وفاة الطفلة زهراء حرّكت التساؤل: النقل التعليمي.. مُنظّم فهل يلتزم السائقون به..؟ الآباء والأمّهات أمام خيارات النقل الرسمي والسائق الخاص و سائقي "الكدّادة"

القطيف: صُبرة

لقرابة 5 أيام؛ كان وضع الطفلة زهراء العقيلي، رحمها الله، ساكناً قلق الناس وترقبهم في القطيف، مأخوذين بالمعلومات التي كشفت تفاصيل الحادث، والوضع الصحي الخطير الذي مرّت به. وفجر اليوم؛ تلقّت عائلتها نبأ رحيل الصغيرة، متأثرة بإصابة بالغة في الجمجمة والدماغ.

وفاة الطفلة ووفاة أطفال سابقين في حوادث لها علاقة بسائقي النقل المدرسي؛ ينطويان على إشارة جادة إلى وضع سائقي النقل المدرسي الذي وُضعت له تنظيمات حازمة على مستوى المملكة، وهو ما يفرض على تحمّل كلّ طرف مسؤوليته تجاه أبنائنا وبناتنا الذين من حقهم أن يذهبوا إلى مدراسهم، ويعودوا منها آمنين سالمين.

إدارة تعليم المنطقة الشرقية، وحدها، تُفوِّج يومياً نصف مليون طالب وطالبة في جميع المراحل، وتكتظّ الشوارع بالذاهبين إلى مدارسهم صباحاً، والعائدين منها ظهراً. وفي محافظة القطيف، أكثر من 300 مدرسة تفوّج أعداداً هائلة من الطلاب أيضاً.

ناقل رسمي

ويؤدي النقل المدرسي الرسمي وظيفة أساسية في نقل الطلاب والطالبات عبر أسطول من الحافلات الآمنة الواقعة تحت مسؤولية وزارة التعليم، وذلك برسوم رمزية لا تتجاوز 200 ريال عن كل طالب في السنة الواحدة.

وهذا الخيار هو أسل الخيارات المتاحة لنقل الطلاب وأكثرها أماناً، لكنّ كثيراً من الآباء والأمهات لا يفضّلونها، إما لأسباب تخصّ مدة وقت النقل، أو لأسباب أخرى خاصة بكل عائلة.

سائق خاص

ولذلك؛ هناك خيار النقل الخاص، حيث تستعين الأسر بسائقين خاصّين يعملون لحساب العائلة، أو بسائقين يعملون عبر سياراتهم الخاصة، أو بمؤسسات تؤدي الدور نفسه. ويدفعون تكلفة شهرية أعلى في نقل طلابهم على مدار العام.

تنظيم النشاط

وأخذاً بهذا الاعتبارات؛ تمّ تنظيم هذا القطاع بواسطة هيئة النقل التي وضعت قواعد أساسية لعمل السائقين الذين يعملون لحسابهم أيضاً.

ووضعت اللائحة المنظمة للنقل التعليمي، عدداً من الشروط والضوابط للنشاط، لضمان سلامة الطلاب والطالبات، خلال ذهابهم إلى المدرسة ورجعوهم منها.

وعلى الرغم من الشروط التي حددتها اللائحة، لكنها ليست بالضرورة فاحصاً شاملاً للفرد المزاول للمهنة، حيث يتوقف على الأمر أطراف أخرى.

والآباء والأمهات هم المسؤول الأول عن اختيار السائق، الذي سيكون مسؤولاً عن توصيل أبنائهم وبناتهم إلى المدرسة، كما أنه سوف يكون مسؤولاً عن سلامتهم.

وقد شملت الشروط التي حدتها اللائحة، أن يكون سعودي الجنسية، وحاصلاً على رخصة قيادة مناسبة، وأن تكون مركبته مستوفية للمواصفات المعتمدة، وألا يقل عمره عن 25 عاماً.

كما تضمنت الشروط أن يكون السائق حاصلاً على دورة الإسعافات الأولية، واجتياز الفحص الطبي، واجتياز اختبار الكفاءة المهنية، واجتياز الدورات الأخرى التي تحددها هيئة النقل، وأن يستخرج بطاقة تشغيل للمركبة، وأن يستخرج بطاقة سائق، ويجب الارتباط بأنظمة الهيئة والأنظمة التي تتطلبها الجهات الأخرى.

وأكدت هيئة النقل حق الفرد في ممارسة نشاط النقل التعليمي من خلال مركبة واحدة مملوكة له بشكل مباشر، أو من خلال أحد البرامج التمويلية.

من جهة أخرى كانت الهيئة العامة للنقل، قد أكدت أن ارتداء العباءة يكون اختياريًا لسائقات الحافلات في النقل المتخصص والنقل التعليمي، وذلك وفق الزى المخصص المعتمد للسائقين فى أنشطة النقل بالحافلات.

وأوضحت الهيئة، أنه سيتم تطبيق الزي المخصص للسائقين في أنشطة النقل بالحافلات، ابتداءً من تاريخ 18 شوال 1445هـ، الموافق 27 أبريل 2024م، ليصبح هذا الزي متطلباً أساسياً لممارسة هذه الأنشطة، وفقاً لأحكام اللوائح المنظمة لأنشطة النقل بالحافلات.

وأشارت الهيئة إلى أن ذلك يشمل: (النقل المتخصص وتأجير وتوجيه الحافلات، والنقل التعليمي، والنقل الدولي).