلاسيكية والتجريدية والسريالية”. وأضاف المصلي “أتمنى أن يفتح المعرض المجال لرسامي القطيف لإبراز مواهبهم”.
مجرد شخابيط
المُشارك حسين الدوسري قال إنه شارك بـ 4 لوحات وصفها بـ “التجريدية”. وأضاف “اللوحة الأولى تتحدث عن يوم التأسيس، وهي بداية السعودية حيث كانت لا تملك إلا صحراء وماء في قوتها، واعتماد معيشتها على الإبل”، على حدّ قوله.
وقال “أما اللوحة الثانية فتتحدث عن عام الإبل 2024م. واللوحة الثالثة والرابعة طباعيتان، وهما جمال لوني فقط تعتمدان على تفسير الرائي لهما، فقد يرى راءٍ وردة وآخر عصفوراً، ويراها آخرون مجرد شخابيط”.
وعن بداية ممارسته الرسم التشكيلي قال الدوسري “بدأت الرسم منذ المرحلة الابتدائية، ووقتها لم تكن هناك فنون تشكيلية، فقد كنت ممتازاً في المادة الفنية، وأنا هاوٍ وكنت أستخدم هذا النوع من الرسم كتفريغ لمشاعري، فأنا أعشق الألوان، وأسمي اللوحة الصديق المخلص، والصديق الصامت الذي نتحدث معه ونفرغ فيها جميع مشاعرنا”.
من جهة أخرى قالت المشاركة فاتن قريش “شاركت في المعرض بـ 3 لوحات، اللوحة الأولى تمثل زياً تراثياً من شمال المملكة، واللوحة الثانية تجسد ملابس جداتنا في القطيف قديماً ويُسمى – اردى- أي رداء، وكان ذلك قبل العباءة، أما الثالثة فهي لوحة حية من شاطئ تاروت، كنت أرسم السفينة الواقفة”، مشيرة إلى أن معرض التراث يعد أول مشاركة فنية لها.
رب ضارة نافعة
أما الممرضة زينب آل لباد، فقد شاركت بلوحة تبرز فيها أهل الجنوب، وخاصة المرأة العسيرية، وقد أخذت ألوان اللوحة من الطبيعة ومن الجنوب تحديداً، حسب كلامها.
وحول ذلك قالت آل لباد “اللون الأحمر مصدره حجر يسمى حجر المشقة، وهو مأخوذ من الجبال لديهم، والأخضر من البرسيم، والأصفر لون الكركم، والأسود لون الحجر، وهذه تسمى نقوشات القط وهي موجودة على الزي التراثي العسيري”.
وأضافت “بدأت ممارسة الرسم في 2020م تزامناً مع جائحة كوونا، حيث كانت الجائحة سبباً في تطويري، ثم حصلت على دورات وطورت من نفسي بنفسي، والآن أنا أرسم طلبات خاصة، وأقدم دورات للأطفال، ولدي مرسم خاص بي”.
وأشارت آل لباد، إلى أنها شاركت في معارض كثيرة في البحرين والأحساء، وانضمت إلى جماعة الفن في القطيف، وتشارك حالياً في أغلب الفعاليات.
من جهة أخرى أوضحت المشاركة ماجدة آل أمان، طبيعة الرسم الذي شاركت به في معرض التراث قائلة “شاركت اليوم بنوع من الرسم يسمى الرسم التطبيقي، وهو التطبيق والرسم على المواد، وبدأت هذه الهواية تظهر لدي منذ الصغر، وقد كنت أعشق الرسم وأعشق الحرفة، فسألت نفسي لم لا أجمع بين الأمرين، وفعلاً خلال جائجة كورونا في 2020 بدأت بجمع الهوايتين وهذا ما استخرجته منهما، وشاركت في مجموعة من الفعاليات في القطيف والدمام، مثل جزيرتنا خضراء، وفعاليات البيئة، وفعاليات أخرى”.
أما المشاركة نجاة الفريد، فتحدثت عن بداياتها مع التشكيل قائلة “بداياتي كانت منذ أيام المدرسة في الرسوم الكرتونية المتحركة، ثم رسمت أشخاصاً، وكذلك رسمت شخصيات خيالية، تزوجت في سن صغيرة 17 سنة، فأخذتني مشاغل الحياة والأولاد عن هوايتي، وتوقفت عن الرسم 25 سنة، ولم أعد إلى هذه الهواية إلا حين كبر الأولاد وسافروا لإكمال دراستهم في الخارج لشعوري بالفراغ”.
