[مشاغبات] سماهر الضامن: أنا متحررة من همّ ما مضى ومليئة بالفضول لما سيأتي  لو أنجبت 7 أطفال؛ لصرتُ الآن في مستشفى "شهار"

بسبب تفسير والدي.. تخيّلتُ نفسي "غوري" شاي مخدّر

شاغبها: علي سباع

علي سباع

كسرت هذه المرأة محاولة مشاغبتي لها بحكاياتها وعفويتها، فكانت كما هي دائماً، القويّة والمتواضعة في آن واحد، التي يصعب جرّها إلى جدلٍ عقيم كما يصعب فهم وإدراك قدرتها على المرونة في تقبل الآخر. قدمت إجاباتها وكأن ملامحها تبتسم.

إنها سماهر الضامن، من سنابس، تقول إن حبلها السريّ قطع (أو لم يقطع) في غرفة علوية طينية تطل على البحر في بيت جدها لأمها، هي ابنة “ملاية” وأم لولدين، هما نجما روك، ستكمل بعد عام واحد الدكتوراه في الأدب المقارن والدراسات الثقافية، وحوالي 40 عام من الدراسة، ترى كيف تغلبت على جرأتي، لا أعلم .. لكم الرأي:

فاقعة

ماذا لو كان لك اسمٌ غير سماهر؟!

في طفولتي كرهت اسمي لأنه كان يشعرني بأني فاقعة ومختلفة.. نظمت عدة احتجاجات عائلية وطالبت بأن يكون اسمي “شيخة” كجدتي لأبي التي لم أرها، وكانت تصور لي من خلال ذاكرة أبي وعماتي كأميرة بحرية زوجت للنوخذة الكبير.. وأردت ذاك الاسم كثيراً لأنها كانت أميرة طفولتي.. لم تكن حكايات “دزني” قد وصلت بعد..

المهم، بدأ اسمي يزعجني حين بدأت أسأل والدي الذي اختاره عن معناه، وكان يجيبني: “سما” تعني الارتفاع، و”هر” تعني القبعة؛ بالمجمل: ارتفعت القبعة! كان مقصوداً من تلك الإجابة إدهاشي على ما يبدو، ولأن أبي، على ما يبدو أيضا، لم يكن يعرف أن اسمي يتعلق بالرماح الخطية الرشيقة المعتدلة.. ولم يكن جواب أبي يعجبني؛ من أين أتي هذا الـ “هر” في اسمي يا أبي؟

طالبته بمعنى آخر فقال إن الخطة المبدئية كانت أن أسمى سماورد، ما جعلني أتخيل نفسي غوري شاي مخدر…! فعدت إلى الإصرار على “شيخة” أو “جوخة” أو” فاطمة” أو أي اسم شائع.. فماذا لو أن أبي استجاب لذاك الطلب؟ لكنت بالتأكيد مجرد “شيخة” أخرى.. كنت سأفتقد كثيراً هذه الرماح الحادة المتحفزة.. في الدراسات السوسيواقتصادية للأسماء يُعتقد أن اسمك يساهم كثيرا في تشكيل شخصيتك وتحديد مستقبلك. وهذا ليس من باب الإيمان بالماورائيات ولكن ببساطة من خلال فكرة التوقعات: ماذا يتوقع منك ولك والداك حين يختاران اسمك.

متحررة

ماذا لو أمكنك إيقاف عمرك في سنٍّ ما؟!

سيكون الآن هنا. هذا لأني أعيش زمني المثالي؛ لست كبيرة.. لست صغيرة.. متحررة من همّ ما مضى ومليئة بالتشوق والفضول لما سيأتي. وقت مناسب تماماً لإيقاف الزمن…

الديك

ماذا لو لم يكن هنالك ديك؟! (حكاية الدجاجة والبيضة)

لما غنى سيد مكاوي “الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية، والديك بيدّن كوكو كوو كوو”.. ولكنا خسرنا أغنية صباحية شعبية خفيفة الروح يمكن أن أغنيها أنا والشعثاء ونحن نتمشى في غابات اليوسمتي..

قصة

ماذا لو كتبت قصةً أو حكايةً ونسيتها، هل تعود إليك؟!

ما إن تُكتب الحكاية فإنها لا تعود ملكاً لأحد.. كالأطفال حين ننجبهم لا يعودون ملكنا وإن كنا نقضي في تشكيل عاداتهم وشخصياتهم عمراً..

في شهار

ماذا لو أنجبتِ ستة أولادٍ وكنت حاملا بالسابع؟!

تعني أنهم جميعا ذكور؟؟ وأني لم أستأصل رحمي بعد؟ هههه لا تفهمني خطأ.. أنا أم أكثر من جيدة؛ كل أصدقاء أولادي يريدون أن أكون صديقة لأمهاتهم لأني cool  mom كما يقولون، لكني أكره الأمومة.. غالباً سيكون العالم في انتظار الفرد السابع في فرقة موسيقية صاخبة لكني سأكون بالتأكيد في مستشفى شهار..!

حلم

ماذا لو أنك استيقظتِ للتوّ وكل ما كان حلماً؟!

سأعود للنوم سريعاً قبل أن ينقطع سير الأحداث.. أكره أن تبتر الحكايات حتى لو كانت مملة أو مؤلمة.. صحيح إنني لا أريد أن أصحو في إحدى المرات لأجدني في حياة أخرى أو زمن آخر.. لكن لو حدث ذلك ولم تعجبني تلك الحياة فسأعالجها بالأحلام أيضا.. هفففف كم من المرهق أن تكونـ/ي كـ دلوروس وأخواتها في WestWorld..

