القطيف.. 4 عتبات في أمسية جمالية الصوت بين القرآن والأدب نظمها نادي تمائم أدبية بحضور أدباء ودارسين
القطيف: صبرة
متابعة: جمال أبو الرحي
احتضن مسرح جمعية القطيف الخيرية مساء أمس الأربعاء، أمسية “جمالية الصوت بين القرآن والأدب”، والتي نظمها نادي تمائم أدبية، فى حضور عدد من الشعراء والأدباء والدارسين والمهتمين في محاولة للاقتراب من حالة التماس بين القرآن والآدب بتكثيف استخدام الحواس في عدة محاور فنية وبصرية ونغمية وإيقاعية وشعرية.
وقد دارت محاور الأمسية للحديث عن أربعة عتبات تحدث فيها كل من الشاعر، هادي رسول، ورائد الجشي، وحسن رضوان، وياسر الغريب، وحسن الدحيلب.
العتبة الأولي
في العتبة الأولي التى قدمها الشاعر ياسر الغريب أكد إن الشعر نص يستضيف الكثير من نصوص الحياة بما يملك من طاقة لغوية انفتاحية يتعالق ويتثاقف معها، وتحدث عن الاقتباس القرآني عند شعراء العرب مثل الثعالبي الذي ألف كتاب “الاقتباس من القرآن الكريم” واستشهد بأبيات للثعالبي في وصف يوم حار:
ربَّ يومٍ هواؤُه يتلظَّى
فيحاكي فؤادَ صَبٍّ متيَّمِ
قلتُ إذ صَكَّ حَرُّه حُرَّ وَجْهي
{ربَّنا اصرِفْ عنَّا عذاب جَهَنَّمْ}
ثم استشهد بأبيات للشعراء العرب القدامي مثل حسان بن ثابت وأبي نؤاس قبل أن يتحدث عن تجربته الشخصية في قراءة القرآن بحثا عن أمسية جمالية الصوت بين القرآن والأدب المزيد من الاقتباسات ثم عرض نماذج من شعره الخاص مثل اقتباسه ن سورة الإسراء في قصيدته “على شفا جرف هار”:
فيا أيها الجاني بما ساسه العدا
أتسمع ظلي حينما بث شكواه ؟
أتسمع قول الحق ملء جوانحي :
{ولا تقتلوا النفس التي حرم الله… }
العتبة الثانية
وجاءت العتبة الثانية تحت عنوان: “الإيقاع الداخلي بين الصوت والسكت” وقدمها الشاعر رائد أنيس الجشي وتحدث عن الإييقاع الداخلي والموسيقى المعتمدة على إعطاء الحرف حقه من خصائصه الذاتية بشكله المستقل أو عند تجاوره مع حروف أخرى وعن فونيمات المفصل التي توافق السكت في القرآن ممثلا ذلك بآية (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) إذا أن عدم السكت بين مرقدنا وهذا يولد ثقلا في التنفس والنطق حتى دون ترتيل بالمقامات وما يشابهها في التقنية عند أحد الشعراء القدامى:
لا تعرضن على الرواة قصيدة
ما لم تكن بالغت في تهذيبها
وإذا عرضت الشعر غير مهذب
عدوه منك وساوسا تهذي بها
وبين تهذي وبها ليتضح المعنى، وأضاف إن تكرار الفونيم الواحد وعن تكرار النسق مستشهدا بكثير من الآيات القرآنية وتجلياتها في الشعر العمودي وقصيدة نثر مثل صوت حرف السين في سورة النساء (بئس الاسم الفسوق) وتجليات التكرارات في قصائد الماغوط والصاحب بن عباد وختم بمقطع يجمع فيه بعض التقنيات النغمية تستعيض عن ترتيب الأشطر بترتيب نغمات التنفس منها:
(مثقل بفراغ عيدٍ/ خطوةٌ لمّا تتحرَّر بعدُ / قوس فمك/ نقشٌ/ صخريٌ/ موغل في القدمِ/ وابتسامتها / صباحٌ ساربٌ في الحب).
العتبة الثالثة
وجاءت العتبة الثالثة تحت عنوان: “النغم: لفظ ومعنى، مقام وعروض” وقدمها المقرئ حسن الدحيلب وتحدث بها عن موسيقى الكلمة والإعجاز الصوتي في القرآن ولأوزان العروضية والمقامات الموسيقية مع تظافر اللفظ والأداء في التأثير وإيصال المعنى عرض فيه وشرح أمثلة لبعض القراء الكبار مثل:
الشيخ مصطفى إسماعيل ثم وضح بأمثلة قرآية الدلالة الصوتية لحروف الكلمات مثل آية “رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ”: نلاحظ جليا ما أحدثته الألفات بمدها.
العتبة الأخيرة
وجاءت العتبة الأخيرة تحت عنوان: “الإيقاع البصري في التكوين” وقدمها الخطاط الأستاذ حسن رضوان متحدثا عن تجاربه، وفي الخط إبرز السيادة في المعنى والإيحاء واختيار شكل القالب ولغة التكوين وعملية الإيقاع التي تخاطب العين أولا بنظام تكراراتها ومفردات التناظر والتقابل.
مبينا أن الفن الإسلامي في الخط العربي يجسد مفاهيم التوحيد وروح المسلم مثل الاتقان “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه” واستعرض العديد من التجارب المميزة موضحا ذلك منها حيث أعطى السيادة لكلمة “محبة باللون الأحمر” والبنط الأعراض بحيث تجذب العين عند النظر إليها ثم يبحث المتأمل عن بداية النص القرآني وينساب معه منسجما في تلاوة النص كان حفلا بهيجا بحضور نوعي مهتم بالشعر والخط العربي والأداء الصوتي جمعهم صوت القرآن وإعجازه الملهم لكل العلوم والأداب بمختلف مشاربها.