أسير فلسطيني يُرعب الصهاينة بـ “قناع بلون السماء” حملة تحريض واسعة ضد الأسير الروائي باسم خندقجي بعد اقترابه من جائزة البوكر
وسائل اعلام: صُبرة
بعد أن وصلت روايته “قناع بلون السماء” إلى القائمة القصيرة من جائزة “البوكر” للرواية العربية، شنّت مواقع ووسائل إعلام الاحتلال الصهيوني حملة تحريض واسعة ضد الأسير الفلسطيني الروائي باسم خندقجي.
وكانت الجائزة العالمية للرواية العربية أعلنت الأربعاء الماضي القائمة القصيرة لدورة عام 2024، وضمّت ستة أعمال من بينها روايتان لمؤلفين فلسطينيين.
ومن بين 16 رواية وصلت للقائمة الطويلة اختارت لجنة التحكيم للقائمة القصيرة، روايتي “قناع بلون السماء” لخندقجي، و”سماء القدس السابعة” للفلسطيني أسامة العيسة.
حرب على الرواية الفلسطينية
واعتبر نادي الأسير الفلسطيني في بيان له، أن الحرب على الرواية الفلسطينية شكّلت نهجًا ثابتًا لدى الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة الوجود الفلسطيني.
وأضاف: “كانت إبداعات المعتقلين هدفًا دائمًا لأجهزة الاحتلال، من خلال مصادرتها وملاحقتها، وفرض عقوبات بحق المعتقلين الذين تركوا بصمة واضحة وأثرًا على صعيد الإنتاج المعرفي والأدبي، خاصة وأن العملية التي تمر بها إنتاجات المعتقلين، ومسار إخراجها من السجون، شكّلت وما تزال تحديًا لمنظومة السجن على مدار عقود طويلة”.
وتابع البيان: “كان من أبرز المعتقلين الذين ساهمون في الإنتاج المعرفي والأدبي المعتقل باسم خندقجي، الذي أصدر عدة روايات وإنتاجات مختلفة خلال سنوات اعتقاله”.
وتأتي عملية التحريض هذه، حسب نادي الأسير، في وقت يتعرض فيه المعتقلون لعدوان غير مسبوق، في ضوء الإبادة الجماعية والعدوان الشامل، ومنها عمليات التحريض الواسعة التي تصاعدت ضدهم، وشكلت إحدى أبرز أدوات الاحتلال للتنكيل بهم، وفرض المزيد من الإجراءات الانتقامية التي نشهد ذروتها اليوم.
وحمّل نادي الأسير الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقل خندقجي القابع في سجن عوفر، وذلك في ضوء عمليات التحريض التي طالته مؤخرًا.
نخشى على حياته
وقال شقيق الأسير الروائي باسم خندقجي، يوسف خندقجي، إن الاحتلال يخفي الوضع الصحي وما يعانيه شقيقه داخل المعتقل بعد تعرضة لحملة تحريض واسعة من قبل الاحتلال ووسائل الاعلام العبرية بسبب روايته “قناع بلون السماء”، ونخشى على حياته.
وقال: لا نعلم عن باسم شيئاً منذ السابع من اكتوبر من العام الماضي، ولم تصلنا أي معلومات عن الظروف التي يمر بها، والمعلومة الوحيدة لدينا انه معتقل في سجن “عوفر”.
وأكد شقيق الاسير خندقجي في حديثة لبرنامج “مساء الخير يا وطن” الذي يقدمه الإعلامي الفلسطيني محمد شوكت، ان العائلة صدمت بعد تلقيها خبر تحريض الاحتلال بنشر الاعلام العبري عن باسم بأن “الفائز بالجائزة العربية للقصة الصغيرة مخرّب ومخطط لعمليات انتحارية”، مضيفاً ان الحملة التحريضية تأتي ايضا لكونه لا يزال أسيراً لدى الاحتلال ولا يمثل أدب الاسرى وايضا كونه عضوا في اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني”.
والراواية كما عرفها شقيق الاسير باسم، هي صراع الهوية الفلسطينية مع الاحتلال الاسرائيلي، وتوضح دور المثقف المشتبك في معرفة كل ما يتعلق بمواجهة المحتل.
وأشار الى أن رواية “قناع بلون السماء” هي مرشحة لجائزة البوكر للرواية العربية للقائمة القصيرة وهي لم تفز لغاية الان ولكن نأمل ان تنال الفوز.
وقدم شقيق الاسير خندقجي نبذة عن الكتاب ورواية “قناع بلون السماء” بأن الشخصية المحورية في الرواية يدعى “نور” عالِمُ آثارٍ يُقيم في مخيَّمٍ في رام الله وذات يوم، يجد هويَّةً زرقاء في جيب معطفٍ قديم، فيرتدي قناع المُحتلّ في محاولةٍ لفهم مفردات العقل الصهيونيّ في تحوُّلِ “نور” إلى “أور”، وفي انضمامه إلى بعثة تنقيبِ إحدى المستوطنات، تتجلَّى فلسطين المطمورة تحت التربة بكلِّ تاريخه وفي المسافة الفاصلة بين نور وأور، بين نور وحبّه الجديد، بين الهويَّة الزرقاء والتصريح، بين السرديَّة الأصليَّة المهمَّشة والسرديَّة المختلقة وسرقة الاحتلال للتاريخ الفسطيني.
ودعا الجميع لقراءة الرواية التي يمكن العثور عليها فقط من خلال موقع “أبجد” على شبكة الانترنت لان الاحتلال منع نشرها في فلسطين وطبعاتها، والنسخ التي تمت طباعتها في بيروت.
وختم شقيق الاسير خندقجي حديثه برسالة للعالم ولشعبنا بقراءة الادب الفلسطيني وأدب الاسرى ومن ضمنها روايات سقيقه، لأنه وبعد التمعن بها نستطيع ان نخاطب العالم برواية فلسطينية حقيقية ومؤثرة و حتى نستطيع تكذيب رواية الاحتلال وفهمنا للقضية الفلسطينية من جذورها من الرواية.
من هو الأسير باسم خندقجي؟
اعتقل باسم خندقجي (40 عامًا)، المنحدر من نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، في 2 نوفمبر 2004، وتعرض عقب اعتقاله لتحقيق قاسٍ وطويل، ولاحقًا حكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد 3 مرات، وقبل اعتقاله كان خندقجي طالبًا في جامعة النجاح الوطنية تخصص الصحافة والإعلام، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وقد أصدر باسم وهو في الأسر ديوانَي شعر، و250 مقالة وعدة روايات أدبية منها: “نرجس العزلة” و”خسوف بدر الدين”، إضافة إلى روايته الأخيرة “قناع بلون السماء”، كما ترجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسية.