إذا أكل الدَّجَاجِ لحم الدجاج.. فنحن في خطر..! تربية الدواجن لا تراعي المعايير الصحية.. ولا بُدّ من فحص بقايا الطعام

القطيف: معصومة المقرقش

تصوير: جمال أبو الرحي

يظن مربو الدَّجاج أنّ بطون طيورهم الصغيرة قد تستوعب كل ما هب ودبَّ من بقايا طعامهم المطبوخ من لحمٍ وسمكٍ ودجاج أو حتى المبيت لأيامٍ خارج الثلاجة، والذي لا يعمله المربون في المقابل، أن هذه الأطعمة غير المنتقاة بعنايةٍ للدواجن قد تكون سبباً في تسممها وهلاكها، وإصابته هو أخيراً بالأمراض المنقولة كونه المستهلك النهائي لدورة هذا الغذاء…

فما سبب تحذير الأطباء البيطريين والمهتمين بصحة غذاء الحيوان من خلط أطعمة الدواجن بأنواع متعددة من الغذاء بما هو نافع وضار، وبما هو صالح وغير صالح ؟ وماهي الطريقة الأمثل لتربيتها داخل المنازل وشروط بناء حضائرها..؟

الطبيبة البيطرية سها أحمد تُعلق على هذا الموضوع قائلةً إن إطعام الدواجن المنزلية بروتين حيواني كلحوم الأبقار أو الأغنام؛ حتى بقايا الدجاج المطبوخ ممنوع منعاً باتاً، لما يُشكله هذا النوع من الغذاء بالذات ضرراً على صحتها كون جهازها الهضمي غير مؤهل لهضم أي نوعٍ من أنواع الطعام، لأنها حيوانات بالأساس خلقت لتتغذى على الحبوب فقط.

مشاكل هضمية

وتشير إلى أن تناول الدواجن لبقايا أطعمة خليطاً من مختلف اللحوم، ومتبقيات الخضار، وغيرها قد تُؤدي إلى مشاكل هضمية، ومنها ابتلاع ـ(سلة أو شوكة) عظمة السمك، أو شظايا عظام صغيرة.

التوازن الغذائي

ولفتت الطبيبة إلى عدم وجود مشكلة في إطعام الدواجن ومنها الدجاج من بقايا غذاء الإنسان، خاصة إذا كان متوازناً ومتكامل العناصر الغذائية، ولكن بشرط ألا يظل أكثر من نصف ساعة أمام الطائر، ويرفع حتى لا يتلوث أو يفسد.

أمراض منقولة بالغذاء

وربما يتعرض الدجاج للتسمم الغذائي نظراً لتناوله أطعمة تلوثت من أثر تعرضها للشمس أو بقائها لفترةٍ طويلة، أو طعاماً متعفناً بالأساس بالميكروبات التي تعدُّ خطراً في حال تناول المستهلك النهائي الإنسان لهذه الدجاجة التي قد تنقل له عدة أمراض مشتركة بين الحيوان والإنسان، وهذه الأمراض مصنفة تحت الأمراض المنقولة بالغذاء.

إزالة الطعام

ونصحت الطبيبة بإزالة الطعام بعد وضعه بمدة لا تزيد عن نصف ساعة فقط، كما شددت على أهمية توفير مكان مظلل وبارد نسبياً للدجاج للحصول على أفضل السلوكيات الطبيعية.

50% خضار

وبينت أن الطيور الداجنة تحتاج إلى توفير ٥٠% على الأقل من وجبتها من الخضار، ويمكن إضافة بعض النشويات كالأرز والمعكرونة والخبز، ويفضل عدم إطعامها منتجات الحليب، وتوفير كمية مناسبة من الماء في أوعية قابلة لتجديد الماء يمكن شراءها من محلات مستلزمات الحيوانات.

