زهراء يا ابنتي.. الجرح الثاني في فقد الورد
المعلمة سوسن حسن
زهراء طالبتي وردة من وردات فصولي، درستك في المرحلة الابتدائية، واعتليت عتبات المتوسطة وما زال القلب يشتاق لضحكاتك وبراءة طفولتك وحبك للعلم، نامي يا حبيبتي قريرة العين فأنت الآن بين يدي رب رحيم.
لا أعلم ما أكتب عنك يا وردة ذبلت ورحلت ولم يتسن لها النمو لتكبر كما باقي الزهور اليانعة.
“زهرة” نشرت عطرها من الصف الأول، جذبتني بنظراتها وهدوئها وخجلها، نظرات تجذب من حولها للدخول في أعماق هذه الزهرة الجميلة المتوردة خجلا حين الإجابة على معلمتها.
ذات هدوء وتأمل ملحوظ، تحسن الإصغاء وترد بإجابات هادئة خجلة، تشد الناظر لها.
زهراء رحلت وتركت في قلبي جرحاً ينزف من جديد.
ابنتي وردتي
أنت الثانية التي أفقدها وتغادرنا للجنة قبل ١٢ عاماً، فقدت وردة من وردات الجنان في حريق التهم منزلهم فرحلت مع والدها،
لا أعلم هل يتحمل المعلم أن يسمع أنه فقد طالبا ورحل عن الدنيا، كيف وضعه؟
هل سألتم يوماً كيف هو شعور المربي من الصف الأول وهو يستشعر طلابه كأنهم أبناءه بل أكثر من ذلك؟!
نحن أمهات في الفصول أيضاً، ولسنا معلمات فقط، نعلم ونربي ..
اليوم فقدت زهرة من أغلى الزهور على قلبي وأقربهم إليه، زهراء لم ولن أنساها، وستبقى في ذاكرتي.
وردتي زهراء ارقدي بسلام الآن، لكن لن تغيبي عنا.. ونحن إن شاء الله بك لاحقون.
سوسن حسن
اقرأ أيضاً