ذوو هممٍ يتحدّون الماء ويغوصون في قعر الخليج 12 شاباً وطفلان في أولى تجارب الغوص على مستوى المملكة

الشاخوري: فكرة تدريبهم منسّقة مع اتحاد مدربي الغوص المحترفين

القطيف: ليلى العوامي
احتضنت المنطقة الشرقية دورة الغوص الأولى لأصحاب الهمم، بمشاركة طفلين و12 شاب.
وهدفت الدورة بحسب المدرب عقيل سلمان الخميس، إلى إكساب المتدربين من أصحاب الهمم الثقة بقدراتهم رغم ظروفهم، بالإضافة إلى تقديم المعلومات الكافية لهم عن رياضة الغوص، وتعريفهم بأن هذه الرياضة ليست حكراً على الأصحاء فقط وإنما للجميع، وأنهم بالثقة بأنفسهم وبالإرادة يستطيعون تحقيق أحلامهم.
وأضاف “تجربة الغوص محببه للجميع، وهناك من يعتقد بأن أصحاب الهمم لايستطيعون ممارستها، وهذه فكرة خاطئة، حيث أثبت أصحاب الهمم في هذه الدورة التي قدمها نخبة من مدربي الغوص بالشرقية أن الغوص ليس حكراً على أحد وإنما يحتاج عزيمة وإرادة فقط، وهذه موجودة لدى الأشخاص العاديين وغيرهم من لديهم ظروف صحية”.
مشاركة إنسانية
ويشير كبير مدربي الغوص قاسم الشاخوري إلى أن فكرة تدريب أصحاب الهمم جاءت من منطلق دمجهم مع مجتمع الغوص، وتمت بعد أخذ التوجيهات والإعتبارات المهمة من اتحاد مدربي الغوص المحترفين “PADI”.
وأوضح أن أهم الصعوبات التي واجهت الفريق في بداية المشوار هي البحث عن اصحاب الهمم، مشيداً بجهود الغواص من ذوي الاحتياجات الخاصة محسن آل إسماعيل، في استقطاب مشاركين من الحدود الشمالية والرياض والطائف المنطقة الشرقية.
ووصف الشاخوري البحث عن مدربين من الجنسين بأنه كان صعباً في البداية، وبالفعل تم التواصل مع أكثر من مدرب من المنطقة الشرقية، وتمت دعوتهم للمشاركة الإنسانية في تدريب هذه الفئة الغالية على قلوبنا.
وأضاف “تردد البعض في البداية لأنها تجربة صعبة قليلاً كون المتدربين من ذوي الإحتيجات الخاصة وعنايتهم تحتاج إلى تكثيف عدد المدربين، ولله الحمد بادر الكثير للمشاركة في الدورة.
مساعدة طبية
وتابع الشاخوري “واجهتنا كذلك مشكلة رفض الأطباء بالتوقيع على أوراق الإفادة الطبية الخاصة بالمشاركين والتي تنص على أن المتدرب يمتلك من اللياقة الجسدية ما تعينه على دخول الدورة خاصة وأنهم من ذوي الإحتياجات الخاصة وإفادة الطبيب في ذلك ضرورة، وبسبب رفض الطبيب المعالج إعطاء المتدرب هذه الإفادة تقلص العدد من 30 متدرب إلى 15 متدرب فقط، واستعان الفريق المدرب بطبيب ومدرب غوص بذات الوقت ليكون عوناً للجميع وقت الحاجة أثناء التدريب”.
ووجه رسالة للجميع مفادها “أن أي إنجاز ليس حكراًعلى الأصحاء فقط، وإنما هناك من ذوي الهمم ممن وصلوا لأعالي القمم وغاصوا بحار عميقة”، مبيناً أن المشاركين في الدورة سيحصلون على شهادة تدريب معتمدة ليخوضوا تجربة الغوص مرة آخرى وفي أي مكان يريدون.
وشارك ذوي الهمم وهم: روان توفيق الخواجة (13 عاماً)، ومازن الزهراني (14 عاماً)، بالإضافة إلى 12 شاب من نفس الفئة يمثلون مختلف مناطق المملكة “المنطقة الشرقية ، الرياض، تبوك، الحدود الشمالية”، في الدورة، وكانت قدرتهم على خوض التحدي قوية جداً.
قاهر الإعاقة
واستطاع مازن الزهراني (14 سنة) والذي يسكن في مدينة الجبيل، قهر الإعاقة، مبيناً أن تشخيص الأطباء أكد له عدم وجود علاج لحالته وستستمر إعاقته بلا نجاح، وقال “بفضل من الله وبدعم والدتي استطعت تخطى هذه العقبات إلى نجاحات متعددة، وخضت تجربة الغوص الأولى، واعتبرها ناجحة بكل المقاييس وستتيح لي خوض تجارب ناجحة أخرى”.