وأضافت “حين عدت للفن مارست الحرق على الخشب لمدة 5 سنوات حتى تمكنت منه، ثم توجهت للرسم بالإكريليك فترة ليست بالقليلة، وبعدها تحولت إلى الرسم بالألوان الزيتية حتى تمرست فيه، ثم أصبحت أرسم بعدة خامات منها الخشبية والباستيل.
شاركت في عدد من المعارض المحلية، كما زرت معارض فنية في أمريكا مع ابنتي كونها تدرس هناك تخصص الفن التشكيلي”.
وتابعت “كان أول معرض شاركت فيه في صفوى في حديقة في نشاط لجماعة “منارات مشرقة”، وكان المعرض يضم عائلتنا كوني من عائلة فنية لديها الكثير من الرسامين والشعراء وجميع الفنون. كما شاركت في الواجهة البحرية والكثير من الفعاليات في القطيف، والدمام، وتاروت”.
المشاركة سكينة حسين، تعلمت الفن من والدتها وبدأت بالرسم، وحول ذلك قالت “أخذت هذه الموهبة من أمي، وأنا مشاركة مع أختي وأمي الآن، وبدايتي كانت بتقليد أمي عندما كانت ترسم، والآن أنا أمارس الرسم منذ 12 عاماً، و مررت بانتقادات كثيرة لكن أكثر شخص كان يشجعني هي أمي وبعدها أبي وكان فخوراً بي كثيراً”.
وحول لوحتها أوضحت سكينة “شاركت برسمة بالفن التجريدي، وقد جردت فيها النساء من الملامح وألبستهن الزي السعودي، وجعلت تكوين اللوحة تكويناً هرمياً تحتضن فيه الأم بناتها، واستخدمت اللون البني كخلفية للعودة إلى التراث السعودي”.
أما المشاركة فخرية الحبيب، فقالت “شاركت هذا في المعرض برسمة ليد للمؤسس وهو جالس على أريكته، تظهر مدى حكمته لتدبير الأمور، وبجانبه السيف الذي ورثه عن والده”.
وعن بداياتها قالت الحبيب “كانت بداياتي بسيطة بألوان الإكريلك، ثم الألوان الزيتية، وأصبحت أشارك في معارض ومهرجانات محلية، ولم أشارك خارج السعودية، وقد شاركت مع التشكيلي عبد العظيم الضامن وعُرضت بعض لوحاتي للطائف، و أبها، وجدة، كما شاركت في مهرجان “الدوخلة”، ولدي عضوية في جماعة الفن التشكيلي وجمعية جسفت.”
من جهة أخرى قالت المشاركة منى الأنصاري “بدأت موهبتي من الصغر، وأصبحت معلمة جغرافيا، حيث دخلت هذا التخصص كونه يحمل رسماً للخرائط وقتها، ولم يكن لدي خيار آخر وقتها ولكن عندما تقاعدت من الوظيفة تذكرت موهبتي وشاركت في دورات وطورتها، لكن وبحكم الوظيفة والعمل انشغلت عنها وساعدتني جائحة كورونا في تطويرها.”
وأضافت الأنصاري “اشتركت في العديد من المعارض المحلية والدولية مثل العراق، ومصر، و أوربا، واشتركت في عدة نوادٍ مثل نادي مواهب آرت، والآن اشتركت بهذه اللوحة مستخدمة أسلوب الفن التكعيبي المبسط، وكانت بمناسبة يوم التأسيس رسمت فيها المباني التراثية في الرياض، واستخدمت ألوان الإكريلك”.
أما المشاركة فاطمة المسلم، فقد شاركت بلوحة تتكلم عن التراث في المملكة، وتعطي طابعاً عن الحضارة القديمة، مع الزخارف التي تستخدم حتى الآن.
من جهة أخرى قالت المشاركة أميرة الشيوخ “شاركت بعدة لوحات، الأولى تتحدث عن التراث الخليجي وتعبر عن عروس الخليج، استخدمت فيها الألوان الزيتية، والثانية تتكلم عن التراث الأوروبي بـ 8 ألوان زيتية”.
وأضافت “بدأت عام 2000م، وهذا ثاني معرض أشارك فيه، وكنت سابقاً أجد صعوبة في الخروج بلوحاتي لأنني فتاة، كما كان الناس يقومون بالرسم التصويري، أي رسم شخص حقيقي أكثر من الرسم بوضعيات مختلفة، لكن الآن مع التطور أصبح الموضوع أسهل ومُحتضناً، ومرغوباً”.