العراق وسعة صدر السعوديين
حبيب محمود
السعوديون ذهبوا في تطوير علاقاتهم بأخوانهم العراقيين إلى الحدّ الأقصى. وفي بحر أقلّ من شهر؛ شاهد الناس السفير السعودي شخصياً في حرم الإمام الحسين، ثم حرم الإمام علي، عليهما السلام.
والميزة ليس في كونها سابقة تاريخية؛ بل في تأكيد أن اليد السعودية ممدودة للمصافحة، بل والصدر السعودي رحب لمعانقة الأخوة في الجمهورية العراقية.
إنه ليس موقفاً تكتيكياً يلعب على فنّ الممكن، فقد سبقت ذلك مبادرات أشمل وأوسع وأعمق، على صعيد العلاقات الاستراتيجية بيننا وبين العراق الشقيق، ضمن استراتيجية أوسع شملت دول الخليج أيضاً. إنها رؤية سعودية جادة وواضحة وشفّافة في تنقية الهواء العربي والإقليمي من عوالق التاريخ وأزمات الماضي.
السعوديون أكثر جدّية في المضيّ قدماً نحو تطوير العلاقات البينية مع دول الإقليم على وجه خاص، والمجتمع الدولي على وجه عام. وأساس ذلك هو الرؤية السعودية الشاملة في التركيز على مواصلة البناء الداخلي، ورعاية المصالح الاستراتيجية، ووضع الإنسان السعودي هدفاً مباشراً في بناء المستقبل.
ومن أجل ذلك؛ تُبذل جهود غير مسبوقة، في تأسيس وتطوير شراكات اقتصادية وتجارية وتعزيز مصالح، وإعادة ترتيب أوراق، وبناء تفاهمات جديدة.
ومع الأخوة العراقيين؛ قُطِع شوطٌ طويلٌ في هذا السبيل الخيّر، ضمن إصلاح الشأن العربيّ، واحترام الجوار، وتطلُّع القيادتين والشعبين إلى مزيد من التقارب والشراكة.
وما أُنجِز، حتى الآن، يُسجّل ويُقدَّر ويُحترَم، بل ويستحقّ أن يُحمى بتجاهل ما يمكن أن يمسّ هذا المنجز الطيب.
نحن ـ السعوديين ـ في حالة تأييدٍ جازمة وواضحة لخطوات قيادة المملكة في هذا الطريق. ونتوسّم في أخوتنا العراقيين، أن يكونوا نُظراءَ لنا في المشاعر والرؤية والطموح. وأن يتّسع صدرهم كما اتسع صدرنا لأخوتنا في الجوار العربي، والدم العربي، والمحبة العربية.