ياسر آل غريب لـ “صُبرة”: أعتز كثيراً بجائزة القطيف للإنجاز ومسابقة الجود في كربلاء بعد فوزه بالمركز الثاني في جائزة عبدالله بن إدريس الثقافية
القطيف: جمال أبو الرحي
وصف الشاعر ياسر عبدالله آل غريب، الفوز بمركز متقدم في المسابقات بأن ذلك يعني أن الشاعر أستطاع أن يستثير ذائقة المحكمين، ويتجاوز بذلك إلى منصة التكريم.
وأضاف آل غريب لـ صبرة، بعد فوزه بالمركز الثاني في جائزة عبدالله بن إدريس الثقافية، في مسار القضايا الوطنية عن قصيدته “منمنة وطن”، “المسابقات تجعل الشاعر يؤمن بقيمة التنافس، فإن فاز أضاف إنجازاً في سيرته الذاتية، وإن لم يفز فقد كسب قصيدة جديدة لم يحالفها الحظ للظهور.”
وأشار “آل غريب”، إلى أن الشاعر في كثير من الأحيان يمثل شريحة كبيرة من المجتمع، فتجده ناطقاً بآماله وآلامه، ومن الأجمل أن تتشكل القصيدة من الذات وما حولها، فتعمل بالأنا والنحن، والوطن الحقيقي والثروة الحقيقية هي الإنسان، ومتى كان قادراً على العطاء كان الأقرب والأعز والأجمل.”
واختتم حديثه قائلاً “أعتز كثيراً بجائزة القطيف للإنجاز فرع الأدب، و جائزة راشد بن حميد في عجمان، و جائزة البردة في أبو ظبي، إضافة إلى العديد من المسابقات التي كانت تنظمها الأندية الأدبية في المملكة في الرياض، و جدة، و عرعر، و تبوك، و جازان، كما أفتخر كثيراً بفوزي في مسابقة الجود في كربلاء العراق.”
جائزة عبدالله بن إدريس الثقافية
جدير بالذكر أن جائزة عبدالله بن إدريس الثقافية، تحمل اسم أحد أبرز رموز الأدب السعودي، الراحل عبد الله بن إدريس، رحمه الله، لتذكر بإرثه الثقافي، وتستحث المثقفين في ميادين الثقافة المتنوعة للمساهمة بإبداعاتهم في إثراء هذا الميدان بنتاج أصيل، يخدم الثقافة العربية، ويعزز من مكانتها العالمية.
ويجري الإعلان عن الجائزة بشكل دوري، حيث يتم اختيار مجال من مجالات الثقافة في كل دورة، وفي هذا العام تم اختيار مجال الشعر ليكون موضوع المنافسة، وذلك تماشياً مع ما أعلنته وزارة الثقافة السعودية من أن عام 2023 هو عام الشعر العربي.
مقطع من القصيدة الفائزة “منمنة وطن” :
من بئرِ ذاكرتي ارتشفتُ جَمَالَهُ
ورأيتُ في أقصى السَّمَاءِ خيالَهُ
وإذا حملتُ هواهُ بينَ جوانحي
فكأنما اختصرَ الفؤادُ مَنَالَهُ
أمشي كأنَّ الأبجديَّةَ لم تكنْ
إلا بما باحَ الترابُ وقَالَهُ
بالأمسِ لم أرسمْ خريطةَ موطني
إلا كقلبٍ حاملٍ آمالَهُ
من ذلك الرسمِ الذي لونته
أدركتُ سرَّ العنفوانِ وحالَهُ
وطني مساحةُ أمنياتٍ ثَرَّةٍ
تجري جزيئاتُ الخلودِ خِلَالَهُ
وكأنَّ ( زرقاءَ اليمامةِ ) أبصرَتْ
عن بُعْدِ آلافِ السنين مَجَالَهُ
قلبٌ عليهِ الشاطئانِ تَوَحَّدَا
وجنوبُهُ أهدى الإخاءَ شَمَالَهُ
هُوَ واحدٌ ؛ لكنَّهُ مُتَعَدِّدٌ وَهَبَ
الجميعَ ضياءَهُ وظِلَالَهُ
أنا بعضُهُ ، والبعضُ يعشقُ كلَّهُ
مادامَ يحتضنُ الكثيبُ غَزَالَهُ
أنا بعضُهُ ، والبعضُ يطمحُ أنْ يرى
في لوحةِ السِّحْرِ المبينِ كَمَالَهُ
وطني هُوَ الإنسانُ -دامَ عطاؤُهُ –
مازالَ يزرعُ في المكانِ خِصَالَهُ
ألقى على الصحراءِ ظلَّ طموحِهِ
ورقى بملءِ الكبرياءِ جِبَالَهُ