قرية عبدالقيس بين الدمام والخبر اكتشاف 2010 أزاح النقاب عن أثر يعود إلى القرن الهجري الأول

القطيف: صُبرة

في فبراير 2010، كشفت الهيئة العامة للسياحة والآثار ـ كما كان اسمها ـ النقاب عن موقع أثري مهم يقع بين الدمام والخبر. كان كشفاً كبيراً يُعلن عنه للمرة الأولى، وموضوعه تحديد موقع قرية من قرى قبيلة “عبدالقيس” التاريخية.

وفي المكان المعروف بـ “الراكة”، حضر نائب رئيس الهيئة ـ وقتها ـ الدكتور علي بن إبراهيم غبّان، وعقد مؤتمراً صحفياً تحدّث فيه عن تفاصيل الاكتشاف التاريخي المهمّ يخصّ القبيلة التي استوطنت الساحل الغربي من الخليج العربي منذ ما قبل الإسلام، وانتشرت فروعها فيما كان يُسمّى بـ “بلاد البحرين” التي كانت ممتدّة من “كاظمة” جنوبيّ الكويت اليوم حتى “شقّ عُمان”، حسب التعبير التاريخيّ القديم.

قرية تاريخية

وطُرحت التفاصيل، بعد جهود شهرين على يد 8 باحثين أثريين سعوديين و 30 عاملاً، أجروا أعمال مسح وتنقيب وبحث، أثمرت عن تحديد موقع تاريخي لقرية تعود إلى القرن الإسلاميّ الأول، محتفظة بأهم معالمها العمرانية وكثير من مقتنيات سكانها.

تم تحديد معالم الموقع، ورُفعت آثار صغيرة من الأدوات المنزلية التي كانت متناثرة في المباني المحتفظة بأساساتها وأجزاء مهمة من جدرانها، في الموقع المسجل ضمن الآثار السعودية منذ عام 1397هـ برقم 208/ 105.

القرن الأول

وقد توصّلت العمليات إلى إظهار قرية شبه متكاملة تعود إلى القرن الأول الهجري، ويمتد السكن فيها إلى القرن الثاني، حسب القطع الأثرية التي تم اكتشافها في الموقع. أما الملامح المعمارية في الموقع؛ فهي مكونة من 20 منزلاً، ويتكون كلّ منزل من ثلاث أو أربع غرف، مع فناء يضمّ وحدات خدمية، مثل مطبخ ذي أفران بدائية. وأمام كل مجموعة من منازل بئر وحوض ماء.

تجار لؤلؤ

أما المحتويات اللافتة؛ فهي “المدابس”، وهي مواقع في كل منزل تُستخدم لتخزين التمور، وأسفل كلّ غرفة توجد جرة فخارية مثبتة تحت الأرض. وهذه الطريقة البدائية هي التي لا تزال تُستخدم حتى الآن في تقطير “الدبس” من التمر. ولوحظ في الموقع أن في كلّ منزل موقعاً للتقطير مرفقاً بمخزن التمور.

كما وُجد في الكثير المواقع مجموعات من القواقع البحرية والمحار، وهو ما يعطي دلالة على أن سكان تلك القرية يتاجرون في اللؤلؤ. وخلال الجولة تم استخراج قدر من الحجر الصابوني، وكذلك صحن كبير من الخزف، وزير لشرب الماء.

وأشارت الدلائل إلى أن المكان لم يهجر نهائياً، حيث وُجدت فيه مواد وعملات من هذا العصر، وأن هناك قبائل من الهواجر والدواسر كانوا ينزلون فيه خلال الربيع.

تعليق واحد

  1. هيئة الاثار في المنطقة الشرقية تحتاج إلى الشفافية في الإعلان عن الاثار المكتشفة ما يتم كشفه خلاف ما يتم إعلانه

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×