أرى الفتور على عينيكِ يرتسمُ
طاهر الفلفل
أرى الفتور على عينيكِ يرتسمُ
فهل تلاشى الهوى واستيقظ الندمُ
حتى التحايا ونار الشوقِ قد خمدت
وبهجة الوصلِ بالأعذار ترتطمُ
تمشي تحث الخطى بالطرف ترقبني
لو صادفت نظرتي في الدرب تحتشمُ
هل يذكر الخدُ كم قبلته عددًا
والثغرُ والنحرُ يجني وردهن فمُ
تمرُّ من جانبي لا عينها غمزت
ولا سلام بهمسِ الشوقِ يقتحمُ
تخفي ربيع خدودٍ بالورودِ زهت
ويح النقاب فسحرُ العينِ ينتقمُ
تسبي الفؤاد إذا ما أمعنت نظرًا
والويلُ إن أعرضت فالخوفُ متهمُ
قد يسطع الخدُ ما بين النقاب سنا
كالبدر بين ظلال السحب ينسجمُ
أقسى العقوبة هجرًا ليس فيه رضًا
يا ربة الحسنِ ساء الظنُ والفهمُ
يا من تركتِ بقلبي حرقة وأسى
كلُّ الهيام بهذا الفصل يُختتمُ؟
كم سيّرتني على درب الهوى شغفًا
إن صح منكِ الهوى لا تُنكث الذممُ
يا حيرة العقل من هجرٍ بلا سببٍ
الصدٌّ بالصدِّ قد يستفحلُ الألمُ
ناءت بحملِ الجوى روحي وما وقفت
عن المسيرِ ولا زلت بي القدمُ
والسرُّ في القلبِ والأضلاعُ تحرسهُ
والاسمُ بين بحور الشعرِ يكتتمُ
حتى الوداع تهجى نطقهُ وبكى
في لحظةٍ ساد فيها الحزنُ والوجمُ
فلوحت لي بكفٍ والصباحُ دَجى
هذا الفراقُ وجسرُ الوصلِ ينهدمُ