سادن الرمل

شفيق العبادي

تقاسمَنا    حرفاً     وأدمنتَه     معنى

وسافرتَ   في   مغناه   قيثارةً   لحنا

فلولاك     ما نارُ   القصيدةِ   أورقتْ

نبوءاتُها    فاشتاطَ    قنديلُها     حُزْنا

مشينا  لها  لا  دربَ   يلبسُ   خطوُنا

ولا عمر يدري ما استعار النوى  مِنَّا

نوارس  من   أمس   الغدير  تشكَّلتْ

قوافلُها   حتى   أناختْ    به  الظعْنا

بلى  قد   بذرْنا  جدولاً  من   ظلالِه

تثائبَ   فجرٌ  كان   من   قبله   ظنَّا

بلى قد عصرْنا  غيمةَ الروح  خمرةً

بأقداحِها  كم  أغرت  الإنسَ  والجنَّا

بلى  قد  نصبْنا   الليلَ   فخَّ  قصائدٍ

وكم قمرٍ من  غيب   أحرفها   صُنَّا

بلى يا رفيقَ الحرفِ  قلتَ  ولم تزل

هنا منذ كان الشعر في    وحيه  كُنَّا  

2-

وما زلت رغم مروركَ من قبل بيتٍ وعشرين قافيةٍ في دروب المجازْ

تعيدُ عبورَ الطريقِ إلى العمرِ يا صاحبي مرتينِ

لنسألَ

في أيِّ معنىً تطُلُّ لنُغْري حروفَ الرُواةْ

قوافلَ من لغةِ الرملِ أفضتْ قواميسُ أسرارِها

للذي سوف يأتي

وما كان غيركَ دون الحُداةْ

وفي أيِّ ليلٍ ستطلعُ كيما تضيءَ لعتمةِ أسماءِنا

ما تآكلَ من نهرِها كالسِراجْ

وتومضُ شمعتُه مثل كلِّ النبوءاتِ وحيًا وراءَ الزجاجْ

3-

أكنتَ هنا

أم هناكْ

كثيرون قابلتُهم عندما كنتَ تنوي العبورَ إليهمْ

وقد أقسموا بالغيوم التي حرَثتْها خُطاكْ

بأنَّكَ من كنتَ تروي الدروبَ فتصغي لهمسِكَ

كانت تغنِّيكَ

بين مقامِ الصَبا والحِجازْ

4-

ألم يكبُر الطفلُ منذ تَركناه من خَلفِنا

حين جئتَ إلى محفلِ الظِلِّ

تسألُ بين شواطيه عن نورسٍ

أخذتْه الرياحُ لها صدفةً

نحو زهرةِ جلجامشٍ

هكذا قلتَ أنتَ

وأشْرعتَ بوصلةَ العمرِ

تبحثُ عن شمسِها في بحارِ السنينْ

لماذا كَسرْتَ مراياكَ عنِّي سَريعاً

ففي أيِّ بُرْكةِ ضَوْءٍ سَأُلْقِي بِوجْهي

لأقْرأَ بينَ تَضاريسِه

ما الذي كنتَ تبذُره بين حينٍ وحينْ

ليكبرَ بين تفاصيلِها مُدُناً لا تُحيلُ إلى نفسِها

كم عبرْنا فصولَ رواياتِها للذي سوف يأتي

ليبقى يمدُّ طريقَ النهاياتِ دوماً صداك القرين

وكيف سأُغري القصيدةَ كي تُكملَ الشوطَ

كيفَ سأُلْقِي لهذي الحُروفِ التي أَرْبكَتْني تجاعيدُها 

كيف أُمْلِي السطورَ التي ذَبلَ الظِلُّ فيها

وما في القصائدِ منْفىً لها

غيرَ ظِلٍّ حزينْ.

القصيدة الملقاة في حفل تأبين المؤرخ عبدالخالقا لجنبي

اقرأ أيضاً

في “سيرة أرض”.. ليلة وفاء لتاريخ عبدالخالق الجنبي

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×