“مفرزنات” الأمّهات.. مؤونة الطلاب في غربة رمضان طبّاخون "غَصْبنْ عنهم".. أو "عالة" على "العزبة".. أو زبائن بوفيهات

القطيف: معصومة المقرقش

يصرُّ الطلاب في مناطق ومحافظات بعيدة على أن تحضر وجباتهم التقليدية على مائدتهم الرمضانية، بعدما ساهمت أمهاتهم وأخواتهم في تأمين احتياجات المواد المطلوبة لهم لإعداد وجبات إفطارهم وفرزنتها أو حفظها في الثلاجة، مما خفف شعورهم بالبعد خاصة في الشهر الفضيل…

فاطمة حسين الدشيش طالبة في جامعة الأميرة نورة بالرياض -كلية التمريض- سنة ثانية، تعتمد في طعام فطورها الرمضاني على المفرزنات والأطباق التي تجهزها والدتها، كما أنها تكسر روتين اليوم الدراسي الطويل بتجريب طهي بعض أصناف الطعام التي تعلمتها بحكم بعدها عن أهلها.

الدوام الطويل

وتقول الدشيش إنّ دوامها الطويل في الجامعة يُعقد الأمر كثيراً في مسألة دخولها للمطبخ خاصةً أنها بعيدة عن محل إقامة أهلها، مشيرةً إلى أنها بمجرد أن تأتي من جامعتها تنام إلى قبل الآذان، وتصحو بعد ذلك لتسخين طعامها المُعدّ مسبقاً.

إعداد الوجبات

أما الطالب محمد أبو الرحي الذي يدرس في جامعة جازان، ويقضي رمضان هذا العام بعيدًا عن أهله يلفت إلى أن جدوله الدراسي منقسم لقسمين قسم صباحي وآخر مسائي، فيعمل على إعداد فطوره بعد عودته من الجامعة ظهراً كطهي الرز، وبعدها يأخذ قسطاً من الراحة حتى موعد الإفطار، أما في الدوام المسائي فأنه يطهو له رزاً كالعادة فور وصوله من الجامعة، وبعدها ينام قليلًا.

 وعلى السحور لا يأكل أبو الرحي إلا شيئاً خفيفاً كالزبادي أو معكرونة، وأحيانًا يأكل من كافتيريا الجامعة إذا لم يكن له مزاجاً في الطبخ والنفخ للفطور أو السحور .

مهارات الطهي

ويؤكد أبو الرحي أن وجوده بعيداً عن أهله ساعد على تطوير مهاراته في فنون الطبخ، فقد كان قبل ذلك محباً للطبخ ولديه اهتماماً بهذا الشأن، وطوّر تلك المهارة فور أن ابتعد عن أهله للدراسة، وصار يعرف أنواع المواد الغذائية المناسبة، وهل هي طازجة أم لا وكميتها المناسبة، والكثير من التفاصيل الأخرى كمقاضي المطبخ، وماذا يأخذ وماذا يحتاج من السوق ومالا يحتاج، وكمية البهارات المناسبة أو كمية السكر، والكاكاو.

توفير واعتماد على النفس

 ونصح الشباب بأن يتعلموا ويكتسبوا مهارات في فنون الطهي حتى يستمتعون في مطبخهم معتمدين على نفسهم في كافة أمورهم، إلى جانب توفير ما يدخره من مصروف من جامعته أو أهله.

إفطار صائم

محمد الهوساوي طالب من مكة المكرمة يدرس في  جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام سنة ثانية يفطر أًحياناً في المسجد، وذلك ضمن برنامج إفطار صائم، ليستشعر أجواء الشهر الكريم مع أخوته في الدين. أما السبب الآخر الذي يجعله يأكل في المسجد فهو أن الطهي في سكن الجامعة ممنوعاً منعاً باتاً.

سحور مطعم الجامعة

ويقول الهوساوي إنه أيضاً يأكل فطوره من المطاعم الخارجية، ويتسحر من مطعم الجامعة، على الرغم من أنه استعد مسبقاً بتعلم الطهي في أولى سنة جامعية له، وحاول أن يطهو ( ستيك لحم) في السكن ولكن لجنة التفتيش باغتت الغرفة وكاد أن يُطرد من السكن، أما الآن فكل ما يستطيع صنعه فهي وجبة شوفان بالحليب؛ لأنها سهلة ورخيصة الثمن.

