في التوبي.. “محموص أبو جعفر” مستمر منذ 65 سنة مجلس متواضع أحياه الفلّاح واستمرّ الناس عليه بعد وفاته

القطيف: جمال أبو الرحي

لأكثر من 65 عاماً، ومجلس الحاج عيسى بن الملا جعفر أحمد الشيخ عامر بسيرة آل البيت، سواء في أيام مواليدهم أو وفياتهم.

فتح أبو جعفر، المولود عام 1348هـ بقرية التوبي أبواب مجلسه في فريق “باب السيف” في بداية السبعينيات، تحديداً عام 1374هـ، و بدأ بالقراءة الأسبوعية التي تسمى بالعادة الأسبوعية.

استمر أبو جعفر على عادته حتى بعد انتقاله إلى منزله الكائن في فريق “أم عقلين”، و استمرت هذه العادة إلى يوم وفاته.

واستمرت هذه العادة، حتى بعد وفاته. ومساء البارحة؛ بدأ الطبخ في مجلس “أبو جعفر”، خلال ذكرى وفاة الإمام علي، عليه السلام، وتمثل الطعام في العيش المحموص و البرياني، بمقدار قدر واحد في البداية، حتى بلغ 5 قدو.

وقال ابنه الأكبر جعفر “بدأ الوالد بطبخ قدر واحد في بداية قراءته لوفاة الإمام علي، حتى وصل إلى خمسة قدور، حيث ذبحنا هذا العام عجلاً يبلغ وزنه 180 كيلو، كذلك 120 كيلو أرز.

وأشار إلى أن أغلب هذه الكمية يتم توزيعها على بيوت القرية، و البقية تكون سحوراً بعد القراءة في ليلة الوفاة.

من جهة أخرى قال الحاج حسن آل رجب “منذ أخدم في مجلس أبي جعفر إلى هذا اليوم، منذ أكثر من 50 عاماً في جميع المناسبات السنوية في شهر رمضان، و محرم، و غيرها من المناسبات الدينية.

جدير بالذكر، أن الراحل الحاج درج في أحضان الطبيعة في قريته التوبي، التي تحيط بها النخيل من كل الجهات، عاش في أسرة متوسطة الحال. وقد فقد والده وهو لم يبلغ الحلم، وعاش مكافحاً في تحصيل لقمه العيش.

تنقل في عدة أعمال في الزراعة والأراضي والنخيل، إلى أن عمل موظفاً في بلديه سيهات بقسم الحدائق لأكثر من 40 عاماً حتى تقاعد، وكان يملك الشعور بالمسؤولية تجاه الأسرة، ويسأل عن الصغير قبل الكبير، ويقيم الولائم في كل مناسبه اجتماعية.

كان أبو جعفر، كثير البذل ويمرح مع الأطفال ويمزح معهم و يداعبهم بروح طفولية، وكان حتى آخر أيام حياته يدخل السرور على زوّاره وهو على سرير المرض وأجهزة العلاج موصولة بجسده.

كما كان طيباً لين المعاشرة، واعتاد مجلسه أن يستقبل محبيه وأهل الخير، والعلماء، والخطباء في ديوانيته التي لازمها طوال حياته، وعرفت بديوانيه أبي جعفر الشيخ، وفي هذا المجلس امتزجت أطياف المجتمع و لأجيال ببعضها.

ورغم صغر المجلس إلا أنه كان يفتح يومياً على مدار العام من الصباح وحتى ساعة متأخرة من الليل، وفي كثير من الأحيان كانت الوجبات الغذائية توضع والباب مفتوح لمن أراد اقتسام الزاد من فطور وغداء وعشاء.

توفي الحاج عيسى بن جعفر عام 1440هـ عن عمر ناهز 92 عاماً، و ما زال مجلسه مفتوحاً في كل ليالي الأسبوع يلتقي فيها أبناء القرية و العائلة، و ليلة الخميس تكون عادته الأسبوعية وتقام فيها مأدبة للعشاء، مع قراءة عشرة محرم، و ليالي وفاة الإمام علي، حيث اعتاد أهله و محبوه إقامة الطبخ في العشرين من شهر رمضان.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×