لغزان بيئيان غير قابلين للحل.. حرائق بر المطار وتلوث شاطيء سيهات المطلوب تحرُّك صارم لمحاسبة المتسببين وإيقاف تكرار التلوّث البرّي والبحري
القطيف: معصومة المقرقش، ديسك صُبرة
يقال إن كل مشكلة ولها حل، إلا أن مشكلة تلوث شاطيء سيهات، وحرائق بر المطار غابت عنهما الحلول منذ سنوات، رغم المعاناة وتكرار الحوادث في البر والبحر.
وما بين مياه سوداء وأخرى حمراء، يظهر شاطيء سيهات، ومازالت المشكلة مستمرة، ناهيك عن الرائحة التي لا تتحملها الأنوف، وما خفي من أضرار كان إعظم، حيث أن الأمر لا يتوقف عند الرائحة أو اللون، ولكن يتضمن أيضاً نفوق الأسماك، في بعض الأحيان.
الفيديو الأخير
آخر ما ظهر؛ فيديو وثقه مواطن كان بمثابة السكين الذي فتح الجرح من جديد، هذا إذا كان الجرح قد طاب من الأساس، مياه سوداء ملوثة يتضح لمن يراها دون تدقيق أو تحليل أنها مياه صرف صحي غير معالجة تختلط بمياه البحر الأزرق.
وبتعليق تملؤه الحسرة يصف المواطن حسين المعتر حال المياه “تعودنا على الألوان، المياه باللون الأسود، والله حرام”.
10 فيديوهات في سنة؟
وقال إنه وثق بكاميرا جواله خلال سنة 10 فيديوهات توضح تلوث بحر سيهات بعدة ألوان بدءاً باللون الأحمر وانتهاءً باللون الأسود، معبراً عن شديد استيائه لما آلت إليه البيئة البحرية في الساحل الشرقي وعلى الأخص ما يتعرض إليه بحر سيهات منذ سنوات.
وتساءل المعتر لـ” صُبرة”: إلى متى ونحن نرصد هذه المشاهد المُلوثة للبيئة البحرية، فمن المسؤول عن متابعة هذا الملف والتصدي له بكل حزم، داعياً إلى ضرورة معرفة مصادر هذه الألوان التي تلون بحر سيهات الأزرق من حين لآخر ومن شهرٍ لشهرٍ ومتابعة ما يُصب في هذه الأنابيب التي تشكل خطراً بيئياً كبيراً، ومراقبة ما يرمى من نفايات المصانع السائلة.
وبين أن تلوث البيئة البحرية على الساحل الشرقي ينافي تماماً رؤية المملكة 2030 وما تدعو إليه من جذب سياحي، ناهيك عن فقدان كميات كبيرة من الثروة السمكية التي تشكل عنصراً أساسياً في غذاء الإنسان، وتغير التركيب والخواص الطبيعية والكيمائية والحيوية لمياه البحر.
المشكلة كما هي منذ سنوات، رصدتها صبرة من قبل، وحتى اللحظة لم تُعلن أي جهة رسمية مسؤولية أي جهة عن المشكلة البيئية المستعصية.
وعلى الرغم من المطالب المتكررة من أهالي مدينة سيهات لإيجاد حل لهذه المشكلة التي تعاود الظهور بين وقت وآخر، إلا أن هذه المطالب لم تصل بهم إلى أي حلول جذرية لعلاج التلوث، ومشكلة مصبات الصرف الصحي المتصلة بالكورنيش، ما يتنافى مع الصورة الحضارية للمكان، ليكون وجهة مناسبة لمرتادي الكورنيش.
حرائق بر المطار
ومن تلوث البحر إلى تلوث البر، تجد حرائق بر مطار الملك فهد هي المشهد الأكثر غموضاً خلال الفترة الأخيرة، فالحرائق تشتعل دون مبرر أو سبب مفهوم. بحسب فيديوهات وصور رصدها متتابعة عضو مجلس أعمال القطيف جعفر الصفواني، وهو من المهتمين بالبيئة أيضاً.
الترجيحات تقول إن الحرائق مفتعلة، نظراً لتكرارها بنفس النهج، ورغم ما يعقبها من مطالبات بضرورة تدخل الأمن البيئي لمتابعة هذه المشكلة المتكررة، إلا إنها تعاود الظهور من جديد.
وفي إحصائية قريبة شهد شهر يناير من العام الماضي 3 حرائق في الموقع نفسه، تبين حينها أنها إحراق كيابل وسط الصحراء، نتج عنه دخان كثيف ملأ سماء المنطقة.
كما شهد شهر يناير الماضي من هذا العام 2024م، حريقاً مجهول الأسباب والدوافع، وسط تساؤلات، عن وجود رادع لمفتعلي الحرائق، أو حلاً جذرياً ليقف سداً منيعاً أمام محاولة إعادة افتعالها مجدداً.