تمرير الأفكار عبر وسائل الإعلام
رزان عسيري
أصبح الإنسان يعيش في عصر مليء بالانحلال الفكري والمجتمعي، حيث يُنظر للفرد المتمسك بمبادئه وأخلاقه ودينه بنظرة غريبة، وبات الإنسان في المجتمعات الغربية بلا قيمة وأخلاق.
تسعى معظم وسائل الإعلام الغربية الآن إلى الترويج للأفكار المنحلة والشاذة بكل تطرف، بهدف التأثير في أفكار ومبادئ الأفراد الخاصة، ومن المؤسف القول بأنها نجحت إلى حد كبير، فالإعلام الغربي نجح بتمرير الأفكار القبيحة على العالم كالمثلية والمتحولين والحرية الجنسية تحت مفهوم الحرية المطلقة.
وعلى سبيل المثال، خدعت وسائل الإعلام الغربية العالم بالترويج لبعض الدول مدعية أنها دول داعمة لحرية التعبير والرأي والتي بدورها تهتم بحقوق الإنسان، وهذه كذبة اختلقت لمحاولة إقناع العالم أن لديهم حرية وامتيازات للإنسان أكثر من الدول الأخرى بينما لو نظرنا لواقعهم فهو عكس ذلك تمامًا، فوسائل الإعلام تحكموا بها وفقًا لتوجهاتهم حتى وإن كانت غير أخلاقية أو تتعارض مع أفراد مجتمعاتهم وهذه أسهل طريقة لتغيير الأفكار والمعتقدات.
من الجدير بالذكر أن حرية التعبير لديهم عبارة عن خدعة. فلو كانت حرية التعبير عن الآراء موجودة فإذًا حاول انتقاد المثليين والمتحولين أمام مجتمعاتهم وستعيش أسوأ لحظات حياتك بسبب النبذ والكراهية. كل محاولة لرفض هذه الأفكار يعتبرونها عنصرية وضد حقوق الإنسان مع أنهم يفرضونها على العالم بالقوة، ونستطيع أن نرى عبر وسائل التواصل رفض العديد من أفراد المجتمع الغربي لهذا الفكر، وعلى الرغم من أن الكثير من أفراد مجتمعاتهم يرفض هذا الفكر ويعارضه إلا أن وسائل الإعلام الغربية لا تنظر لهم وتحاول إظهار عكس ذلك.
انتشرت بعض الأخبار في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا، والتي حدث بسببها غضب مجتمعي كبير بسبب محاولة الذكور المتحولين إلى إناث المشاركة مع النساء واستغلال الفرص بتواجدهم في دورات المياه والنوادي الرياضية وتحديدًا في غرف تبديل الملابس بحجة أنهم إناث ليسوا ذكور، والنتيجة تم رفض أي شكوى فيما يخص الموضوع.
وللأسف بدأت معظم الشركات بدعم هذه الأفكار بقوة، كشركة نايكي التي اختارت رجلًا يعرّف نفسه كأنثى كسفير للملابس الرياضية النسائية، فبدأت حملات مقاطعة لهذه الشركة. وأيضًا شركة نيتفليكس الشهيرة والتي بدورها تعرض الأفلام والمسلسلات المليئة بالشذوذ والأفكار الغريبة التي لا يتقبلها العقل السويّ، ففي الماضي تم عرض فيلم مليء بالإيحاءات الجنسية التي تخص الأطفال والذي أثار جدلًا واسعًا وجعل العديد يتساءل هل ما يحدث هو بداية لانتشار ميول البيدوفيليا ومحاولة التطبيع معه؟.
وبذلك نستنتج أن الإنسان لو كان بلا مبادئ أو دين يحكمه ويهذبه، سيتخلى عن فطرته وسيبدأ بالعيش كالبهائم وستعم الفوضى في المجتمعات ولن يتشبع من طلب الحرية حتى تنحل المجتمعات تمامًا، وواجبنا كمجتمع عربي مسلم تجاه هذه التحديات الصعبة هو أن نرفض هذه الأفكار في مجتمعاتنا رفضًا قاطعًا وصريحًا، وأن نعمل سويًا لبناء مجتمع سليم ومتوازن يعزز القيم الإسلامية والأخلاقية الصحيحة ونشرها في المجتمع والتوعية بها. كما يجب علينا التحرك ضد وسائل الإعلام المنحرفة التي تروج للأفكار الخاطئة وذلك من خلال العمل مع الجهات المسؤولة لحماية المجتمع من هذا النوع من الأفكار.
* طالبة صحافة رقمية في جامعة الأميرة نورة