إبراهيم الهارون.. المعلّم الرائد وموحّد “النسور” و “الطيران” نشأ يتيماً.. وحمل الثانوية مبكراً.. وأدار مجموعة مدارس في وقت واحد

جلال الهارون

قبل سنوات وبينما أن أقرأ في رواية لسلمان العيد بعنوان “مواقف تعانق الزمن”، وجدته يذكر في البداية الآتي:

“بفضل من الله التحقت بالتدريس في مدرسة تاروت المتوسطه تحت اشراف المدير الأستاذ ابراهيم بن عبدالرزاق الهارون، هذا الرجل التربوي الفاضل، الذي عرف بحسن إدارته وتحمله للمسؤوليه، لذلك لم يكن غريبا أن يتولى في وقت واحد إدارة مدرستين في جزيرة تاروت (المتوسطة والثانوية)”.

جده لأمه الذي رباه يتيماً

وقبل أيام قليله وأنا أقلب وابحث في أرشيف صحيفة اليوم، وقفت على الكثير من الأخبار والتقارير التي توثق إنجازات وإسهامات الأستاذ إبراهيم الهارون الرياضية في دارين، وكان من بين أهم ما وقفت عليه تقرير يتحدث عن دوره في تأسيس نادي الجزيرة بدارين، وإدارته بعد ذلك لسنوات طويلة.

عندها أحسست بتقصيري وتقصير الكتاب في محافظة القطيف، فعلى الرغم من التراجم العديدة التي كُتبت ونُشرت، إلا أن الأستاذ ابراهيم الهارون لم يترجم له بعد. ورأيتُ أن من المهم تدوين سيرة الرجل، وبالقدر اليسير.

الولادة والنشأة

هو ابراهيم بن عبدالرزاق بن محمد الهارون، ولد في بلدة دارين شرق المملكة العربية السعودية، قرابة عام 1359هـ، وعاش طفولته يتيمًا، فقد توفيت والدته السيدة الفاضلة نجلاء بن أحمد بن زنيد البوفلاسه وهو طفل صغير، لذا عاش طفولته متنقلًا بين بيت والده الطواش عبدالرزاق الهارون وبين بيت جده لأمه الوجيه البحريني السعودي أحمد بن زنيد البوفلاسه، وكان الأخير احد كبار عشيرة آل بوفلاسة في البحرين ودارين.

والده عبدالرزاق بن محمد الهارون تاجر لؤلؤ

التعليم

بداية درس “إبراهيم” القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة والخط كانت عند كتاتيب في بلدة دارين، وكان من أشهرهم يومئذ، السيد صالح بن السيد ابراهيم السادة، وابن مسعود، ولكنه انتقل بعد ذلك إلى أول مدرسة سعودية نظامية حكومية تأسست في دارين في عام 1366هـ، وكان مقرها في منزل الوجيه عبدالله بن محمد أبو عائشه، وفيها أكمل “ابراهيم” دراسته الابتدائية.

وبما أن التعليم كان محدودًا في ذلك الزمن، اضطر هو ومجموعه من زملائه إلى السفر الى الأحساء لإكمال المرحلة المتوسط، وبالفعل سافر إلى هناك والتحق بمدرسة الهفوف الأولى، ومن أشهر زملائه الذين انتقلوا معه من دارين إلى الاحساء، محمد بن عبدالله أبو عايشه وخليفه بن السيد احمد الساده، والسيد هاشم بن السيد صالح الساده، وجاسم إبراهيم الانصاري، وجاسم بن صالح الانصاري، ومحمد حمد اليوسف الذوادي.

وبعد تخرجه انتقل إلى الدمام وأكمل فيها المرحلة الثانوية، وبذلك أصبح مؤهلاً لبدء حياته العملية، وفقًا لظروف متطلبات ذلك العصر.

إبراهيم الهارون

الهارون معلماً

وبعد حصوله على الشهادة الثانوية، عُيّن معلّماً للغة العربية والدين في مدرسة الثقبة في مدينة الخبر التابعة لشركة أرامكو. وخلال هذه الفترة حصل على فرصة الابتعاث إلى الجامعة الأمريكية ببيروت، لإتقان بعض المهارات الفنية والإدارية التي تمكنه من تدريس وتعليم الطلاب، وبعد سنوات من العمل في الثقبة، انتقل إلى مدرسة سيهات وعمل معلماً، وهذا أتاح له تكوين علاقات قويه ومتينة مع أهالي سيهات.

ثم ظهرت حاجة ملحة إلى تعيين مدير لمدرسة الساحل المتوسطة بتاروت، وبالفعل وقع الاختيار، وتم تعيينه في هذه المدرسة مديرًا، وعندما أثبتت جدارة في الإدارة، أوكلت إليه مهمة إدارة مجموعة من المدارس في المحافظة في أن واحد، منها متوسطة الساحل وثانوية الساحل وبعض مدارس التعليم المسائي ومدرسة سجن القطيف.