حرية

ماذا لو وضعت كرةُ الثقافة بيدك، الجدلُ أم الحرية أم الإبداع؟!

“أنا بتنفس حرية”….

يتكاثرون.. يتقاتلون

ماذا لو كنت مفتّشة من كوكبٍ آخر على هذه الحياة وطلب منك تقييماً عن الوضع في الكرة الأرضية؟!
سأكتب في التقرير الآتي: هذا الكوكب جميل وساحر ومأهول بكائنات من كل الأصناف. لكن فصيلة واحدة من ساكنيه فقط تسود البقية وتسمى البشر.. وهؤلاء البشر رغم جمالهم وذكائهم واختراعاتهم المدهشة إلا أنهم:

١- يتكاثرون بأعداد غير طبيعية،

ثم ٢- يتحاربون ويتقاتلون لأنهم يظنون أن موارد كوكبهم لا تكفيهم، مع ذلك يستمرون بالتكاثر ثم التقاتل، التكاثر والتقاتل،

3- دعوا عنكم كل المشكلات التي يمر بها هذا الكوكب الآن من ذوبان الجبال الجليدية، وانبعاث الغازات الناتجة عن تزايد أعداد الأبقار، وارتفاع منسوب المياه… الأمر الذي لا يحتمل التأجيل هو أن البشر يخططون حاليا لغزو الفضاء بعد أن أهلكوا كوكبهم، فاستعدوا للمواجهة.. لقد أرسلوا مسبارات ومركبات وسيارة تسلا.. وإليكم في المرفق نسخة من فيلم شهير لديهم يسمى (أفاتار) يدرس الآن في مدارس الأطفال ويوضح خطتهم الاستعمارية الكاملة.. هذا لأخذ اللازم..

قارئة صبورة

ماذا لو وجدت حياتك في رواية، هل تقرئينها للنهاية؟!

لا أحب حرق الأحداث.. الفضول في كثير من الأحيان أجمل من الوصول، وأنا قارئة صبورة..

افرد جناحيك

ماذا لو لم يكن هناك، ولدتِ هنا، عشت هنا، كبرت هنا، كما أنت الآن (امريكا كحاضنة أولى)؟!

لا يهم أين وُلدتَ طالما فردت جناحيك وتعلمت كيف تحلق وتبتعد عن مناطق الألفة دائما.. لكن يا خسارتي إن لم أجرب دوار البحر في زورق أبوي العود ولم أفلق محارة وأعثر في لحمها على قماشة رهيفة..

باربرا بوش

ماذا لو كنت قاضية وكان المتهمُ شخصاً مقرباً منكِ، والجريمة مثبتة عليه؟!

سأغمض عيني وأتخيل أن اسمي “لورا أو باربرا بوش” وأنا أتلو الحكم..  

ولا حد يموت 

ماذا لو طلب منك الإعتذار على شيء لم تفعله؟!

سيكون “اعتذار” آخر يفوت ولا أحد يموت (تحريف للمثل المصري الشائع مرة تفوت ولاحد يموت)..

لا خيار

ماذا لو لم يكن هنالك خيارٌ لديك؟!

لكن من قال إن لدي خياراً الآن؟

حسودة

ماذا لو يكن هنالك حدود بين الأوطان؟!

سيقل حسدي للأمريكان (والإماراتيين مؤخراً) لعدم حاجتهم للتفييز قبل دخول أي مطار في العالم..

راقصة

ماذا لو كان العالم حفلة تنكرية؟!

هل يمكنني أن أكون الراقصة في الحفلة؟

سمات رجلي

ماذا لو كنت تمشين في غابة، ووجدتِ رجلاً عن طريق المصادفة..؟ صفيه  لنا..!

يشبه الغابة تماماً.. فطري الرائحة كخزامى جبلية.. يمشي برشاقة نمر ضامر البطن.. وينظر مثله حين يجوع.. يطفح حياة كشجرة صنوبر؛ قادر على أن يفتح حضنه لتعشش فيه الطيور في كل الفصول والمواسم.. بعد المطر، تتشكل قطرات الندى على رموش عينيه الكثيفة كأشجار الغابات المطيرة.

لا تعد من الموت

ماذا لو عاد أحدهم من الموت؟!

ماذا؟؟ هل شاهدت فيلم Hereditary؟!

هل تتذكر كيف أصابتك “صرخة الرعب” (ترجمة قوقل لـ goosebumps ( حين أدركت أن الجدة ثقيلة الروح عادت من الموت؟ راجع كل أفلام الرعب التي شاهدتها، ألا تصور العودة من الموت دائما كحدث مريع مزعج يجعل رباط الأدرينالين يتفلت في جسدك؟
ستكون العودة من الموت أشد رعباً وإيلاماً من الموت نفسه، لا لأن الأموات يعودون غالباً في هيئة شر خالص بعد أن تتلبسهم قوى غامضة كما تصور أفلام الرعب، بل لأن العائد إلى الحياة سيدرك لا قيمة وجوده.. لقد استمرت الحياة بعده..   

عمر طويل

ماذا لو خيرت عدوك بطريقة موته؟!

سأهديه عمراً طويلاً.. حتى يكون آخر الموتى بعد كل من يحب..

تعليق واحد

  1. حوار جميل ورائع.. هزل بمضمون جدي يستحق التأمل والتفكر.. ختامه مسك وغاية الغرابة في جواب آخر هذه المشاغبة اللطيفة ان تهدي عدوك الحياة وظني أنكِ ترى الحياة عذاب وهذا مايتمناه المرء عادة لاعدائه
    بوركتم

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×