مكان وغذاء

وأوضحت الطبيبة أنه لا خلاف في وجود حيوان أليف بالمنزل، بل يعدُّ من أنسب الطرق لتعليم الأطفال المسؤولية، ولكن يجب توفير مكان وطعام مناسبين للحيوان، بمعنى يجب تحديد طريقة تربية الدجاج قبل البدء سواءً بإطلاقهم على الأرض أو وضعهم في بطاريات خاصة بالدجاج مع المتابعة الدورية والإشراف من قبل الطبيب البيطري في الحالتين ؛لتجنب إصابة الطيور الداجنة بأي مرض سواء معدي أو مشترك. كما يساعد إبقاء الدجاج على الأرض وبالأخص إذا كانت منطقة رملية في القضاء على الحشرات الضارة.

متر مربع لكل دجاجة

وأشارت إلى أن من منطلق الإحسان والرفق بالحيوان، نصحت المنظمات العالمية بتوفير مساحة ١ متر مربع لكل دجاجة قدر المستطاع، مع توفير مكان مرتفع عن الأرض، ويحمي من حيوانات الشارع وصالح للنوم، والتأكد من سماح قوانين الدولة بتربية الطيور الداجنة داخل البيوت والأعداد المسموح بها ومدى توفر التحصينات اللازمة لها.

المردود المالي

حسين آل شيخ علي المتخصص في علوم الأحياء من جامعة الملك سعود لفت إلى أن مشروع تربية الدواجن بشكلٍ عام يوفر نشاطاً اقتصادياً وصحياً مهماً وذا جدوى اقتصادية وصحية جيدة ويوفر للمربي غذاءً طبيعياً متنوعًا وصحياً، إذا كان الهدف من التربية الاستهلاك المنزلي، ويوفر مردوداً مالياً يستحق الاهتمام به؛ فهو يساهم في تقليل فاتورة الاستهلاك إذا كان الهدف من التربية اقتصادياً، ويساهم في توفير بيئة ترفيهية وتعليمية للكبار والصغار إذا كان الهدف ترفيهاً وهواية شخصية.

نجاح الحضيرة

وبين أن لنجاح هذا المشروع واستمراريته داخل المنزل يجب أن تتوفر فيه عدة شروط أهمها المساحة الكافية والبعيدة عن المبنى السكني لحمايته من الروائح المنبعثة ومن القوارض والحشرات، وبيئة صحية للدواجن كالتهوية والماء النظيف والضوء المناسب، وحماية الحظيرة من المفترسات والسرقات.

تحمل المناخ

ونبه بضرورة مراقبة الدواجن مراقبة صحية وذلك بالاهتمام بفحصها الدوري وتطعيماتها ولقاحاتها للأمراض الشائعة في الدواجن، واختيار الدواجن المقاومة للأمراض ومتحملة للظروف المناخية القاسية صيفاً وشتاءً، وهذا أهم شرط يجب مراعاته لحماية المشروع من الفشل.

وأشار إلى أن ظروفنا المناخية المحلية قاسية جداً، وتحتاج الحظيرة لوسائل التهوية، والتبريد، والتدفئة للحفاظ على ثبات الحرارة والرطوبة والضوء، مبيناً أن هذه الشروط لا تتوفر بسهولةٍ وتحتاج إلى جهد ومال وموقع خاص ومساحة كافية لا تتوفر في أغلب المنازل.

ونصح آل شيخ علي اختيار موقع تتوفر فيه هذه الشروط، كالاستراحات والحدائق والمزارع خارج النطاق العمراني،، أو على سطح المنزل مع مراعاة الشروط والقوانين البلدية ومنع التشوه البصري وحقوق جيران المنزل.

حفظ النعمة

ولتقليل نفايات المطبخ وحفظ النعمة، ترى إيمان المطوع أن الدجاج من الحيوانات التي تأكل كثيرًا، وهذه ميزة جيدة جعلها تربيها في منزلها، لأنّها تُساعد كثيرًا في التخلص من الطعام الزائد في المنزل بدلًا من رميه في القمامة، أو تخزينه بلا فائدة.

وأوضحت أنها لاحظت أن دجاجها يُفضل بقايا طعامهم من الخضروات والفواكه، والخبز المنقوع بالماء على الأعلاف، مبينةً إنها تعلمت من بيت والدها أن لا تخلط في إطعام الدجاج أي مصدر من اللحوم لأنها قد تشكل ضرراً عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×