انتصار العوّامي.. صنعت العمل الحرّ.. وبدأت بـ “جمعية” تفرّغت لصيانة الجوالات وطوّرت مهاراتها بعد سنوات من قيد الوظيفة

صفوى: صُبرة

في الرابعة عصراً؛ تفتح محلَّها، وتبقى فيه حتى العاشرة مساءً. وأحياناً تُمدّد الوقت إلى الحادية عشرة إذا تطلّب الأمر. طيلة هذه الساعات؛ تبقى مرتدية نقابها. تستقبل الزبائن، تتفحّص جولاتهم، تُخبرهم بما يحتاجه كلّ جهاز، وعلى ما يرغب الزبون تُنجز العمل.

بين جهاز آيفون، وآخر هواوي، وثالث جالاكسي، ورابع، وخامس.. تتحرك أصابع السيدة انتصار العوامي في الصيانة. حرفة تبدو وكأنها أعمال حياكة في يد امرأة. مشهدٌ ليس مألوفاً، لكنه سوف يكون كذلك في السنوات المقبلة.

المحل الوحيد

منذ أكثر من عام ونصف العام ومحلّ انتصار العوامي هو الوحيد الذي تملكه وتعمل فيه امرأة، في شارع …. المعروف شعبياً بـ “شارع المطاعم”. وهو المحل الثاني في صفوى بهذه الصفة. مشروع صغيرٌ غامرت فيه هذه السيدة السعودية بمبلغ بسيط لا يتعدّى 20 ألف ريال، هو كل الذي حصلت عليه من جمعية شاركت فيها. وضعت المبلغ في المحلّ الذي كان يعمل فيه مقيمٌ آسيوي.

دورة أولية

وبعد حصر مهنة بيع وصيانة الجوّالات في السعوديين؛ اشترت المحلّ من مالكه السابق، وأعادت تأهيله وتغيير ديكوره، واشترت بما تبقّى من المال بضاعة، وعرضتها في المحل، لتجرّب حظّها في التسويق. لكن البيع لم يكن الخدمة الوحيدة التي تُقدّمها للزباين.. هناك خدمة الصيانة التي برعت فيها السيدة انتصار. سبق أن حصلت على دورة أولية، وسرعان ما ساعدت نفسها بنفسها في تطوير مهاراتها..!

براعة امرأة

بعد أكثر من 18 شهراً من العمل؛ اكتسبت البراعة. الأمر لا يتطلّب الكثير، سوى الممارسة والرغبة. والسيدة انتصار لا ينقصها شيءٌ من ذلك. أرادت حرفةً في اليد لحماية كرامتها، ولم يمنع كونَها امرأة من أن تقف خلف “كاونتر” المحل؛ لتواجه الرجال والنساء وتتعامل معهم بكل ثقة.

مشاكل أجهزة الجوال معتادة، بعضها في “السوفت وير” والإعدادات وحفظ الأرقام السرية في الـ “آي كلود”، والبريد الإليكتروني، وصولاً إلى “الفرمتة”. وبعضها في “الهارد وير”، وقطع الغيار ومشاكل الكسر والتلف. لا فرق بين سعودي ومقيم في اكتساب مهارات الصيانة. والسيدة انتصار تعرف ذلك، وحين وضعت “جمعيتها” في المشروع؛ كانت تعرف أنها “تُغامر”، إلا أنها وضعت خطتها وحسبت حساب المخاطرة، ثم بدأت المشروع. كان المهم عندها؛ أن تركّز على عمل تُجيده، أن تبذل جهدها وتخلص له، أن تكون واضحة مع زبائنها، أن تدفع عجلة العمل ليسير على الطريق.. الرزق لا يأتي بسهولة، وعلى المرء أن يسعى في طلبه..!

عمل حر

بعد 18 شهراً من العمل الحرّ؛ راجعت السيدة انتصار ماضيها في العمل الوظيفي.. سبق أن عملت 16 سنة في الجمعية الخيرية، وعملت أصباغ الجزيرة، ومطابع البيان، وعملت في مجمع أسترو.. ثم قرّرت أن تستقلّ بعملها. وحين تقارن بين الوظيفة والمحل الحرّ؛ فإنها لا تقبل المقارنة.. العمل الحرّ هو الأفضل..!

وفي الوقت الراهن تعمل وحدها في المحل، لكنّ طموحها هو أن تتوسّع مستقبلاً، راهناً تحاول مسايرة وضع السوق، مع الحفاظ على توازنها المالي بين مصروفات المحل وإيراداته.. وحين تتوسّع سيكون هناك من يعمل معها..

شاهد انتصار العوامي.. فيديو

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×