سفرة وحيدة

وتصف الطالبة ليان الزاير، التي تدرس في جامعة الفيصل بالرياض سنة ثانية طب، شهر رمضان بأنه أصعب أشهر العام عليها؛ حيث تقضيه بعيدةً عن لمة أهلها جميعاً على مائدة الإفطار، وتشعر بمرارة ووحدة كلما وضعت سفرة إفطارها وأكلت بلا أنيس.

مفرزنات وطعام جاهز

أما عن إعدادها لطعام إفطارها يومياً فتنوه الزاير بأن أهلها عادةً ما يتكفلون، كل أسبوع، بإرسال المفرزنات لها ليسهل عليها طهيها والتفرغ لمذاكرة دروسها، خاصة أن أوقات دوامها في الجامعة متغيرة بسبب وقت الامتحانات.

 وبحكم دراسة الطب فهي لا تطبخ كثيراً خاصة إذا كانت وحدها؛ وإذا فكرت أن تطبخ فإنها تطبخ مأكولات خفيفة جداً.

رمضان بلا أهل

أحمد العرادي طالب في جامعة بيشة سنة أولى يرى هو الآخر أن رمضان بعيداً عن الأهل يجعل الأمر صعباً خاصة لطلاب السنة الأولى الجامعية، فهو يفتقد لجزء مهم ألا وهو الأجواء الرمضانية العائلية وجلسات ختمة القران الكريم، وتجمع أبناء عمومته وقت السحور مع جدهم، إلى جانب شقاوة الصغار وتخريبهم لسفرة الإفطار وعتاب الأمهات عليهم.

كل يوم طاهٍ

ووضع سكن العرادي يختلف كلياً عن سكن بقية الطلبة الآخرين فهو يضم عدداً من الطلاب، ويخضع لقوانين في شهر رمضان خاصة، وذلك بأن عملية طهي الإفطار تكون موزعة يومياً على طالب معين وفقاً للجدول والبقية تتناوب في جلي الصحون، وقد يتدخل أحدهم في المساعدة حسب حاجة الطاهي.

ألو ماما … كم ملعقة سكر؟

العرادي الذي استعد مسبقاً بتعلم بعض فنون الطهي من قبل والدته لا يتردد أبداً في الاتصال عليها يومياً لو احتاج مساعدتها في شرح طبخة ما يريد أن يطهوها لزملائه في السكن، وكثيراً ما تتحول الطبخة لشيءٍ جديد وتجربة تستحق التكرار؛ فهو يطبخ المقلوبة والكبسة والمندي.

سفرة عائلية

ولفت العرادي إلى أن تجمع شباب السكن على مائدة إفطار رمضان كسر الروتين اليومي الذي يقضيه الطلبة طيلة أيام السنة بعيدين عن بعضهم إلا يوم الإجازة الأسبوعية بحكم اختلاف مواعيد وأوقات الدراسة الجامعية؛ فكل منهم له تخصصه وأوقاته الدراسية، مضيفاً: تجمعنا له معنى كبير جداً فهو يذكرنا بأهلنا ويزيد من تلاحمنا.

فعاليات رمضانية

ولكسر صمت وادي بيشة يجتمع العرادي مع زملائه في السكن في إحدى الحدائق كل يوم تقريباً بعد المذاكرة للتسلية واللعب بألعاب ذكاء يعدها أحد الشباب، كل يوم يمرحون ويتضاحكون ويعودون للسكن لتبدأ دورة المطبخ من جديد، ولكن هذه المرة لإعداد وجبة السحور.

تعليق واحد

  1. موضوع جميل جدا
    كل عائله تقريبا لديها طالب مغترب
    والام دائما ما تفكر في الابن او البنت الذي تغرب عنها
    ماذا ياكل ماذا يشرب هل هو نائم
    متى ماوضعت السفرة تقول حق به العافيه يا فلان

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×