أما والدته مستورة يحيى الزهراني فأكدت لـ “صبرة”، سعادتها بخوض ابنها مازن لتجربة الغوص، وقالت “كان حلم من أحلامي أن يخوض مازن تجربة الغوص، وفرحت كثيراً حينما سمعت بوجود دورة غوص لأصحاب الهمم من المدربان أيمن الذبياني ومحسن آل آسماعيل، ولم أتردد لحظة بالموافقة، وما زاد سعادتي هو الحماس والفرح الذي غمر ابني بعد ما تحدثت معه”.
وأضافت “بحمد الله تعالى استطاع ابني اجتياز التجربة بنجاح وتمت على أفضل حال ومن أجمل ما يكون، وأصبحت إضافة جديدة من التميز لرصيد ابني مازن، وأشكر القائمين على الدورة وجميع المدربين والمدربات”.
تجربة مميزة
ووصفت ليلى الخواجة والدة روان توفيق الخواجة (13 سنة ومن سكان الدمام)، تجربة الغوص بالنسبة لإبنتها بأنها كانت جميلة ورائعة، وقالت “مشاركة ابنتي جاءت صدفة حينما تلقيت مكالمة هاتفية من أحد المهتمين بالغوص يطلب فيها المساعدة بالبحث معه عن أشخاص من ذوي الهمم لديهم الرغبة في خوض تجربة الغوص، فقمت بالبحث معهم، وأثناء ذلك قلت في نفسها لماذا لا تشارك ابنتي روان معهم، وبالفعل قدمتْ اسم إبنتي لتكون أصغر مشاركة من ذوي الهمم (الإعاقة الحركية) في هذه الدورة”.
وتشعر ليلى الخواجة بأن هذه الدورة زرعت الثقة في ابنتها، وستنزع منها هاجس الخوف خصوصاً من البحر، وأضافت “لا آريدها أن تشعر بأنها مختلفة عن بقية أقرانها، فهي قادرة على أن تفعل كل شي وإنها ستقوم بعمل مبهر للغاية إذا زرعنا في داخلها أنا ووالدها والمجتمع الإرادة القوية والعزيمة ونزع الخوف من داخلها والذي هو أول اهتمامنا”
تحقيق أمنية
ويؤكد خالد العقيل (50 عاماً ويسكن مدينة الرياض)، أنه شعر بتحرك في أطرافه المصابة بعد نهاية دورة الغوص، وقدم شكره وتقديره للقائمين على هذه الدورة الإنسانية، داعياً لهم بأوفر التوفيق وأعظم الجزاء.
أما محسن آل اسماعيل الذي يسكن القطيف، فوصف الدورة بأنها كانت رائعة ومميزة، مبيناً أن جميع الغواصين كانوا أقرب من القلب لمجموعة ذوي الهمم”.
وقال “أحب أن أوصل رسالة لجميع أفراد المجتمع بأنه لايوجد شي اسمه مستحيل، ونحن قادرين على النجاح في أي مجال خدمة للمجتمع والوطن”. نادي ذوي الهمم
وأعرب هاني سلمان الناصر (متدرب من ذوي الهمم ويسكن القطيف)، عن أمله في أن تتحول مخرجات الدورة إلى رياضة معترف بها لأصحاب الهمم لتتاح لهم فرصة الغوص.
أما عبدالله فهيد الشهراني (يسكن الرياض)، فعبر عن فرحته وبمشاركته في الدورة بقوله “لم نتوقع في يوم من الأيام أن ذوي الهمم سيكونون قادرين على خوض تجربة الغوص، وكنا نعتقد أن من يستطيع القيام بها هم الأسوياء فقط، والتجربة أعتبرها مفيدة لي وسوف أكررها كلما سُنحت لي الفرصة وبمساعدة اخواني الغواصين من ذوي الهمم وكذلك اخواني المدربين”
تذليل عقبات
وقدم منظموا والمشاركين في الدورة شكرهم الجزيل لقائد قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالقطاع الشرقي اللواء طيار الركن عيد بن براك العتيبي، لدوره الفعال في تذليل العقبات التي واجهتهم، وجهوده الكبيرة في انجاح الدورة.
المشاركون في الدورة
1ـ ممدوح عيد البلوي المملكة العربية السعودية – تبوك.
2ـ جعفر علي الهليل المملكة العربية السعودية – القطيف.
3ـ خالد عبدالعزيزمحمد العقيل المملكة العربية السعودية – الرياض.
4ـ محمد سحيم الأسعدي المملكة العربية السعودية – الرياض.
5ـ عبدالله فهيد معتق الشهراني المملكة العربية السعودية – الرياض.
6ـ محمد علي آل غزوي المملكة العربية السعودية – القطيف.
7ـ بسام مرجي الرويلي المملكة العربية السعودية – عرعر.
8ـ عبدالله منصور القلاف المملكة العربية السعودية – سيهات.
9ـ عمرو محمد داوود المملكة العربية السعودية – الرياض الجنسية السودان.
10ـ مازن سعود محمد المملكة العربية السعودية – القطيف.
11ـ يوسف علي جامع المملكة العربية السعودية – الرياض.
12ـ هاني سلمان الناصر المملكة العربية السعودية – القطيف.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×