إسهاماته الرياضية

كان الأستاذ إبراهيم الهارون محبا للرياضة بشكل عام، ومن أهم الإنجازات التي تحسب له، تأسيسه لنادي الجزيرة بدارين، العام 1386هـ، حيث إنه وجد في دارين فريقين لكرة القدم غير مسجَّلَين رسمياُ هما فريق النسور والطيران.

عندها فكر في دمج الفريقين معًا، وتأسيس نادي الجزيرة المعروف حاليًا، وبالفعل تم أخذ جميع الموافقات الرسمية، وبعد تأسيس النادي أصبح هو أول رئيس له.

وفاته

توفي الأستاذ إبراهيم بن عبدالرزاق الهارون في دارين قرابة عام 1999م ودفن فيها.

‫7 تعليقات

  1. اتقدم بالشكر الجزيل للاخ والمؤرخ جلال الهارون على كلامته الطيبة، وآتي على تصحيح بسيط وهو ان والدي رحمه الله توفي في عام 2001 وليس 1999.
    كذلك اشكرا واقدر كل من اشار واضاف كلمات و شهادات مماثلة اعتز بها.

    كان المرحوم ابنا بار، واخا محبا، وصديقا وفيا، وجارا أمينا، ومربيا فاضلا، ورجلا كريما، وأبا معطاء وقائد لكل خير ولكل من حوله القريب والغريب على حد سواء.
    لم يدخر جهدا وسخر كل مايملك من مال وجهد وعقل وعلاقات لمساعدة من حوله والرقي والتقدم بمجتمعه الى اقصى علو ممكن.

    عمل كمدير وتربوي في عدة مدارس ومعاهد واعتبر كل المعلمين والطلاب أبناءه وكان حريصا على حاضرهم في ذلك الوقت ومستقبلهم العلمي والعملي اليوم، كانت علاقته بهم تمتد خارج اسورا المدارس والمعاهد.

    كان رياضيا متميزا ومحب لجميع انواع الرياضية ويؤمن انها ضرورة لسلامة الابدان والارواح فأنشأ نادي الحزيرة وعمل كأول رئيس له وقدم له كل اسباب النجاح، وقاده لبطولات على مستوى المملكة والشرق الاوسط.

    كذلك سعى مع مجموعة من الرواد لإنشاء جمعية دارين الخيرية وعمل كرئيس لها، والتي قدمت الكثير من الخدمات والدعم والمشاريع لخدمة المجتمع وتم من خلالها افتتاح اول رياض اطفال بالمنطقة.

    كان رجلا يحب العطاء من اجل العطاء ويجد سعادته به، كان محبا للنجاح والصعود بكل من حوله، واعتبر كل من احاط به واحد من ابناءه وافراد اسرته.

    افخر به كأروع رجل وقائد وصديق عرفته في حياتي تعلمت منه الكثير ومازلت اتعلم من ذاكرة مواقفه كل ماهو فاضل، وافخر به كأب واعتبر نفسي من اكثر الناس حظا في هذه الحياة لكونه والدي. كان في حياته شمسا لاتغيب عن كل عمل خير ومازل عمله وذكره الطيب مشرقا من بعده. رحمه الله وجمعنا واياه في مستقر رحمته ونعيم جناته وجعلنا خلفا لخير سلف.

  2. درست سنة واحدة في ثانوية تاروت وكانت المدرسة تحت ادارته رحمه الله وغفر له وكانت من اجمل السنوات فجزاه الله الف خير وكتب له المغفرة والرضوان

  3. السلام عليكم
    أبناء تاروت يحبون كثيرا هذا الرجل رحمة الله عليه فقد كان أبا ومربيا يحب مصلحة أبناء المنطقة وفعلا تخرج من مدرسته التي كانت باسمه لقوة شخصيته الكثير من الأدباء والمهندسين والأطباء والمعلمين وغيرهم بفضل الله تعالى وبفضل إدارته الحكيمة وذلك الجيل الجميل كان لايتجرأ على قصة شعر أو تجاوز على معلم أو أو وذلك بفضل المرحوم بإذن الله الأستاذ إبراهيم الهارون رحمه الله تعالى وغفر له وللمسلمين.

  4. السلام عليكم
    لأن تأتي دارين بمثل هذا الرجل كان يقود العلم والرياضة و الاجتماعي في جزيرة دارين و تاروت

  5. و من لا يعرفه في جزيرة تاروت؟!!
    الطيب عند ذكره.

    حتى كنا نسمي ثانوية تاروت بثانوية الهارون (رحمه الله و جعله في جنات النعيم) و كم لهذا الرجل من مواقف معنا أبناء جزيرة تاروت تدل على رجاحة عقله و حسن تصرفه.

  6. تغمده الله بواسع الرحمة والرضوان
    وتحية تقدير وإجلال له ولجميع الرواد الأوائل الذين تركوا بصمة ريادية في المجال التربوي والرياضي في المنطقة

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×