مسجد الجعلانية.. عمرته ابنة حاكم عيوني في القرن الخامس الهجري يقع على تلة وسط جزيرة من النخيل

الأحساء: جود الشقاق

ارث احسائي منذ العام ٤٦٩ ومن حقبة العيونيين، يتميز المسجد بالشكل السائد في العمارة الإسلامية للدولة العباسية حيث الشكل المستطيل والأقواس واتساع الافنية والساحات، وكثرة النوافذ والفتحات.

 وقد تم بناؤه من الحجارة والجص والطين، وسقفه مبني من جذوع وسعف النخيل، يتميز بالزخارف الجصية من النوع الغائر للمحراب الرئيس، إحداها على شكل ساق يخرج منه غصنان بتفرعات مستديرة، والثاني على جوانب المحراب الخارجية تنتهي بتعاكس الاشكال المستديرة.

كما يحتوي المسجد على أعمدة حجرية مغطاة بلياسة الجص، أغلبها مستطيل الشكل، موزعة على صفين متوازيين وتحمل عقود مدببة.

الجعلانية مسجد اثري وأحد معالم محافظة الاحساء، بناه العيونيون بعد ان قضوا على دولة القرامطة في القرن الخامس الهجري.

كما ينسب المسجد الى قرية البطالية وهي احدى قرى الاحساء، وتُنسب الى ابن بطال (مالك بن بطال بن مالك بن ابراهيم العيوني)  أخي مؤسس الدولة العيونية عبدالله بن علي العيوني، في الفترة ما بين ٤٦٩ الى ٦٣٦ه. ويقع مسجد الجعلانية في الطرف الجنوبي الغربي للبطالية والى الشرق من عين الجوهرية الشهيرة.

الكاتب والباحث الدكتور توفيق المحسن يقول “بالبحث في تاريخ هذا المعلم الأثري ذكر كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم لشمس الدين أبي عبدالله المقدسي حول الأحساء بأنها مستقر القرامطة من آل أبي سعيد الجنابي، وان الجامع فيها معطل، ولم يذكر المقدسي أي تفاصيل حول تعطيل المسجد هل نتيجة للاطرابات السياسية في ذلك الوقت.

وبما ان المقدسي قد فرغ من كتابة مؤلفه في غرة رجب سنة ٤٥٨ه وهي تمثل فترة نهاية الدولة القرمطية فإننا نستطيع ان نستنتج بأن مسجد الجعلانية كان موجودا قبل ذلك”.

على ظهر تلة

المسجد يقع على ظهر ترتفع عن المحيط الزراعي تحيطه النخيل من جميع الجهات، يمكن الدخول اليه من الجهة الشرقية والصحن، والساحة الخارجية متهدمة السور، وأفاد الأهالي بأنه قبل مدة تمت إزالة الركام والاحجار المتهدمة من السور.

وقد خضع المسجد للترميم على مر السنوات الماضية، حيث تم العثور على مواد بنائية حديثة بطبقات مختلفة تغطي بعض الجدران القديمة، وفي العام ١٤٢٩هـ قامت الهيئة الملكية للجبيل وينبع بترميم المسجد حيث تغيرت معالمه بالكامل ولم يتبقّ منه الا المحاريب الداخلية والسور المحيط بالباحة الخارجية.

أبعاد المسجد

يتكون المخطط المعماري من شكل مربع غير منتظم تبلغ اطواله:

  • الضلع الشرقي ٣٨.٥٠ م
  • الضلع الغربي ٤٣.٨٢م
  • الضلع الشمالي
  • الضلع الجنوبي ٤٣.٦٠م

ويذكر الغفاري الشايب في بحث له ـ والكلام للدكتور المحسن أن التشكيل العام لمسجد الجعلانية يتفق والخصائص للعمارة الإسلامية بشكل عام والتي تشكل المساجد بمفهومها الجامعي من صحن المسجد مع مفرداتها وخصائص العمارة الأحسائية في العهد العيوني وما قبله.

ويعتبر صحن الجامع جزء مهم يتم الاستفادة منه لأستيعاب المصلين أيام الجمعه والمناسبات المختلفة كالعيدين.

روضة الجامع

تقع خلف المحراب الرئيسي وتاخذ شكل رباعي على جانبي الروضة عقدين متعامدين على جدار القبلة وبه مدخل صغير مقابل المحراب، ويتخذ المحرب تقعيرا في جدار القبلة بشكل مستطيل مع نهاية علوية بقوس مدبب، مما يمكن الامام الدخول فيه وقت الصلاة.

سبب التسمية

بني المسجد على يد الاميرة” هبة بنت عبدالله بن علي العيوني” بنت مؤسس الدولة العيونية وسمي باسمها، كما يعرف بأسماء عده منها، مسجد الجعلانية وهذا الاسم المتعارف به بين الأهالي وأيضا الجامع، ومسجد الفرد.

اسطورة

“ويرتبط المسجد بالعديد من الاساطير التي كان الاباء يتداولونها من قبل ان سكان البلدة قد ناموا في إحدى الليالي ولم يستيقظوا إلا والمسجد شامخا بجدرانه ومحاريبه في وسط النخيل” كما ذكره المحسن بقلمه من تاريخ المسجد الجامع بالبطالية.

ومن العادات الباقية التي تعتقد بها بعض عائلات البطالية وهي التبرك بهذا المسجد “حيث عندما ترزق العائلة بطفل يأخذ الطفل الى المسجد ويتم الصلاة والدعاء بالمسجد بقصد الشكر والحمدلله بما رزقهم” بشهادة كوثر بن عبد وهذه العادة منذ القدم وباقية الى الان بعائلتها.

وأخيرا تضم الأحساء العديد من المساجد الأثرية التي ما زالت محافظة على بنيانها الطيني المُطعم بزخارف معمارية ذات تصاميم فريدة، وكأنها كتاب مفتوح يحكي تاريخ حقب تاريخية مرت بها، ومازالت هذه المساجد باقية الي الان كأنها تحف اثرية.

مساجد البطالية

  • 1ـ  مسجد الجامع الكبير
    2ـ مسجد ام البنين
    3 ـ  مسجد الامام الصادق
    4ـ مسجد الامام الجواد (مسجد الشيخ عبدالمحسن اللويم).
    5ـ  مسجد الامام علي
    6ـ  مسجد الزهراء
    7ـ  مسجد العباس
    8ـ  مسجد ابو طالب
    9ـ  مسجد الحسن
    10ـ  مسجد الحسين
    11ـ  المسجد الجنوبي

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×